كيف استقطب الجهاديون شباب أوروبا في دوائر العنف والإرهاب؟
يعلم التيار الجهادي جيدًا أن هناك أرض خصبة في المجتمع الغربي، ليس فقط بين السكان من أصول شرق أوسطية، وعلى درجة كبيرة من التهميش الاجتماعي والاقتصادي، وأقل استيعابًا ثقافيًا، بل وبين الشباب غربي الأصل، والذين لديهم تأهيل وثقافة وعلم من المفترض أن يحصنهم ضد التطرف والإرهاب.
الجهل بالفكرة
يراهن الجهاديون على الجهل بأفكارهم على المستوى الاجتماعي والسياسي، فالأفكار التي تدعو الشباب المراهق للانضمام إليها تداعب خياله وتصور له أنه قادر على حكم العالم، بشرط رفع راية الإسلام وحمل السيف.
وبحسب معهد دراسات الإسلام ومجتمعات العالم الإسلامي، فالإسلاموية تسعى لإثارة خيال النشء والشباب عبر تسويق قصص الفتوحات وإخضاع السكان بالقوة المفرطة، وهي سردية تناسب خيال الكثير من المراهقين والذين لايجدون فرص حقيقية في الاندماج بالمجتمعات ويشعرون بالغربة عنه.
ويؤكد المعهد أن هذه الأفكار ظهرت في الغرب منذ السبعينات، وبدأت تدعو لتغيير العالم الغربي، وأسست لذلك انطلاقا من نجاح الثورة في إيران التي حملت الإسلاميين للحكم، ثم حرب أفغانستان التي أبرزت الجهاد المعاصر وقوته ضد الاتحاد السوفيتي، وكانت ذلك نقطة استقطاب مهمة لكل من يرفض الروس وأفكارهم.
ساحة استقطاب
وحضرت التيارات الجهادية بشكل كبير في الثمانينات والتسعينات مرورا بما بعد الألفية، وأصبحت البلدان الغربية ساحة للاستقطاب من كل أطياف الإسلاميين، واستطاع الإسلاميون إقناع بعض الدوائر السياسية، أنهم يعلمون لإبعاد الشباب الإسلامي عن الأفكار الشيوعية التي عادت للانتشار بقوة في ثمانينات القرن الماضي بأوروبا.
ولكن بدأت الغرب يستشعر منذ التسعينيات خطورة هذه الأفكار على المجتمع، وعلى الجيل الثاني من الشباب ولاسيما أن هذه الفترة بدأ يظهر فيها ملامح الأسلمة على الشباب غربي الأصل، وليس فقط الوافد عليه من الخارج.
ومع تنبه الغرب للمشكلة، كان الشرق يحاصرهم بشدة وبعض البلدان سبقت الجميع إلى التعامل مع الإسلاميين بحسم، ولاسيما تونس والجزائر بسبب أزماتهم داخل المجتمعات التي كادت أن تلحق بقطار النسيان.