رئيس التحرير
عصام كامل

حسين رياض.. 56 عاما على رحيل أشهر «أب» في السينما

الفنان حسين رياض
الفنان حسين رياض
بدأ حياته عضوا بفرقة هواة التمثيل مع مجموعة من أصدقائه بعد أن ترك الدراسة بالكلية الحربية، ثم انتقل إلى فرقة نجيب الريحاني حيث قدم أول أدواره المسرحية أمام السيدة روز اليوسف في مسرحية "خلي بالك من إميلي " عام 1916، الفنان حسين رياض الذي أجاد في تقديم شخصية الأب الحنون فلقب بأبو السينما، رحل في مثل هذا اليوم 17 يوليو 1965.


واستمر عطاءه الفني أكثر من ستين عاما، وقد بدأ علاقته بالسينما منذ كانت صامتة، وكان أول أفلامه فيلم "صاحب السعادة كشكش بيه"، مع نجيب الريحاني عام 1931، كما شارك في بدايات السينما الناطقة فقدم أفلاما منها: "الدفاع، سلامة في خير، لاشين"، الذي جسد فيه شخصية ملك طاغية، وقد تعرض الفيلم للمنع بسبب ما قيل عن تعرضه لشخصية الملك فاروق التي لعبها حسين رياض واعترض عليها الملك.



وكان الفنان يوسف وهبى أول من آمن بقدرات حسين رياض المسرحية فقدمه فى اغلب مسرحيات فرقة رمسيس وقال عنه "فنان ممكن تسند إليه أى دور وانت مغمض عينيك فهو ممثل قدير ولديه موهبة اصيلة" وقال الصحفى خليل البندارى "لم يحدث فى تاريخ السينما أن اندمج ممثل فى الشخصية التى يمثلها كما اندمج الفنان حسين رياض". 


وولد حسين محمود شفيق الشهير بحسين رياض بحى السيدة زينب 1898 فكانت شخصيته نتاج بيئة شعبية جعلته متواضعا عاشقا للفنون بمختلف اشكالها ، الحقه والده بالكلية الحربية الا ان الفنان عزيز عيد الذى كان قد تعرف عليه من خلال فرقة التمثيل فى المدرسة ولمس فيه عشقه واجادته فى التمثيل فقال له : مكانك على خشبة المسرح فتستطيع الكلية الحربية ان تخرج مائة ضابط لكنها لا تستطيع ان تخرج فنانا موهوبا  مثلك "فاتجه الى التمثيل بالفرق المسرحية حتى انه انشأ فرقة مع يوسف وهبى وعباس فارس واحمد علام وحسن فايق اطلق عليها فرقة هواة التمثيل قدمت اول مسرحياته باسم "فقراء قريش " .





وكما كتب الناقد عبد الفتاح البارودى فى مجلة "الصباح "عام 1946 وقع خلاف كبير بين نجيب الريحانى وحسين رياض الذى كان قد حقق نجاحا كبيرا ، واستمر الخلاف اكثر من خمس سنوات بسبب موافقة رياض على تمثيل دور الريحانى الذى كان على خلاف مع صاحب المسرح ووافق رياض على اداء شخصية الريحانى فى مسرحية (مغامرات كشكش بيه ) انقاذا للموقف ، فغضب الريحانى وشن على رياض حملة كبيرة .


وبعد خصام طويل ذهب الريحانى الى رياض وعرض عليه دورا فى اوبريت شهرزاد الذى لحنه سيد درويش ووافق حسين رياض وفى السينما كان التعاون بينهما فى فيلم (سلامة فى خير ) ليبدأ التعاون بينهما من جديد .



واتجه للسينما ولقب بأبو السينما المصرية وعرف عنه رعاية الوجوه الشابة وتشجيعها، قدم خلال مشواره الفنى 200 فيلما وكان أول أدواره فى فيلم "ليلى بنت الصحراء" مع بهيجة حافظ وكان اجره عن الفيلم 50 جنيها وقدم بعده ادوارا متنوعة  أمام جميع نجوم ونجمات السينما من اجيال مختلفة فى افلام منها ( سلامة فى خير ،شفيقة القبطية ،رابعة العدوية ، الناصر صلاح الدين ، أغلى من حياتى ، شارع الحب ، بين الاطلال ، بابا أمين ، وااسلاماه فى دور سلامة وعبارته الشهيرة ( انت فين ياجهاد ) اما اشهر ادواره فكان فى فيلم رد قلبى ..).


أما آخر افلامه فكان فيلم "ليلة الزفاف " مع احمد مظهر وسعاد حسنى عام 1965 حيث سقط مريضا أمام الكاميرا اثناء تصوير المشاهد الاخيرة فيه ولم يكمله . 



وقدم للمسرح اكثر من 250 مسرحية مع فرق مختلفة اشهرها " تاجر البندقة ، مدرسة الفضائح ، الذبائح ، انطونيو وكليو باترة ، عطيل .لويس الحادى عشر ، القضاء والقدر ، الناصر ، العباسة ، شهرزاد والعشرة الطيبة . 

وعمل بالاذاعة كثيرا فقدم اكثر من 150 عملا اذاعيا اشهرها اوبريت الثعلب فات وجدو ياجدو حيث غنى فيه مع سعاد حسنى فى برنامج ابلة فضيلةكما قدم الكثير من المسلسلات منذ بداية التليفزيون من اشهرها مسلسل هارب من الايام  . 



وعشق الثقافة وكان صديقا للكتاب والادباء حتى انه كان يعقد صالونا شهريا فى بيته يحضره الشعراء والادباء منهم الشعراء إبراهيم ناجي وإمام الصفتاوي والموسيقار عبده صالح والفنانة زوزو حمدي الحكيم والفنانة زينب صدقي وغيرهم من نجوم الثقافة والفن والأدب .

ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الفنون عام 1962، بعد أن أبكاه عند مشاهدته فى فيلم "رد قلبي" الذى وصفه عبد الناصر بأنه أداه ببراعة.
الجريدة الرسمية