رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ملحمة البرث.. تفاصيل جديدة عن المعركة تكشفها أسرتا المنسي والشبراوي

المنسي وشبراوى أبطال
المنسي وشبراوى أبطال ملحمة البرث
تمر اليوم الذكرى الرابعة لملحمة البرث التى راح ضحيتها ضباط وجنود بواسل دافعوا عن أرضهم حتى آخر نفس رافضين رفع علم الإرهابيين في 7 يوليو 2017 على كمين البرث جنوب مدينة رفح.


أسرتى المنسي والشبراوى
وتواصلت "فيتو" مع أسرتي الشهيدين بمحافظة الشرقية للحديث معهما حول تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نجليهما.

في البداية، يقول محمد رخا حما الشهيد أحمد المنسي: ذكرى استشهاد أبطال كمين البرث ستظل خالدة فى وجدان كل مصرى وليس فى قلب أسر الشهداء فقط هؤلاء الأبطال بقيادة زوج ابنته قدموا ملحمة وطنية وضحوا بأرواحهم فى خدمة وطنهم ضد أعداء الحياة والإنسانية.


وأضاف: فخور جدا بما قدمه أبطال هذه المعركة لوطنهم والتى ستظل عالقة في الأذهان على المدى البعيد.

وأوضح أن آخر اتصال للشهيد قبل الهجوم كان مع زوجته للاطمئنان على أولاده وطالبها بضرورة تأجيل عيد ميلاد نجله "علي" الذي يتوافق مع ذكرى استشهاده اليوم حيث كانت اجازته يوم الاثنين بعد الحادث.


وأضاف أن الشهيد المنسي قام بتصميم البدلة العسكرية لنجله حمزة في بداية شهر رمضان حيث كان ينوى اصطحابه لزيارة بعض اصدقائه في انشاص كما كان الشهيد يردد دائما عبارة "بكرة تعرفوا قيمتى بعد وفاتى"...ومكناش نعلم المقصود بكلامه الا بعد استشهاده.


فيما قال "عمر الشبراوى محمد الغنام" موظف علي المعاش والد الشهيد أحمد شبراوى: نحتسب نجلنا عند الله شهيدا هو وجميع أبطال الكتيبة الذين قدموا أرواحهم الغالية فداء للوطن.

وأضاف"الشبراوى": أحمد قاتل ببسالة في المعركة وأسقط عددا لابأس به من الإرهابيين الجبناء لافتا ان نجله قبل الحادث تحدث معه هاتفيا مكالمة طويلة للاطمئنان علي صحته وصحة والدته واشقائه كما تحدث مع زوجته وطالبها بتأجيل احتفالية عيد ميلاد نجله"عمر" حتى نزوله..اليوم ده تجديد للأحزان ولسة من ساعات مجدد قبر ولدى بقرية الشبراوين مركز ههيا تكريما له.


منطقة البرث
تعد منطقة البرث بجنوب رفح نقطة أمنية هامة والتي تمثل عائقا أمام تسلل الإرهابيين كون منطقة البرث مهمة بالنسبة لهم وتقطع طريق الإمدادات، وفشلت جميع المحاولات السابقة لاستهدافه حيث يعتبر مربع البرث مركزا لقبيلة الترابين وله أهمية لوجستية وأمنية ومن النقاط التي تربط بين وسط سيناء من جهة ورفح والشيخ زويد من جهة أخرى.


تمام الرابعة فجر يوم 7 يوليو 2017 قامت إحدى السيارات المفخخة التي تم تدريعها جيدا وتمويهها داخل إحدى المزارع بالدخول إلى كمين البرث برفح فتعاملت معها قوات الكمين ولكن لشدة تدريعها انفجرت قرب الكمين.

بداية الهجوم
بدأ الهجوم بواسطة 150 مقاتلا و12 عربة كروز محملة بالسلاح بالإضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف آر بي جي وقذائف هاون ومدافع جرينوف وقنابل يدوية ومفخخات وخلال دقيقة كانت بقية القوات في أماكنها ترد على الإرهابيين.


وأسفر عن استشهاد وإصابة 26 فردا من أفراد القوات المسلحة ومقتل أكثر من 40 فرد من العناصر الإرهابية المهاجم.

استشهد البطل العقيد أحمد المنسي نتيجة إصابته بطلقة رصاص واحدة في مؤخرة الرأس من عيار 12.5 مم حيث كان "المنسي" فوق سطح المبنى الذي تمت محاصرته، وكان الشهيد في تلك اللحظات يطلق النيران على الإرهابيين من فوق سطح المبنى للدفاع عن الكتيبة وباقي زملائه.


يذكر أن العقيد أحمد منسى قائد الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء استشهد في السابع من شهر يوليو عام 2017 برفقة آخرين من الجنود والضباط أبطال القوات المسلحة إثر اشتباكات مع تكفيريين.

والشهيد ينتمى لقرية بنى قريش التابعة لمركز منيا القمح، وكان يقيم مع أسرته بمدينة العاشر من رمضان.


زوجة شبراوى
وروت المهندسة "ندى حسن" أرملة الشهيد النقيب أحمد الشبراوي الذي استشهد في الهجوم الإرهابى برفح في شمال سيناء عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" في وقت سابق آخر لقاء دار بينها وبين زوجها بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته.


وكتبت أرملة الشهيد على صفحتها النص التالي: "آخر مكالمة بينا كانت زى دلوقتى فضلنا نتكلم أنا وعمر وأصريت نتكلم فيديو ونشوف بعض.. لو كنت عارفة أنها آخر مرة أكيد كانت هتفرق في الوداع.. لو كنت عارفة أنى مش هسمع صوتك تانى كنت قلت حاجات كتير أكتر من خد بالك من نفسك ووحشتنا.. كنت هقولك انك هتوحشنا أكتر من الكلمة بكتير.. كنت هقولك أن حياتنا هيبقى ملهاش طعم من غيرك.. كنت هقولك أن أنت غالى أوى وعزيز علينا قوى.. كنت هقولك أنى مفيش حاجة ممكن تعوضنا وجودك معانا أنا وابنك.. كنت هقولك أنى هفضل على عهدى معاك لحد آخر يوم في عمرى.. كنت هقولك أنى بحبك أوى يا أحمد".
الجريدة الرسمية