رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: ياباني أصلي في الأولمبياد.. ويوميات من طوكيو

زغلول صيام
زغلول صيام
أن تسمع عن بلاد شيء وأن تراهم في الحقيقة وعلى أرض الواقع شيء آخر.. هكذا هم اليابانيون الذين أصروا على استضافة الآلاف من الرياضيين من مختلف بلدان العالم وسط أمواج عاتية من كورونا تضرب بلا رحمة  منذ الوهلة الأولى تشعر أنك في بلد عظيم يتفوق على أي دولة أوروبية ليس من حيث التقنيات والتقدم التكنولوجي فحسب ولكن التقدم الحقيقي عند البشر أنفسهم  البشر الذي يقدر الوقت والعمل وامتلاك الضمير الذي غاب عن الكثير من البشر. 


لا توجد أدنى مشكلة عند دخولك طوكيو فهناك من ينتظرك منذ هبوط الطائره وحتى الوصول إلى مقر الإقامة في ترحيب وبشاشه وكل شيء محدد كما يقول الكتاب وكذلك تم عمل مسحة الكشف عن كورونا عن طريق (البصق) وليس المسحة التي اعتدنا عليها من الأنف .. كان لي الحظ أن أنتقل اليوم من العاصمة إلى مدينة سابورو التي تستضيف مباريات القدم بعيدا عن الفريق .. لاحظت أن اللجنه المنظمه والحكومه اليابانيه تسير علي خطوط متوازيه مابين الضيافه والترحيب للقادمين من كل دول العالم واحترام كلمة المواطنون الذين رفض غالبيتهم استضافة الأولمبياد بسبب جائحة كورونا. 

لاحظت أنهم وضعوني مع اثنين من الفريق مرافقين لي في مكان مخصص بالطائرة من الخلف بعيدا عن جميع الركاب ثم انتظروا حتي نزول الجميع حتي نتمكن من الخروج من الطائرة ولاحظت ايضا انهم يحاولون الموازنه بين رغبات الشعب والاحتفاء بالضيوف. 

لن أتحدث عن الكمبيوتر الياباني والدقة المتناهية في كل شيءٍولكن سأتحدث عن المتطوعين من اليابانيين للعمل في اللجنة المنظمه وكلهم لا يكلون عن تقديم الخدمة إلى الضيوف بدون كلل أو ملل. 

وكما نقول في مصر إن "الجواب بيبان من عنوانه" فان اليابان ورغم كل الظروف ستقدم واحدة من أفضل الدورات الأولمبية علي مر التاريخ. 

نعم البشر هو من يصنع الحضاره وليس التقنيات فهناك دول كثيره تملك كل التقنيات ولكن لم تنجح في بناء حضارة. 

وأعتقد أن ما تفعله مصر الان وجهود الرئيس السيسي يؤكد الرغبه في الاستثمار في الانسان المصري صانع حضارة الفراعنه العريقه. 

اخترت أن يكون مقالي الأول عن التنظيم مع وعد بأن يكون اللقاء الثاني عن منتخبنا ونجومه. 
الجريدة الرسمية