رئيس التحرير
عصام كامل

100 ألف جنيه وقطعة أرض من سفير الإنسانية لبناء مستشفى الدمرداش

الشيخ الدمرداش اثناء
الشيخ الدمرداش اثناء وضع حجر اساس مستشفى الدمرداش
هناك رجال مصريون عظماء خلفوا وراءهم سيرة عطرة، ومثالا يحتذى به فى حب الخير وعمله، ومن هؤلاء الشيخ عبد الرحيم الدمرداش باشا الذي تبرع بقطعة أرض كبيرة ورثها عن جده الأكبر سيدي المحمدي الدمرداش في منطقة العباسية عام 1928 لبناء مستشفى الدمرداش.


وتبرع أيضا بمبلغ 40 ألف جنيه للإنشاءات و60 ألف جنيه وضعها تحت تصرف الحكومة لتجهيزات المستشفى، وتسلم مصطفى النحاس رئيس الوزراء الشيكات على دفعات، واشترط الدمرداش علاج المرضى بالدمرداش مجانا دون النظر لدياناتهم أو جنسياتهم.




وفي حفل، ألقى الدمرداش كلمة بمناسبة التبرع قال فيها: إني لم أشعر فى حياتى بمثل هذا السرور الذى اشعر به الآن، وقد بلغ من شدة فرحتى انى لا استطيع النوم طويلا فى هذه الليالى، وقد وقعت فى حياتى على شيكات كثيرة وايصالات تبرع كثيرة لكنى ما احسست يوما بمثل السعادة التى خالجت فؤادى وانا اوقع كتاب هبتى، ومما لا ريب فيه ان هذه إرادة من عند الله وأنا مش قادر اتصور انى عملت اللى انا عملته وخايف تدركنى المنية قبل ان ارى المستشفى قائمة لذلك ارجو استعجال البناء.


الجميل فى الأمر ايضا ان السيدة زوجة الدمرداش عندما علمت بنية زوجها تبرعت بـ جواهرها التى قدرت بـ 15 ألف جنيه.


بنى المتبرع مسجدا فى حرم المستشفى بداخله ضريح ليكون مقرا لمثواه الاخير، الا انه لقى ربه قبل بناء المستشفى التى افتتحت فى يوليو عام 1931 بعد رحيل الشيخ بعامين.


وتتبع مستشفى الدمرداش حاليا جامعة عين شمس، وتم إنشاء كلية الطب بداخل المستشفى عام 1947.



والشيخ عبد الرحيم الدمرداش هو ابن الشيخ مصطفى ابن البكباشى صالح بك الجركسى، ولد عام 1849 والتحق بالازهر الشريف وتتلمذ على يد شيوخه الاجلاء مثل عبد الرحمن الرافعى وعبد المعطى الخليلى والشيخ محمد عبده والشيخ مصطفى المراغى ، وعندما توفى والده وهو احد رجال السلطان قايتباى حل محله كشيخ للطريقة الدمرداشية وهى احدى الطرق الصوفية ، ولقبته كافة الصحف والمجلات برجل الخيرو سفير الانسانية.

وكان احد اهم رجال الاعمال المصريين واقتصادى بارع، وأحد الفاعلين فى الحركة الوطنية، كما كان عضوا فى مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية المصرية.
الجريدة الرسمية