منصات الإنترنت ومستقبل التليفزيون والصحافة الورقية

أشعر بالقلق.. بعد خدمة سنين في مجال الإعلام، ومخالطة عظماء الشاشة الصغيرة..

تعلمت منهم ونلت جزءا من شهرتهم في تاريخي وأصبحت فخورا بمهنتي، وبما قدمته لها ولبلدي وللبلاد العربية التى عملت بها كنت طوال عمري أعمل في التليفزيون والقنوات الفضائية، وقد قاربت الستين وأجد أن صناعة الإعلام التقليدي؛ تليفزيون وصحافة، فقدت بريقها ونجوميتها عندما فرضت منصات الإنترنت قانونها، وظهر إعلام شخصي، تستطيع بهاتفك المحمول أن تكون نجما على الهواء صوت وصورة من أي مكان تنقل قصتك الشخصية، وتجد متابعين لنشاطك الإعلامي وتتدفق عليك الأموال من تلك المنصات.

وأصبحت مرتعا خصبا لكل موهوب أو غير موهوب والمقياس الرئيسي عدد المشاهدين والمتابعين والقنوات التليفزيونية تخسر في المنافسة؛ نظرا لارتفاع تكاليفها الإنتاجية وعدم قدرتها على مواكبة الأحداث الجارية، واحتياجها لمعدات وتصاريح وانتقالات وأعباء مهنية فقدت على إثرها جزءا كبيرا من مشاهديها، واشترك في تلك المواقع الإلكترونية الإعلامية بعض الجرائد الورقية لتتكيف مع الوضع وتصنع شاشتها الإعلامية وتحويل الخبر الصحفي إلى خبر تليفزيوني ينقل الحدث ونجحت الجرائد لأنها تملك السرعة والحرية والسس العلمية والفكر الإعلامي لصياغة وتنفيذ الخبر، ولكن ينقصها جودة وحرفية الإنتاج التليفزيوني.

وأقترح أن يتم التعاون بين القنوات الفضائية في مساعدة المنصات التليفزيونية للجرائد وتقديم خبراتها في التدريب والإشراف والتنسيق للحصول على نصيب يجذب المشاهدين، ويرتقي بما يقدم من خلال منصات الصورة الرقمية على الإنترنت.

---------------------------------

( * ) الإعلامي خالد سالم، الأمين العام المساعد للاتحاد الأفريقي الآسيوي