لماذا تغرق الأحزاب المصرية في أزماتها وتنعزل عن مشكلات الناس؟
لا حديث للشارع السياسي المصري إلا عن الاستقالات الجماعية التي أحدثت ضجة كبرى في حزب الحركة الوطنية الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، احتجاجات على فصل بعض القيادات الشابة، ومنهم أعضاء بمجلس الشيوخ وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
ومع أن الحزب نفى رسميا أن تكون الاستقالات صحيحة، وأكد أن أغلبها لمجهولين ليسوا أعضاء في الحزب، أو لأعضاء لم يتقدموا فعليا باستقالاتهم، إلا أن التوترات التي تحدث داخل التيارات السياسية والأحزاب والتغييرات الجوهرية بمختلف مرجعياتها سواء في اليمين أو اليسار، واستبعاد قيادات كبرى واستبدالهم بغيرهم كل فترة يفتح الباب للسؤال:
لماذا تنعزل الأحزاب داخل مقراتها وتتوه في أزماتها الداخلية، ولا تلتفت بنفس القدر لمشكلات الشارع.
الصراعات التي تندلع دائما هي واحدة من أخطر الأمراض المتوارثة فى الحياة الحزبية المصرية، يقول عبد الله السناوي الكاتب والمفكر في مقال شهد تعليقا على أزمة مشابهة كان الحركة الوطنية جزءا منها أيضا، مؤكدا أنها ليست جديدة ولا طارئة.
أضاف: الحزب الذي ينشأ فى ظروف استثنائية فإن المنعطفات الحادة قد تقضى عليه كما صعدت به.
يقول السناوي إن الاستقالة التي تقدم بها يحيى قدرى رئيس الحزب السابق فتحت الباب لأسئلة المصير التى لا مفر منها، مؤكدا أن منطق الاستقالات يؤكد دائما تعبير عن أزمة عميقة فى الحياة الحزبية تضم اليسار واليمين على قدم المساواة، الأحزاب التي تشكلت بعد ثورة 25 يناير، أو التي بناها رجال العهد القديم بذات القدر.
أضاف: طالما ليست هناك فرصة للاحتكام إلى أعضاء الأحزاب فى انتخابات حرة ونزيهة، وتوجد لا فرص من أى نوع لتداول السلطة سيفقد العمل الحزبى جدواه ويتحول إلى شىء من الديكور.
اختتم: الانشقاقات تعود في النهاية إلى غياب أية قواعد في العمل التنظيمي لها صفة الاحترام وأية برامج لها القدرة على إلهام التماسك وهذه مسألة تعود إلى طبيعة نشأة الأحزاب المصرية.