رئيس التحرير
عصام كامل

هل سيدنا إبراهيم هو باني البيت الحرام؟ وما هي الدوائر الأربع للبيت؟

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي
قيل سابقا إن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو الذي بنى البيت الحرام.

وآخرون قالوا إنه بني قبل إبراهيم.. وفريق قال إن الملائكة هي التي بنته، فمن الذي بنى البيت الحرام خاصة مع وجود الآية الكريمة في سورة البقرة "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل"؟.


يجيب فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي: 
إن بيت الله الحرام هو المقصد الأصيل الذي تهوى إليه الأفئدة، وهو المحور الذي تدور حوله المناسك وتحيط به أماكن الشعائر.

بيت الله الحرام 
وأرى أن بيت الله الحرام بني قبل إبراهيم بفترة طويلة، ولكن ابراهيم عليه السلام رفع القواعد منه، هو وابنه إسماعيل لقوله تعالى: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل".

فكلمة يرفع القواعد معناها أن البيت كان موجودا قبل ذلك، ولكن جاء إبراهيم ليجدد بناءه ويقيم دعائمه من جديد.

سبق إبراهيم وإسماعيل 
البيت كان موجودا قبل إبراهيم وإسماعيل بدليل قول الله تعالى: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم.. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" إبراهيم 27.

وفى قوله تعالى: "عند بيتك المحرم".. العندية هنا تؤكد لنا أنه كان موجودا وإسماعيل رضيعا قبل أن يصبو ويكبر.

الدوائر الأربع 
أما الدوائر الأربع التى تحيط ببيت الله الحرام، فلكل دائرة حدها وخواصها ومطلوباتها.

وأول هذه الدوائر هي: المسجد الحرام، ويحدد مكانه بالمسجد مهما امتد واتسع، وأما مايخص المسجد دون سواه قوله تعالى "ومن دخله كان آمنا"، ويضاعف ثواب الصلاة فيه إلى مائة ألف وأول ما نشد الرحال إليه.

حدود البيت 
وتحدد الدائرة الثانية حول المسجد حدودا تحميه وهى منطقة حرام حتى على المقيم، لا يعضد شجرها ولا يحل صيدها، ولا يحرم من كان داخلها بعمرة إلا أن يخرج إلى الحل والتنعيم، وحول هذه الدائرة دائرة أوسع منها وتحدها المواقيت التى لا يتجاوزها قاصد البيت إلا محرما.

وفى الإحرام من المواقيت وهي إشعار النفس بأنها دخلت حمى الله، وأقبلت على مكان غير عادي، فلابد أن تخرج عن كثير مما اعتادت عليه، تربية للمهابة واستحضارا للقداسة.

أوسع الدوائر 
وبعد المواقيت تأتي الدائرة الرابعة، وهي أوسع الدوائر لأنها تشمل سائر الأرض كلها، ولهذه الدائرة مطلوب واحد هو أن يجعل العبد بيت الله قبلة مصلاه حاضر القلب مع جلال الرب العظيم الأحد لا شريك له.
الجريدة الرسمية