من الجمال إلى الروبوتات.. ضيوف الرحمن بين الماضي والحاضر
تطور كبير بين رحلة الحج قديما وحاليا، يعكس الجهود التي تبذلها السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسكهم في تلك الرحلة الإيمانية.
صعاب ومخاطر
ولقرون عدة ظلت قوافل الحجاج تتوافد إلى مكة على ظهور الإبل، كما كان الحجيج يخترقون الجبال مشياً على الأقدام، يحملون متاعهم وأكلهم وشربهم على الدواب، وتحمل أمتعتهم الحمير والجمال حيث كانت هذه وسيلة النقل الوحيدة في الماضي.
وكان الحجاج يواجهون قطاع الطرق ومخاطر الجوع والعطش في سفرهم ويتعرضون أيضا لبعض الكوارث الطبيعية ومن ذلك العواصف والبرد القارس والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.
ومع بداية التطور، بدأ الحجاج يستخدمون إلى جانب الإبل، باصات النقل القديمة والسفن والبواخر.
وأقيمت في السابق على طرق الحج منشآت بدائية بسيطة مثل الاستراحات والمنازل والمرافق الأساسية من برك وآبار وعيون وسدود وخانات ( فنادق) ومساجد وأسواق .
وبعد أن تحسنت الأحوال المعيشية بعد توحيد المملكة وظهور السيارات في نهاية الخمسينيات الهجرية صار الذهاب إلى مكة لأداء مناسك الحج ميسراً بعد السفر سيراً على الأقدام أو بواسطة الجمال فأصبح السفر إلى مكة عن طريق السيارات التي قلصت الوقت من إلى خمسة أيام أو أقل نظراً لوعورة الطريق قبل مد خط "الإسفلت" بعد أن كانت الجمال تشكل أفضل وسيلة نقل في زمن لم يعرف وسائل النقل الحديثة.
وكان المطوف مسؤولاً مباشرة عن الحجاج منذ وصولهم إلى مكة المكرمة وينقل المريض منهم إلى المستشفى باحثاً عن علاج له ومتابعاً لصحته.
وكان يحمل كل مطوف في يوم التروية حجاجه على جمال يستأجرها ويكون قد جهز مخيمه في عرفات وعادة ما يصل الحجاج إلى عرفات مساء اليوم الثامن حيث إن نسبة منهم يتجهون إلى منى صباح يوم الثامن، أما في اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم الوقوف بعرفات كان المطوف يذلل الصعاب التي تواجه الحجاج ويوفر المياه ويتحدث مع الطباخ الذي سيقدم وجبة الغداء للحجاج في يوم عرفة ويبدأ الحجاج مع غروب شمس يوم عرفات في الصعود على جمالهم قاصدين مشعر مزدلفة حينما كانت وسيلة النقل تعتمد الجمال.
وحينما دخلت السيارات أوجدت نوعاً من الراحة لعملية النقل لعرفات لكنها واجهت مشكلة تمثلت في قلة عدد الطرق المتجهة من عرفات لمزدلفة وفي مشعر مزدلفة كانت كل حافلة تنقل الحجاج يصاحبها مرشد لإرشادهم إلى أماكن التقاط الجمار وأداء صلاتي المغرب والعشاء بها.
وبعد الوصول إلى مكة يؤدي الحجيج حجهم في الاستقرار بمنى ومن ثم الذهاب إلى عرفة حيث يجلسون في العراء فلا خيام ولا منازل تؤويهم فالأرض فراشهم والسماء لحافهم بعد ذلك يبيتون في مزدلفة وإذا أصبحوا ذهبوا إلى منى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي لمن كان متمتعاً أو قارناً و فيأكل الحجيج من هديهم ويستطعمون اللحم الذي لم يتذوقوه منذ أشهر وبعد إتمام الحج يعمد الحجاج إلى تجفيف اللحوم المتبقية من لحوم الهدي وذلك بتشريح اللحوم وإضافة الملح إليها ليبعد الماء ويسرع في تجفيفه ويسمى اللحم المجفف "القفر" فيأكلونه في طريق العودة وقد يتبقى قليل منه ليأكله العائدون إلى ديارهم مع أهاليهم ويكون له طعم ومذاق خاص لا ينسى.
تطور الخدمات
وتذكر كتب التاريخ أنه عندما دخل الملك عبد العزيز مكة المكرمة أصدر بلاغاً في 12 جمادي الأولى سنة 1343هـ أقر فيه العمل لرفع مستوى الخدمات المقدمة للحجاج من قبل المطوفين والإدلاء والوكلاء وكل من له علاقة بخدمة الحجاج وصدر نظام إدارة الحج في 20 ربيع الأول سنة 1345هـ وصدر نظام تسيير السيارات تلاه في عام 1346هـ صدور الأمر السامي بالمصادقة على نظام تسيير السيارات وبتشجيع من الملك عبد العزيز تأسست الشركة السعودية الوطنية لسير السيارات بالحجاز.
