لماذا يتهم الغرب الإسلاميين بنشر التطرف في أوروبا؟
يتهم الغرب الإسلاميين بنشر التطرف، وما يسمى الانعزالية الإسلامية في بلدانهم، والتأثير في قطاع كبير من أبناء الديانة الإسلامية لاتخاذ مواقف عدائية من الثقافة الغربية، مع أنهم هم الذين سعوا للعيش في هذه البلدان بل واكتساب جنسيتها، ما شكل أزمة كبرى للغرب، وخاصة في المستقبل.
في 20 عاما
بحسب الرواية الغربية، تسارعت وتيرة انفصال الإسلاميين في مناطق مختلفة من البلدان الغربية خلال السنوات العشرين الماضية، واعتمدوا على استغلال تنامي عدد المسلميين ــ وصل الإسلام إلى مرتبة الديانة الثانية في أغلب بلدان أوروبا ـ .
طالب الإسلاميون بخروج الدين من المسجد إلى ساحة العمل العام، وهو أمر مرفوض لجميع الأديان في أوروبا، فالدين لايجب أن يكون مرئيا في الثقافة الغربية للسياق العام، بل هي علاقة بين كل فرد وبين الله، ولايجب إظهار قدسية هذه العلاقة لأحد وإلا أصبح يعرض المجتمع للأذى.
حشد الإسلاميون المال اللازم لتنفيذ أهدافهم في المجتمع الغربي، حتى أصبح هناك مساجد قادرة على استقبال أكثر من ألف مصل خلال صلاة الجمعة، وأحيانًا عدة مساجد في نفس البلدية، وساهمت القوانين التي تجرم تدخل الدولة في شئون الأديان من الإسراع في بناء المساجد، التي استخدمتها التيارات الدينية لاحقا في ممارسة استقطاب بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية.
أسلمة أوروبا
خلال العقدين الماضيين، زاد النشاط الخاص للإسلاميين، ونتج عن ذلك تزايد عدد الذين ينادون بتمكين الدين، كما زادت مظاهر الأسلمة في أوروبا، من ارتداء النقاب، والدعوة إلى فصل البنات عن الأولاد في المدارس، إلى غيرها من المظاهر التي لاتتسق مع الأعراف الغربية.
بعد تعقد أزمة الإسلاميين في المنطقة العربية، وزيادة هجرة ضحايا العنف في البلدان العربية إلى الخارج، زادت أيضا وتيرة الأسلمة للجموع التي هربت، وهنا التفتت الأجهزة الأمنية والسياسية لخطورة الإسلاميين في السياق العام لبلدانهم، وبدأت في التضييق الشديد عليهم.
نادت بلدان عدة على رأسهم فرنسا بالتصدي للأسلمة، والتطرف الديني، وأكدت أن الإسلام السياسي مشروع يخدم أهداف وطموحات عابرة للحدود، وتدعمه دول وجماعات وأطراف، مما يعني أنه خطر على الأمن القومي، ومن الصعب تصور استمراره وهو ينخر في المجتمع ويهدد استقراره، ولهذا نادوا بمواجهته بكل قوة، وهو ما يحدث الآن.