رئيس التحرير
عصام كامل

معجزة «التسليح» بدأت منذ يونيو 2014.. «السيسي» ينهي سنوات «السلاح الغربي» ويتنبى سياسة «تنويع المصادر» بصفقات «الميسترال»

الميسترال المصرية
الميسترال المصرية
«التطوير الشامل».. استراتيجية واضحة اعتمدها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه السلطة في يونيو 2014، ولم يغب أي من قطاعات الدولة عن هذه الاستراتيجية، بل هناك قطاعات بعينها شهدت ما يستحق أن يوصف بـ«القفزات التاريخية» فيما يتعلق بـ«التطوير» أو «التنمية»، ويعتبر قطاع «التسليح» واحدًا من أبرز القطاعات التي منحها «السيسي» اهتماما كبيرًا خلال السنوات السبع الماضية.


تنويع مصادر السلاح
«تنويع مصادر السلاح وإنهاء فكرة المصدر الواحد».. التحدي الأكبر الذي استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي مواجهته والتغلب عليه، منهيًا بذلك سنوات طويلة، وتحديدًا منذ إبرام اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1978، من الاعتماد المصري على السلاح الغربي، ليفرض رؤية مغايرة في هذا الملف، وتدخل القوات المسلحة في عهده حقبة جديدة قائمة على «تنويع المصادر» والحصول على أحدث المعدات والتقنيات العسكرية في العالم.

الأمر الذي كان له بالغ الأثر في أن أصبح الجيش المصري واحدًا من أقوى الجيوش في العالم، وأصبحت القاهرة على قائمة العديد من عواصم الدول الكبرى فيما يتعلق بـ«إجراء التدريبات العسكرية المشتركة».

وبحسب آراء عدة فإن أهم ما نجح الرئيس فيه تحقيقه خلال السنوات الماضية داخل القوات المسلحة، استمراره في رفع القدرات القتالية للجيش وتسليحه بأحدث معدات القتال لزيادة إمكانات جميع أفرع القوات المسلحة الرئيسية سواء الجوية أو البحرية أو البرية وإبرام العديد من صفقات السلاح لتنويع مصادر تسليح الجيش المصري.

تطوير القوات البحرية
تم تطوير القوات البحرية لتأمين المجال البحري لحماية أكثر من 2000 كم على البحرين «الأحمر» و«المتوسط» بمعدات بحرية حديثة هجومية ودفاعية ومتعددة المهام، حيث زود الأسطول البحري بحاملتي الطائرات الفرنسية «ميسترال»، والتي تمثل قوة ردع كبيرة لحماية منصات البترول وجاهزيتها لردع أي تهديد خارجي نظرًا لما تمتلكه من إمكانات هجومية ودفاعية قادرة على إدارة معركة بحرية كاملة لامتلالكها منظومة قتالية كاملة ومتطورة.

وفيما يتعلق بـ«الفرقاطات»، حرصت القوات البحرية بامتلاك أحدث الفرقاطات البحرية الموجودة فى العالم من عدة دول، فهناك الفرقاطة الفرنسية من طراز «فريم» والتي تحمل اسم «تحيا مصر» لدعم أسطول الفرقاطات المصرية.

وهناك أيضا الفرقاطة الإيطالية «فريم بيرجاميني»، والتي تعد من فئة الفرقاطات الثقيلة المعززة في مهام الدفاع الجوي حتى مدى 120 كم، والمزودة بأحدث أنظمة القيادة والسيطرة والإنذار المبكر بعيد المدى، وقد تم التعاقد على قطعتين منها، وسلمت الفرقاطة الأولى وتحمل اسم «الجلالة»، ومن المقرر تسليم الثانية خلال العام الجاري.

وشملت تعاقدات التسليح «الفرقاطة الشبحية MEK0 A-200» الألمانية المتوسطة الإزاحة كثيفة التسليح والتى يبلغ تسليحها 16 صاروخ (سطح-سطح) و(32 سطح - جو) وجرى التعاقد على 4 فرقاطات، من المقرر تسليم الأولى منها هذا العام، على أن يجري تسليم البقية حتى عام 2024.

الغواصات
 في مجال الغواصات تم تسليح البحرية المصرية بالغواصات النووية الألمانية طراز 2091400، والتي تعتبر الأحدث تطورًا في عالم الغواصات والتي تستطيع البقاء في البحر لمدة 6 أشهر كاملة دون تغيير لطاقمها، إلى جانب التعاقد على 4 غواصات فئة تايب 2091400 مع الجانب الألماني، والتي تتميز بأنها تحمل 14سلاحا متنوع ما بين الصواريخ المضادة للسفن والطوربيدات المضادة للقطع البحرية، بخلاف الألغام البحرية التي يمكن زرعها في طريق أي هدف معادي.

إلى جانب التعاقدات السابقة، جرت علميات تصنيع عدد من لنشات الصواريخ المتطورة واللنشات السريعة والقوارب الزودياك الخاصة بنقل الضفادع البشرية في شركة الترسانة البحرية المصرية، وساهمت هذه النوعية من الـسلحة في رفع القدرات القتالية للوحدات البحرية لتكون قوة ردع لتحقيق السلام ومجابهة الإخطار التي تعوق الملاحة في البحرين الأحمر والمتوسط.

تطوير «الذراع الطولي» لمصر
وفي مجال دعم القوات الجوية بـ«صفقات التسليح الحديثة»، حرصت القيادة السياسية والعسكرية بأن تمتلك مصر أحدث منظومات الطائرات المتعددة المهام فى العالم وسط تحديات كبيرة شهدتها مصر فى الفترة السابقة، ومن أهم الصفقات التي تمت على مدار تولي الرئيس السيسي للحكم.

وعقدت صفقات مهمة في مختلف أنواع التسليح والذخائر الخاصة بالطائرات، فقد حصلت مصر على ٢٤ من الطائرات الفرنسية من طراز «رافال» متعددة المهام، إلى جانب التعاقد على٣٠ مقاتلة رافال جديدة، إلى جانب التعاقد على عدد كبير من الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز ميج 29 والتعاقد على مقاتلات السيطرة والسيادة الجوية Su-35.

وبدأ تسليم الدفعة الأولى منها العام الماضى، على أن تستمر عمليات التسليم خلال عامين، هذا فضلا عن التعاقد على مجموعة من الطائرات الهيل الهجومية من طراز كاموف 52، وطائرات أخرى من طراز كاسا C-295، كما تم الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من طراز إف 16 بلوك 52، وبعض أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار، أما الطائرات الموجودة بالفعل فى القوات تم تجهيز عدد من طائرات الجازيل بالصاروخ (RED ARROW) المضاد للدبابات.

سلاح مصري 100%
«معجزة التسليح» التى استطاعت مصر تحقيقها على مدى السنوات القليلة الماضية، لم تتوقف عند حد «الصفقات الخارجية»، لكن القيادة السياسية، بالتوازى مع «التعاقدات» عمدت إلى تطوير «الصناعة المصرية»، لا سيما أن مصر كانت في مقدمة دول منطقة الشرق الأوسط التي بدأت في تصنيع السلاح منذ خمسينيات القرن الماضي.

ومرت مراحل تصنيع السلاح بعدة طفرات وانكسارات بسبب الحروب التى خاضتها، لكن مصر في عهد السيسي بدأت فى تنوع مصادر السلاح المتطور بالتزامن مع التصنيع المحلي والإصرار على أن تمتلك سلاح يحمل شعار «صنع فى مصر».

وفي هذا السياق تمكنت وزارة الإنتاج الحربي، بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع وبعض الشركات المصرية والعالمية من تصنيع عدد من الأسلحة كان مجال إبهار العالم في معرض إيديكس 2018، والذي أقيم لأول مرة على أرض مصر وسيكون هذا العام تتويجا جديدا لمصر في المعرض الثانى، والذي سيقام خلال نوفمبر القادم بعد الاعتذار عن إقامته في عام2020 بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم.