الذكاء الاصطناعي
وسيتم خلاله حج هذا العام استخدام بطاقة الحج الذكية التي تقدم العديد من الخدمات الهامة لضيوف الرحمن، وتوفير 3000 حافلة ستقوم كل حافلة بنقل 20 حاجًا.
ونفذت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ممثلة بذراعها التنفيذي شركة "كدانة" للتنمية والتطوير، عدة مشاريع تطويرية وتنموية كحلول سريعة للاستفادة منها وتشغيلها في موسم الحج، أبرزها تنفيذ مخيم نموذجي على مساحة 3800م2 ويشتمل على مخيم ومطبخ إعاشة ودورات مياه.
كما توسعت السعودية في استخدام تقنيات الروبوتات الذكية لخدمة حجاج بيت الله الحرام خلال حج عام 2021.
فبعد الإعلان عن روبوت لتوزيع ماء زمزم ثم الكشف عن الروبوت الأمني والروبوت الشخصي، أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية خدمة "روبوت الفتوى الآلي" بمساجد المشاعر المقدسة ومقر الحملات ضمن توظيف خدماتها التقنية في موسم الحج.
وتسهم كل تلك الخطط والمشروعات في التيسير على ضيوف الرحمن لأداء نسكهم بسهولة ويسر مع الحفاظ على صحتهم وسلامتهم في ظل انتشار فيروس كورونا، ويأتي ذلك في إطار حرص السعودية على تقديم أفضل الخدمات وتطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة، والإجراءات الوقائية والاحترازية الواجب اتباعها في موسم الحج.
كان الحجاج يواجهون صعاب كثيرة خاصة من قطاع الطرق، لذلك كانوا يسيرون جماعات ويقطعون البوادي والصحاري والطرق الوعرة على الإبل أياما وليالي وشهورا ليصلوا إلى مكة المكرمة.
ولحظة وصول الحجاج إلى مكة المكرمة وقبل دخولهم إلى ما يعرف حالياً بالمنطقة المركزية كان هناك مركز لاستقبال الحجاج القادمين من جدة بميدان البيبان.
وكانت عملية نقل الحجاج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة "عرفات مزدلفة منى" تتم بواسطة الجمال وكان للجمالة هيئة يطلق عليها هيئة المخرجين تتولى مسؤولية إحضار الجمال والجمالة وتتبعهم جماعة أخرى تعرف بالمقومين وهم من يتولون تقدير حمولة الجمل من عفش الحجاج وركوبهم وأجرة الجمل تقدر في كل عام في بداية موسم الحج فالجمل الذي يحمل الحاج له أجر والجمل الذي لا يحمل إلا عفش الحاج فقط له أجر.
صعاب ومخاطر
ولقرون عدة ظلت قوافل الحجاج تتوافد إلى مكة على ظهور الإبل، كما كان الحجيج يخترقون الجبال مشياً على الأقدام، يحملون متاعهم وأكلهم وشربهم على الدواب، وتحمل أمتعتهم الحمير والجمال حيث كانت هذه وسيلة النقل الوحيدة في الماضي.
وكان الحجاج يواجهون قطاع الطرق ومخاطر الجوع والعطش في سفرهم ويتعرضون أيضا لبعض الكوارث الطبيعية ومن ذلك العواصف والبرد القارس والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة.
ومع بداية التطور، بدأ الحجاج يستخدمون إلى جانب الإبل، باصات النقل القديمة والسفن والبواخر.
وأقيمت في السابق على طرق الحج منشآت بدائية بسيطة مثل الاستراحات والمنازل والمرافق الأساسية من برك وآبار وعيون وسدود وخانات ( فنادق) ومساجد وأسواق .
وبعد أن تحسنت الأحوال المعيشية بعد توحيد المملكة وظهور السيارات في نهاية الخمسينيات الهجرية صار الذهاب إلى مكة لأداء مناسك الحج ميسراً بعد السفر سيراً على الأقدام أو بواسطة الجمال فأصبح السفر إلى مكة عن طريق السيارات التي قلصت الوقت من إلى خمسة أيام أو أقل نظراً لوعورة الطريق قبل مد خط "الإسفلت" بعد أن كانت الجمال تشكل أفضل وسيلة نقل في زمن لم يعرف وسائل النقل الحديثة.
وكان المطوف مسؤولاً مباشرة عن الحجاج منذ وصولهم إلى مكة المكرمة وينقل المريض منهم إلى المستشفى باحثاً عن علاج له ومتابعاً لصحته.
وكان يحمل كل مطوف في يوم التروية حجاجه على جمال يستأجرها ويكون قد جهز مخيمه في عرفات وعادة ما يصل الحجاج إلى عرفات مساء اليوم الثامن حيث إن نسبة منهم يتجهون إلى منى صباح يوم الثامن، أما في اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم الوقوف بعرفات كان المطوف يذلل الصعاب التي تواجه الحجاج ويوفر المياه ويتحدث مع الطباخ الذي سيقدم وجبة الغداء للحجاج في يوم عرفة ويبدأ الحجاج مع غروب شمس يوم عرفات في الصعود على جمالهم قاصدين مشعر مزدلفة حينما كانت وسيلة النقل تعتمد الجمال.
وحينما دخلت السيارات أوجدت نوعاً من الراحة لعملية النقل لعرفات لكنها واجهت مشكلة تمثلت في قلة عدد الطرق المتجهة من عرفات لمزدلفة وفي مشعر مزدلفة كانت كل حافلة تنقل الحجاج يصاحبها مرشد لإرشادهم إلى أماكن التقاط الجمار وأداء صلاتي المغرب والعشاء بها.
وبعد الوصول إلى مكة يؤدي الحجيج حجهم في الاستقرار بمنى ومن ثم الذهاب إلى عرفة حيث يجلسون في العراء فلا خيام ولا منازل تؤويهم فالأرض فراشهم والسماء لحافهم بعد ذلك يبيتون في مزدلفة وإذا أصبحوا ذهبوا إلى منى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي لمن كان متمتعاً أو قارناً و فيأكل الحجيج من هديهم ويستطعمون اللحم الذي لم يتذوقوه منذ أشهر وبعد إتمام الحج يعمد الحجاج إلى تجفيف اللحوم المتبقية من لحوم الهدي وذلك بتشريح اللحوم وإضافة الملح إليها ليبعد الماء ويسرع في تجفيفه ويسمى اللحم المجفف "القفر" فيأكلونه في طريق العودة وقد يتبقى قليل منه ليأكله العائدون إلى ديارهم مع أهاليهم ويكون له طعم ومذاق خاص لا ينسى.
تطور الخدمات
وتذكر كتب التاريخ أنه عندما دخل الملك عبد العزيز مكة المكرمة أصدر بلاغاً في 12 جمادي الأولى سنة 1343هـ أقر فيه العمل لرفع مستوى الخدمات المقدمة للحجاج من قبل المطوفين والإدلاء والوكلاء وكل من له علاقة بخدمة الحجاج وصدر نظام إدارة الحج في 20 ربيع الأول سنة 1345هـ وصدر نظام تسيير السيارات تلاه في عام 1346هـ صدور الأمر السامي بالمصادقة على نظام تسيير السيارات وبتشجيع من الملك عبد العزيز تأسست الشركة السعودية الوطنية لسير السيارات بالحجاز.
الذكاء الاصطناعي
وسيتم خلاله حج هذا العام استخدام بطاقة الحج الذكية التي تقدم العديد من الخدمات الهامة لضيوف الرحمن، وتوفير 3000 حافلة ستقوم كل حافلة بنقل 20 حاجًا.
ونفذت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ممثلة بذراعها التنفيذي شركة "كدانة" للتنمية والتطوير، عدة مشاريع تطويرية وتنموية كحلول سريعة للاستفادة منها وتشغيلها في موسم الحج، أبرزها تنفيذ مخيم نموذجي على مساحة 3800م2 ويشتمل على مخيم ومطبخ إعاشة ودورات مياه.
كما توسعت السعودية في استخدام تقنيات الروبوتات الذكية لخدمة حجاج بيت الله الحرام خلال حج عام 2021.
فبعد الإعلان عن روبوت لتوزيع ماء زمزم ثم الكشف عن الروبوت الأمني والروبوت الشخصي، أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية خدمة "روبوت الفتوى الآلي" بمساجد المشاعر المقدسة ومقر الحملات ضمن توظيف خدماتها التقنية في موسم الحج.
وتسهم كل تلك الخطط والمشروعات في التيسير على ضيوف الرحمن لأداء نسكهم بسهولة ويسر مع الحفاظ على صحتهم وسلامتهم في ظل انتشار فيروس كورونا، ويأتي ذلك في إطار حرص السعودية على تقديم أفضل الخدمات وتطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة، والإجراءات الوقائية والاحترازية الواجب اتباعها في موسم الحج.
كان الحجاج يواجهون صعاب كثيرة خاصة من قطاع الطرق، لذلك كانوا يسيرون جماعات ويقطعون البوادي والصحاري والطرق الوعرة على الإبل أياما وليالي وشهورا ليصلوا إلى مكة المكرمة.
ولحظة وصول الحجاج إلى مكة المكرمة وقبل دخولهم إلى ما يعرف حالياً بالمنطقة المركزية كان هناك مركز لاستقبال الحجاج القادمين من جدة بميدان البيبان.
وكانت عملية نقل الحجاج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة "عرفات مزدلفة منى" تتم بواسطة الجمال وكان للجمالة هيئة يطلق عليها هيئة المخرجين تتولى مسؤولية إحضار الجمال والجمالة وتتبعهم جماعة أخرى تعرف بالمقومين وهم من يتولون تقدير حمولة الجمل من عفش الحجاج وركوبهم وأجرة الجمل تقدر في كل عام في بداية موسم الحج فالجمل الذي يحمل الحاج له أجر والجمل الذي لا يحمل إلا عفش الحاج فقط له أجر.