قتلانا.. فين يا مرسى

"الشرعية"، كررتها يا دكتور محمد في خطاب منتصف الليل أمس أكثر من 70 مرة، طلبت الشهادة من أجلها، وشعبك سيمنحك "الخلع"، قلت لأنصارك كلمة السر فكانت "شرعية على دينكم" وليس وفق تعاليم إسلامنا، كان ينقصك الأنصار ليكبروا بعد كلماتك الدموية، وأظن – وليس كل الظن إثم- أن عددا منهم كان يرفع راية "الجهاد" أمام عينيك وأنت تلقى بشبعك – بدم بارد- في أتون الحرب الأهلية.

دكتور "محمد".. كررت ما سبق وقاله من قبلك لويس الرابع عشر "أنا الدولة.. والدولة أنا".. نعترف أنك الدولة.. لا كذب، لكننا الشعب.. نحن العمود الفقرى الذي حاولت أن تكسره في ساعة متأخرة من ليلة أمس، تأكد أن الله سيرد كيدك أنت ومن معك.. أوعدك.

اعترف – وأنا في كامل قواى الثورية- بأن أولادنا لم يغيبوا عن خاطرك قبل أن تلقى خطاب "الفتنة"، إصرارك على أن يأتى في ساعة متأخرة ظاهره عذاب وباطنه رحمة، فقد رحمتنا من نظرة أطفالنا الحزينة، من تعبيرات وجوههم بأننا كنا السبب يوما في جلوسك على المقعد الرئاسى، كنا السبب في أن نمنحهم رئيسا "لا يخشي في القتل لومة وطن"، كنا السبب في منحهم مستقبلا "لا يعلمه إلا الله".

الشكر كل الشكر لرعاياك يا مولاى.. "عملوا الواجب وزيادة".. واجهوا هتافات "سلمية سلمية "بأكفان بيضاء وتدريبات عسكرية، وشهادة نحن نقدرها أكثر منك ومنهم "والله أعلم بما في الصدور"، رعاياك – وفى رواية أخرى أتباعك- قالوا "دون الرقاب"، وصدقوا – حقا – ما عاهدوا.... عليه.

دكتور "مرسي" هل تابعت ردود الأفعال على خطابك، هل وصلتك الرسالة بأن قتلاكم "في الجنة"؟، هل أبلغك جنودك بعدد الشهداء – من الجانبين-، هل أبلغوك كلماتهم الأخيرة، وصيتهم الأخيرة، أحلامهم المؤجلة – بأمر الشرعية الدموية-؟، هل حملك أحدهم رسالة لابنة لم تتخط عامها الثالث بعد وأوصاك بها خيرًا؟.

سيدى الرئيس.. أقولها لك "حكمت.. ففرقت.. فقتلت.. فكان رحيلك أمرًا لا راد له إلا الله"، لكن قبل هذا أنتظر منك إجابة أين "قتلانا" يا رئيس الأهل والعشيرة"؟