ونفذت وزارة الإنتاج الحربي 75 مشروعا فى إطار «عمليات التسليح»، منها تطوير إنتاج الخرطوش وتصميم وإنتاج العربات المدرعة ST500، ومن أهم الأسلحة التى تمت صناعتها بأيدي وعقول مصرية بنسبة 100%، بعد سنوات الاستيراد من الخارج، تصميم وتصنيع رشاش متعدد مصرى مُطور ومنتظر دخوله الخدمة لأول مرة بحلول الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو.

والرشاش المتعدد يستخدم منفردًا فى القوات المسلحة والقوات الخاصة أو بتركيبه على الدبابات والمدرعات والعربات الأمنية المختلفة مثل ST300ST500 أو العربة سينا 200، وأنتج الرشاش المتعدد فى مصنع 300 الحربى الذي افتتحه الرئيسي عبد الفتاح السيسي منذ عام، ويوفر إنتاج الرشاش محلية العملة الصعبة حيث يقل سعره 40% عن المستورد المشابه له، ومن المقرر إنتاج 400 رشاش في العام.

كما أن الرشاش المُتعدد المصري دخل في اختبارات قاسية من لجان متخصصة بالقوات المسلحة والشرطة المدنية، إضافة لرجال شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة بمصنع 300 الحربى، لاختبار مدى قدرته على الخدمة ضمن أسلحة قوات الأمن فى ظل التحديات الأمنية التى تعيشها مصرحاليا على جميع الأصعدة، وانتهت اللجان جميعها إلى صلاحيته لدخول الخدمة.

الجدير بالذكر أن الرشاش المتعدد عرض فى معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية إيديكس 2018 كبحث أولى لمصر، وجرى إنتاج عينات أولية له حتى تم الاستقرار على المنتج النهائى، ويصنف هذا الرشاش على أنه سلاح هجومى لكنه متعدد المهام، فيصلح لتأمين المنشآت الحيوية والسيادية المهمة.

كما يمكن استخدامه كنقطة ارتكاز ثابتة فى الكمائن أو تركيبه على مركبات ومعدات قتالية مثل الدبابات من طراز M1A1 برايم أو عربات الدفع الرباعى المقاتلة والمُدرعات بمختلف أنواعها والأبحاث أثبتت أن الرشاش المتعدد المصرى يطلق 900 رصاصة فى الدقيقة، وهناك بعض الرشاشات أطلقت 1000 طلقة فى الدقيقة الواحدة لدى اختبارها وأصابت الهدف بدقة من مسافة كافية للاستخدام فى مختلف التحديات، لتقرها الأجهزة الأمنية المعنية للاستخدام المحلى.

وإلى جانب «الرشاش المتعدد» هناك المدرعة سيناء 200 التى جرى تصنيعها فى مصنع 300 الحربى، وهى عبارة عن مدرعة تقوم بمهام التدخل السريع والإسقاط المظلى، ويبلغ وزن المدرعة 13.8 طن ومسلحة برشاش عيار 12.7 مم والسرعة القصوى للمدرعة تبلغ 65 كم فى الساعة وقوة الدفع تبلغ 400 طن بواقع 29 حصان/طن.

كما أن المدرعة قادرة على تحمل الانفجارات سواء انفجار لغم أسفل الجنزير أو بطن المدرعة، ويتميز تصميم المدرعة بالدرع الشبكى الذى يشبه الدروع القفصية لمجابهة خطر سلاح الـ«آر بى جي»، والمدرعة مصممة بالكامل بعقول وأيدى مصرية.

وتعتبر شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة مصنع 300 الحربى هى أحدث مُجمع للصناعات الدفاعية المصرية والذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ نحو عام ونصف العام، ويشمل عددا من القطاعات سواء لإنتاج الرصاصات والذخائر الصغيرة والمتوسطة والقنابل والقواذف والعربات، إضافة إلى قطاع «الأسلحة الخفيفة» الذى يضم أفرع للمسدسات والقواذف، والرشاشات والمدافع، والبنادق الآلية.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية