رئيس التحرير
عصام كامل

التحول الرقمي في المؤسسات الإفتائية وحياة كريمة

إن تقديم حياة كريمة للناس يُعد من الغايات السامية للقادة والمسئولين والعلماء، بل تُعد الحياة الكريمة محورًا من محاور التكليف الإلهي، وهذه الحياة هي التي تهتم بالإنسان والبنيان معًا وهو ما اعتمدت عليه وقامت به مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقتها الدولة المصرية.


ومن علامات الحياة الكريمة بصورتها المعاصرة التحول الرقمي والذي لا يقتصر على الدفع الإلكتروني للأموال بل هو مشروع دولي يهدف إلى تحويل كافة الخدمات الحيوية والأساسية في كافة المؤسسات المرتبطة بخدمة الأفراد من شكلها التقليدي إلى الشكل الإلكتروني الذكي بالاعتماد على التقنيات الحديثة والمتطورة لتسهيل حياة الناس كي تكون حياة كريمة؛ وكما هو معلوم فإن المؤسسات الدينية ومنها الإفتائية من ضمن المؤسسات التي تحتاج لهذا التحول الرقمي.

وهذا التحول في المؤسسات الإفتائية بدأ منذ سنوات وخاصة في الهيئات والمؤسسات الإفتائية الكبرى كدار الإفتاء المصرية وغيرها؛ فقد تطورت طريقة عرض وتقديم الفتوى بشكل كبير وازدادت مع بدء ظهور جائحة كورونا، ومن المنطقي والطبيعي أن تجتمع المؤسسات الإفتائية تحت مظلة واحدة للتباحث والتعاون في هذا المجال وترسيخه وتفعيل المفيد والنافع فيه وهو ما دعت إليه دار الإفتاء المصرية من خلال عدة محاور وورش عمل في مؤتمر عالمي قادم وبالتحديد في الثاني والثالث من شهر أغسطس 2021م..

تطوير العمل الإفتائي
المؤتمر ستنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية وبرعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون"، ومن المقرر أن يحضر وفود من خمس وثمانين دولة يمثلون كبار المفتين والوزراء والشخصيات العامة، وكذلك بمشاركة نخبة من القيادات الدينية وممثلي دُور الإفتاء على مستوى العالم.

وهذه الرؤية وكما أعلنت دار الإفتاء المصرية لا يمكن تحقيقها إلا بتوطيد التعاون بين هذه المؤسسات، وهو أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للأمانة العامة التي قد اتخذت خطوات عدة نحو تحقيق هذا التعاون والتكامل بين المؤسسات الإفتائية؛ فالمؤتمر يُمثّل تفعيلًا لأهم هدفين استراتيجيين للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء؛ ألا وهما إقامة جسور التعاون بين المؤسسات الإفتائية، وتطوير العمل الإفتائي بتطبيق التحول الرقمي؛ وذلك حتى تؤدي الأمانة العامة رسالتها وتحقق أهدافها في تفعيل التعاون بين أعضائها من المؤسسات الإفتائية وخاصة في سياق الدخول بالعملية الإفتائية في عصر النهضة الرقمية.

فكل التحية والتقدير لكل الباحثين والعلماء في دار الإفتاء المصرية وكل الشكر والعرفان لقياداتها؛ فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وكل الشكر والعرفان والتقدير لمعالي المستشار/ أسامة الهنداوي الأمين العام لدار الإفتاء المصرية على هذا المؤتمر الناجح إن شاء الله.
الجريدة الرسمية