رئيس التحرير
عصام كامل

السدود العابرة للحدود.. خطة مصر لتأمين مياه النيل.. من أوين الأوغندي إلى واو في جنوب السودان.. ومحمود أبو زيد: القاهرة لديها تجارب سابقة

سد واو
سد واو
«مشاركة لا ممانعة».. ثلاث كلمات يمكن أن تختصر التحركات المصرية فى القارة الأفريقية، وتحديدًا فيما يتعلق بـ«ملف المياه»، فـ«القاهرة» التى لا تزال تتمسك بالحلول السياسية واللغة الدبلوماسية فى إدارة أزمة سد النهضة الإثيوبى، فى ظل تعنت واضح ومستمر من «أديس أبابا»، هى ذاتها التى تمد يد العون والمساعدة لبقية عواصم «القارة السمراء».


سد واو
والذى تمثل مؤخرًا فى إعلان وزارة الموارد المائية والرى عن مشروع لتشييد سد «واو» على منطقة بحر الغزال بالنيل الأبيض فى جنوب السودان، وذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل فى توقيتها وصياغتها لنائب وزير الخارجية الجنوب سودانى حول عزم دولته تشييد سد ضخم على النيل الأبيض لتوليد الكهرباء.

وبدت الخطوة المصرية للمشاركة فى بناء سد واو فى جنوب السودان إلى جانب العمل فى الوقت الحالى فى بناء سد «إنجا» فى تنزانيا لأغراض توليد الكهرباء أيضًا كإستراتيجة تستهدف التعاون مع دول حوض نهر النيل فى بناء سدود محدودة السعة بغرض توليد الكهرباء، وهو ما نادى به كثير من الخبراء قبل سنوات لتفادى أي محاولات فردية من دول الحوض لتشييد سدود عملاقة تؤثر على الموارد المائية فى مصر.

مصر قادرة
وفى هذا السياق كشف الدكتور محمود أبو زيد، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، أن «إستراتيجية بناء السدود خارج الحدود المصرية ربما لم تكن مطروحة من قبل، لكنها تبدو قابلة للتنفيذ فى الوقت الحالى بعد الإعلان عن سد (واو) فى جنوب السودان، ومصر قادرة على إدارة التعاون فى تشييد وتشغيل سدود من هذا الحجم فى دول حوض النيل، ولدينا تجربة سابقة فى سد (أوين) فى أوغندا الذى شاركت مصر فى تشييده وتشارك الآن فى إدارته أيضًا».

وحول إمكانية بناء سدود عملاقة فى مناطق النيل الأبيض بجنوب السودان قال الوزير الأسبق: حوض النهر فى جنوب السودان لا يتحمل بناء سدود عملاقة لتوليد الكهرباء، نظرًا لأن الأرض فى المنطقة مستوية إلى حد كبير وتفتقد المنحدرات والمرتفعات وبالتالى فبناء سدود عملاقة فيها أمر غير وارد.

هذا إلى جانب أن إستراتيجية التعاون مع دول حوض النيل فى المشروعات الإنمائية المختلفة تساعد على تنفيذ هدف إستراتيجى مصرى آخر، وهو التعاون فى جلب الفواقد المائية من النيل الأبيض فى مناطق المستنقعات فى جنوب السودان.

وأضاف «أبو زيد» أن مشروع قناة «جونجلى» وحده يجلب فى مرحلته الأولى فى حالة اكتماله قرابة 7.5 مليار متر مكعب لمصر والسودان، إلى جانب وجود فواقد أخرى فى مناطق المستنقعات إلى جانب وجود دراسات جاهزة ومتكاملة تمت منذ سنوات حول جلب الفواقد من إثيوبيا، والمقدرة أيضًا بـ18 مليار متر مكعب.

سدود غير مؤثرة
فيما أشاد الدكتور محمد نصر علام بالتحركات المصرية للتعاون مع دول حوض النيل فى تشييد السدود بغرض توليد الطاقة الكهربائية، مؤكدًا أن هذا التعاون يفيد مصر؛ لأنه يضمن أن تلك السدود لن تؤثر عليها، ويجب التوسع فى تلك الرؤية طالما تخدم مصالحنا بشكل عام.

وقال «علام»: سد «واو» المعلن عنه فى جنوب السودان بداية لذلك التعاون الذى من المتوقع أن يكون مثمرًا لأنه يتم بتنسيق بين دول الحوض حرصًا على عدم الضرر بدولتى المصب، كما أن إعلان وزارة الرى عن الانتهاء من الدراسات الاقتصادية والمادية حول تشييد السد يعبر عن جدية من مصر فى تشييد هذا السد الذى سيكون انطلاقة فى علاقات مصر مع دول حوض النيل.

وفى هذا السياق أوضحت وزارة الموارد المائية والرى إلى أن حجم سد (واو) لن يزيد على 2 مليار متر مكعب وهو ضعف قدرة «خزان أسوان»، وقال الدكتور ممدوح عنتر، رئيس قطاع مياه النيل إنه تم إعداد دراسات جدوى إنشاء سد (واو) المتعدد الأغرض بجنوب السودان.

مضيفًا أن «المشروع يقع على نهر سيوى أحد فروع نهر الجور الرئيسى بحوض بحر الغزال، وعلى مسافة 9 كيلومترات جنوب مدينة (واو) بجنوب السودان، ويهدف لتوليد 10.40 ميجاوات من الكهرباء بالإضافة لتوفير مياه الشرب لنحو 500 ألف نسمة والاستفادة من المياه فى الرى التكميلى لنحو 30 - 40 ألف فدان.

وأن وزارة الموارد المائية والرى نفذت الدراسات الفنية والاقتصادية المتكاملة للمشروع بالاستعانة بخبراء المركز القومى لبحوث المياه لإعداد الدراسات الهيدرولوجية والهيدروليكية والأعمال المساحية والخرائط الكنتورية لموقع السد وبحيرة التخزين، وكذلك الدراسات الجيولوجية والجيوتكنيكية والإنشائية والبيئية وأعمال التصميمات المبدئية للسد والمنشآت التابعة له».

كما أشار إلى أنه جرى التعاقد مع وزارة الكهرباء والطاقة لإسناد أعمال التصميمات الخاصة بالمحطة الكهربائية وملحقاتها ودراسة الجدوى الاقتصادية لها من خلال إحدى الشركات المتخصصة التابعة لها، والتى تعاونت مع إحدى المكاتب الاستشارية الكبرى لإعداد الدراسات المطلوبة.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية