«فيتو» تحاور «بيكاسو» الكرة المصرية في منزله بـ «بسيون».. محمد صلاح: خايف على البلد ودموعي لا تتوقف حزنا على مصر
«المصالحة» الأمل الوحيد لحقن الدماء
قيادة «بازل» أفضل من «دكة» عمالقة أوربا.. والدوري الإنجليزي حلمي المنتظر
«زعلان» على «متعب».. واللعب بجوار "أبو تريكة" «طعم تاني»
والدي صديقي المقرب.. وهذه أسرار رفضي السكن بالقاهرة
من شوارع سويسرا وميادينها الساحرة عاد مجددًا لقرية «نجريج» التابعة لمركز «بسيون» بمحافظة الغربية، والتي تبعد 25 كيلو عن مدينة «طنطا»، من أجل التقاط الأنفاس قبل حسم موقفه بشأن الاستمرار من عدمه في صفوف فريقه بازل السويسري.. لم يكن غريبًا أن يشتهر بلقب «بيكاسو» الكرة المصرية بعد أن سطر اسمه بحروف من نور في سماء الكرة الأفريقية، بل العالمية بلمساته الساحرة مع فريقه بالشكل الذي دفع عمالقة القارة العجوز إلى ملاحقته للحصول على توقيعه.. إنه محمد صلاح، نجم المنتخب الوطني وبازل السويسري والذي فتح أبواب منزله حصريا لـ«فيتـو» للحديث عن أسرار رحلته المقبلة وللوقوف على رؤيته لمصير الوطن الذي يعيش أحرج لحظاته.. وإليكم التفاصيل.
> حمدا لله على السلامة؟
_ مبتسمًا.. الله يسلمك، لكن كيف نجحتم في الوصول إلى هنا رغم أنني لم أبلغ أحدًا بمكاني منذ عودتي إلى مصر؟!
> وهل لديك أزمة مع الإعلام المصري حتى تتهرب منه؟
_ على الإطلاق.. أحترم الإعلام الرياضي المصري جدا، لكن لا أكذب عليك أنا هنا في مصر للانتهاء من بعض الأعمال الخاصة، وأيضًا من أجل فترة نقاهة مع عائلتي وأهل قريتي وسط الهدوء، ولا أريد أن أتحدث كثيرًا عن أمور أدرك جيدًا أنها محط اهتمام الإعلام الرياضي المصري.
> تقصد محطتك الاحترافية المقبلة؟
_بالطبع، أعلم تمامًا أن الجميع مترقب لمعرفة محطتي المقبلة، ولكني عاهدت نفسي بعدم إزاحة الستار عن وجهتي المقبلة سوى عندما تحاط بالجدية والرسمية، خاصة أنني أرفض تمامًا الحديث عن أمور ودية أو بمعنى أدق «مجرد كلام».
> حدثنا عن العروض الأوربية التي تمتلكها؟
_ لم أتلق أي عروض أوربية بشكل شخصي، ولكن إدارة نادي بازل وحدها تعلم حقيقة العروض التي تصلني من أندية أوربا، ولا تنس أنني ما زلت مرتبطًا بعقد مع النادي السويسري ولهم كل الحق في الموافقة أو رفض هذه العروض.
> وأين أنت من تلك العروض؟
_ موقفي واضح في هذه الجزئية.. عندما يبلغني مسئولو بازل بوجود عروض رسمية وقتها سنتحدث عن كل تفاصيلها، وغير ذلك لن أفصح عن أي شيء.
> إذا تحدثنا عن رغبتك الداخلية.. ما الدوريات المفضلة إليك وفقًا لطموحاتك الكروية؟
_ أزعم أن الدوري الإنجليزي هو حلمي المنتظر، وخطوة أسعى جاهدًا للوصول إليها مستقبلًا نظرًا لقوة وشراسة «البريميرليج»، ويأتي في المرتبة الثانية الدوري الإسباني، خاصة أنه يميل إلى الأداء المهاري والجمالي أكثر من الدوري الإنجليزي الذي يعتمد في المقام الأول على القوة في الأداء.
> محمد.. «من الآخر» ما محطتك المقبلة؟
_ ضاحكًا.. لم أستقر بعد، لكن أود أن أؤكد لك شيئًا مهما جدا، أن اللعب بشكل أساسي في فريق بازل الذي حققت معه نجاحات كبيرة الموسم المنقضي أفضل بالنسبة لي من ملازمة مقاعد البدلاء في أي نادٍ كبير من عمالقة القارة العجوز.
> فسر أكثر؟
_ أقصد أن الوجود بشكل أساسي في فريق بازل أفضل فنيا ونفسيا وتسويقيا من الانتقال لنادٍ كبير في إنجلترا أو إسبانيا من أجل الابتعاد عن الأضواء الممثلة في المشاركة بشكل أساسي في الملعب.
> هل هناك أسماء أندية بعينها تفاوضت معك وترغب في الحديث عنها؟
_ أرجوك.. لا أريد التحدث في هذا الملف أكثر من ذلك، خاصة أنني لن أفصح عن أي شيء سوى ما ذكرته.
> دعنا ننتقل للحديث عن الثنائي الرهيب الذي شكلته مع "محمد أبو تريكة" في صفوف المنتخب الوطني؟
_ «محمد أبو تريكة» ظاهرة لن تتكرر كثيرًا في الملاعب المصرية، واللعب بجواره يعد مكسبًا لي شخصيا؛ لأنه يلعب بطريقة السهل الممتنع، ولابد أن أؤكد أن لمسات «تريكة» الحريرية كان لها أثر كبير في أهدافي مع المنتخب، كما أنه قائد للاعبين خارج الملعب وداخله والمنتخب دونه «ملهوش طعم» لأنه إنسان قبل أن يكون لاعبًا.
> مَنْ هم المهاجمون الذين تشعر بالراحة في اللعب بجوارهم؟
_كل مهاجمي مصر مميزون، ولكني أميل للعب بجوار «عماد متعب»، خاصة أنه واحد من أفضل المهاجمين في مصر وأدعو له بالشفاء العاجل من الإصابة التي لحقت به مؤخرًا.
> كيف استقبلت خبر إصابته الأخيرة؟
_ بصراحة.. كنت حزينًا جدا لأنني كنت على يقين بانضمام متعب إلى معسكر مباراتي زيمبابوي وموزمبيق في تصفيات كأس العالم، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وأعتقد أن لاعبًا بحجم وإمكانيات متعب سيكون إضافة قوية للفراعنة في مشوار الوصول للمونديال.
> كيف ترى فرصة مصر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم؟
_ أعتقد أننا قطعنا مشوارا كبيرا نحو البرازيل، لكن دعنا نتفق على أن المقبل أصعب بكثير، خاصة أن مواجهة أحد كبار أفريقيا يحتاج مجهودا مضاعفا من أجل تحقيق الحلم المنتظر بالعودة للمونديال بعد 24 عامًا من الغياب.
> هل تتابع الأحداث السياسية في مصر؟
_ بالتأكيد، ولا أخفي عليك أنني أبكي ألمًا لما يحدث لمصر وسط هذه المشاحنات السياسية، وأخشى أن ندخل في مسار من الصراعات والخلافات التي تقودنا في النهاية لمواجهة مصير سوريا، ولذلك أدعو كل القوى السياسية في مصر إلى عقد جلسة من أجل الحوار والمصالحة الحقيقية حتى نستطيع حقن دماء المصريين التي باتت مستباحة في عصر تشوبه الضبابية والانهيار.
> حدثنا عن حياتك الاجتماعية؟
_ أعشق قريتي جدا، وأشعر بسعادة بالغة لانتمائي لقرية «نجريج» التي نشأت وسط شوارعها، وأزعم أن عشقي لها يعد أحد الأسباب التي دفعتني لرفض شراء شقة في القاهرة من أجل البقاء بها أثناء إجازاتي الرسمية من سويسرا، فقمت مؤخرًا ببناء منزل في قريتي للعودة إليه في كل عطلة.
> وماذا عن عائلتك؟
_ إلى جانب أبي وأمي لدي أخ وأخت، وهم كل شيء في حياتي، وأهدي نجاحاتي الأخيرة لهم بسبب دعمهم ومساندتهم لي في مشواري الكروي.
> حدثنا أكثر عن علاقتك بوالدك؟
_ علاقة صداقة في المقام الأول، واتصالاتي معه لا تنتهي على الإطلاق، وأثناء وجودي في سويسرا أتلقى اتصالات هاتفية بالجملة منه للاطمئنان عليّ، وتحديدًا بعد المباريات من أجل الحديث معي عن أدائي وسلبياتي وإيجابياتي، ومواقفه وآراؤه دائمًا أضعها في الاعتبار قبل أي قرار.
> أخيرًا.. هل اقتربت من الدخول لعش الزوجية؟
_ ضاحكًا.. لسه بدري، لأن كل تفكيري موجه لمسيرتي الاحترافية وحلم كأس العالم، وبالطبع هي خطوة مهمة ومطلوبة لكن كل حاجة في وقتها.