أنيميا البحر المتوسط.. مرض جيني يسبب تراكم الحديد في أماكن مختلفة بالجسم.. تكلفة علاجه ملايين الجنيهات.. اضطراب وراثي ينتقل من الآباء للأبناء
أنيميا البحر المتوسط مرض من أمراض «فقر الدم»، وهو عبارة عن اضطراب وراثي يحدث لخلايا الدم، حيث تنخفض فيه نسبة الهيموجلوبين عن المعدل الطبيعي، وقد يظهر بالصدفة عند إجراء تحليل دم كامل، وفيه تظهر الأعراض بناء على نوع وشدة المرض، ويسبب تراكم الحديد في الجسم العديد من المشكلات، تصل تكلفة الشفاء منه لملايين الجنيهات.
أنيميا البحر المتوسط مرض جيني ينتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء، فإذا كان أحد الوالدين حاملا للمرض أو مصابا به، فمن الممكن أن ينتقل إلى بعض الأبناء بصورته البسيطة، أما إذا صادف وكان كلا الوالدين يحملان المرض أو مصابين به، فإن هناك احتمالا بنسبة 25% أن يولد طفل مصاب بالمرض بصورته الشديدة.
المسمى
سُمي هذا المرض بذلك لأنه يتواجد في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتكمن خطورته في أن حاملى المرض قد لا تظهر عليهم أعراض، وغالبا ما يتم اكتشافه بالصدفة عند إجراء تحليل صورة دم كاملة، حيث يظهر في التحليل صغر حجم خلايا الدم الحمراء وقلة محتواها من الهيموجلوبين.
أعراض
شحوب البشرة مع اصفرارها أحيانا، وتأخر في النمو وضعف الشهية، وتكرار الإصابة بالالتهابات، ومع استمرار فقر الدم، تظهر أعراض أخرى مثل التغير في شكل العظام، وخصوصا عظام الوجه، كما يحدث تضخم في الطحال والكبد.
أما في الحالات البسيطة فقد يحدث فقر دم بسيط بدرجة لا يكون المريض فيها يعاني أية أعراض، ويعيش صاحبه بشكل طبيعى جدا، ولا يحتاج إلى أى علاج وقد لا تكتشف هذه الحالات إلا بالصدفة.. للتأقلم مع المرض، وذلك بعدم الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالحديد، كالكبد واللحوم الحمراء، والعسل الأسود والبلح والتفاح، ويُفضل عدم تناول الفول المدمس لأن قشرته تحتوي على مواد تساعد على تكسير كريات الدم الحمراء.
علاج
علاج أنيميا البحر الأبيض المتوسط يختلف حسب شدة الحالة، فالحالات الشديدة تحتاج إلى نقل دم بشكل دوري كل 3 أو 4 أسابيع لمنع حدوث مضاعفات، بالإضافة إلى تناول الأدوية التي تساعد في تقليل نسبة الحديد في الجسم، لأن نقل الدم المتكرر يؤدي إلى تراكم كمية كبيرة من الحديد في الجسم، ولا يستطيع الجسم التخلص من الحديد الزائد ما يؤدي إلى تراكمه في القلب والكبد والغدد النخامية والبنكرياس؛ الأمر الذي يسبب مشاكل صحية يمكن تجنبها بتناول هذه الأدوية.
كما أن الحالات المتوسطة قد تحتاج إلى نقل دم أيضًا، ولكن من فترة لأخرى، فضلا عن تناول أدوية معينة مثل بعض الكيماويات التي تساعد على إنتاج الهيموجلوبين.
زرع النخاع
ورغم أن أنيميا البحر الأبيض المتوسط من الأمراض المزمنة، إلا أن علاجها أصبح ممكنا، ولكن بتكلفة مادية كبيرة، وذلك عن طريق زرع النخاع من أحد الأخوة غير المصابين بالمرض، بشرط وجود تطابق في الأنسجة، والذي تصل تكلفتها أكثر من مليون جنيه.