رئيس التحرير
عصام كامل

دكاكين الدكترة والتطبيب والتهليب!

عفوا للتعبير "دكترة "، فهو لازم ومناسب، لصنايعية التطبيب وأسطوات العلاج العشبى، وبقالي الصيدليات.

ولأن هؤلاء السريحة في الفضائيات يعلنون أنهم أطباء فيدخلون على بيوتنا من خلال قنوات تبيع الوقت لمن يدفع، فيطلقون علينا برامج طويلة، يسوق فيها الدكتور الوهم والأمل والحلم لمن ضاقت عليهم سبل الشفاء. المريض الذي يعاني آلام الظهر والخشونة في المفاصل، ومريض القلب، ومريض الضعف الجنسى، ومريض الصدر، هؤلاء جميعهم يتعلقون بقشة للتخلص من الوجع واستئناف الحياة الصحية.


لن أذكر أسماء هؤلاء الذين يعالجون الناس على السبورة، أو على اليوتيوب. الإلحاح المستمر مصيدة عقلية بحتة هدفها استمالة مريض هو أصلا مستعد للتصديق ودفع مبالغ في جلسات وهمية وأنابيب علاج عشبية.. مراهم وكريمات. فتحت إحدى القنوات الضالة الخلفية.. فوجدت الدكتور. فلان الفلاني يشرح على السبورة.. نقلت على قناة مماثلة، وجدته هناك.. وثالثة وجدته هناك. وليس هذا الطبيب الذي يعلن أنه طبيب وحيدا في مجال بيع الوهم للمرضى.. اذهب إلى عيادة أحدهم في المهندسين وشوف الطوابير.. والفاتورة..

روى لى صديق عاد من هناك مذهولا.. اقتنعت والدته بكلام الطبيب أبو سبورة وأنه سيشفيها لأن الآم الحوض والعظام أقعدتها وتعذبها. لكي تحجز لابد أن تصحو فجرا.. وإذا كشفت فالكشف بالفيديو كونفرانس.. لماذا؟ الطبيب في الصين. يعالج المرضى من بكين للمهندسين.
ما أقوله يعلمه الجميع، وبالطبع تعلمه وزارة الصحة. هل حصل هؤلاء الباعة الفضائيون على ترخيص بمزاولة مهنة الطب والتسويق لأدوية وأعشاب؟

 العلاج أون لاين
سبق أن شنت وزارة الصحة حملات لإغلاق قنوات بيع أدوية، عن طريق شراء أطباء أو أشباه أطباء، يحاضرون الناس البائسة اليائسة المنتظرة الأمل والشفاء، ويقنعونهم بجدوى العلاج والدواء الذي يقدمونه. ولا مانع من تأجير ناس غلابة أو بسيطة أو انتهازية، يظهرون كأنهم أصحاب مرض سابق تم شفاؤهم منه بفضل علاج الطبيب البقال!

أطباء اللايكات والشير والجرس هؤلاء يعملون خارج المنظومة الصحية المعترف بها، لأنهم يعالجون كل شئ.. كل عضو.. وهم يتوهجون توهجا عند الحديث عن علاجات وأدوية تناسب ليلة مباركة عند المصريين.. الجمعة.

هل تعرضت الوصفات الطبية بالأدوية والأعشاب لاختبارت الصلاحية؟ هل أجازتها وزارة الصحة. ما هي مسئولية أي طبيب أكشاك من هؤلاء تجاه مريض قتله العلاج العشبى أو الدواء المعلن عنه؟ أو حتى لم يفده بشيء؟

هل تفتش وزارة الصحة على عيادات.. مع التحفظ في استخدام وصف عيادات.. لتعلم أنها مرخصة وأن المعالج طبيب بحق وحقيق؟ برامج بيع الشفاء تنتمى إلى تصنيف خداع الجماهير والاحتيال عليهم.. والاستيلاء على أموالهم. المريض يدفع دم قلبه أملا فى ومضة شفاء.. وهؤلاء البقالون يتاجرون بنقطة الضعف هذه.. على وزارة الصحة محاسبة هذه الدكاكين.، ومراجعة مؤهلات المعالجين البياعين! يقف المريض بالساعات منتظرا الحصول على شرف الكشف والفحص.. فإذا بالدكترة مسافر.. ويعالج أونلاين!

هذا الاستهتار لا يمكن السكوت عليه.. فى دولة حريصة على صحة شعبها وتنفق المليارات.. للعلاج الطبى الصحيح.
ننتظر إجراءات حاسمة لمنع الباعة الجائلين والدجالين من استهواء المرضى وخداعهم.
الجريدة الرسمية