رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. من هو مصطفى مشرفة أينشتاين العرب.. أول مصري يحصل على الدكتوراه من إنجلترا.. وشكوك في كيفية وفاته

مصطفي مشرفة
مصطفي مشرفة
تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد علماء الفيزياء علي مصطفى مشرفة، الملقب بأينشتاين العرب؛ وذلك لأن أبحاثه في نفس مجال ألبرت أينشتاين.

عين الدكتور مصطفي مشرفة أستاذا للرياضيات في مدرسة المعلمين العليا ثم للرياضيات التطبيقية في كلية العلوم، ومُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره، وانتخب عميدا لكلية العلوم، ليصبح أول عميد مصري لها، حصل أيضا على لقب الباشوية من الملك فاروق، حيث أنه تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر، ومن بينهم سميرة موسى، كما أنه يعتبر أول مصري يحصل على درجة دكتوراه العلوم من إنجلترا من جامعة لندن.

ميلاده
ولد مصطفى مشرفة في 11 يوليو 1898 في مدينة دمياط، مصر حيث أنه كان الابن الأكبر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء تلك المدينة وأثريائها، ومن المتمكنين في علوم الدين المتأثرين بأفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده العقلانية في فهم الإسلام ومحاربة البدع والخرافات.

كانت طفولتي خاليه من كل مظاهر البهجة، حيث تعتبر أهم أقواله "
لقد كنت أفني وأنا طفل لكي أكون في المقدمة، فخلت طفولتي من كل بهيج، ولقد تعلمت في تلك السن أن اللعب مضيعة للوقت (كما كانت تقول والدته)، تعلمت الوقار والسكون في سن اللهو والمرح، حتى الجري كنت أعتبره خروجا عن الوقار".

تعليمه
بينما التحق "علي" بمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية التي أمضى فيها سنة في القسم الداخلي المجاني؛ انتقل بعدها إلى المدرسة السعيدية في القاهرة وبالمجان أيضا لتفوقه الدراسي، فحصل منها على القسم الأول من الشهادة الثانوية (الكفاءة) عام 1912، وعلى القسم الثاني (البكالوريا) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر المصري كله وله من العمر ستة عشر عاما، وهو حدث فريد في عالم التربية والتعليم في مصر يومئذ، وأهله هذا التفوق (لاسيما في المواد العلمية) للالتحاق بأي كلية عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج منها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى.
تخرج عام 1917م، وبفضل تفوقه في الرياضيات، أرسلته وزارة التربية والتعليم المصرية إلى إنجلترا حيث حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة نوتنغهام عام 1920، ووافقت الجامعة المصرية على إعطاءه منحة دراسية أخرى لاستكمال أطروحة الدكتوراه.
وحصل منها عام 1923 على الدكتوراه في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1927، ثم حصل على مشرفة عام 1924 على دكتوراه العلوم من جامعة لندن، وهي أعلى درجة علمية في العالم لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالما في ذلك الوقت، فقد كان أول مصري يحصل علي تلك الشهادة.
نشر مشرفة 25 ورقة أصلية في المجلات العلمية المتميزة حول نظرية الكم، ونظرية النسبية، والعلاقة بين الإشعاع والمادة، ونشر نحو 12 كتابا علميا حول النسبية والرياضيات؛ وتم ترجمة كتبه حول نظرية النسبية إلى لغات عدة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبولندية. كما قام بترجمة 10 كتب في علم الفلك والرياضيات إلى اللغة العربية.
وتوفي في 15 يناير 1950 إثر أزمة قلبية، وهناك شك في كيفية وفاته؛ فيعتقد أنه مات مسموما أو أنه قال علي يد أحد مندوبي الملك فاروق، ويعتقد أيضا أنها إحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي.

ولكن كتاب الدكتور علي مصطفى مشرفة "ثروة خسرها العالم" من تأليف شقيقه الدكتور عطية مشرفة ينفي تماما هذه الأقاويل ويؤكد أنه مات على فراشه وكتكريم له بعد وفاته.
الجريدة الرسمية