رئيس التحرير
عصام كامل

كل رئيس وطريقته.. تاريخ احتفال البيت الأبيض بعيد الاستقلال من توماس جيفرسون لبايدن

احتفال البيت الأبيض
احتفال البيت الأبيض بعيد الاستقلال
أصبحت إقامة الاحتفالات في البيت الأبيض بمناسبة "عيد الاستقلال" تقليدًا متبعًا منذ عام 1801، ويواصل الرئيس الحالي جو بايدن هذا التقليد بدعوة أفراد القوات المسلحة والعاملين الأساسيين وعائلاتهم في حفل شواء بالهواء الطلق وعرض للألعاب النارية في حديقة البيت الرئاسي.


تقليد مستمر
ويعيد هذا التقليد الاحتفالات المستمرة منذ أكثر من 200 عام، والتي تكتسب أهمية خاصة هذا العام لأنها تأتي مع استعادة البلاد عافيتها تدريجيًا من جائحة كورونا.

وفي الرابع من يوليو، الذي يخلد ذكرى توقيع الآباء المؤسسين للبلاد على إعلان، يحتفل الأمريكيون بتنظيم الاستعراضات، وإطلاق الألعاب النارية، وإقامة الحفلات الموسيقية والأنشطة الاحتفالية الأخرى، كما تنبأ جون آدامز أحد هؤلاء الآباء، بينما كان يترقب اعتماد الكونجرس "إعلان الاستقلال" في الثالث من يوليو 1776.

كان آدامز قد كتب في رسالة لزوجته، عقب توقيع الإعلان: "أعتقد أن هذا اليوم سيتم الاحتفال فيه عبر الأجيال القادمة، يجب أن يكون الاحتفال رسميا ويتميز بالفخامة والمواكب، يجب أن تكون هناك ألعاب رياضية ورمي بالبنادق، إشعال نيران وإضاءة متصلة من نهاية القارة إلى نهايتها الأخرى، من هذا اليوم وإلى الأبد".

وتقول الوثائق التاريخية: إن الرئيس توماس جيفرسون كان من أقام أول احتفال بالبيت الأبيض، في الرابع من يوليو عام 1801، وتم الاحتفال بهذه المناسبة بإقامة الاستعراضات والمهرجانات وسباقات الخيول، وافتتح جيفرسون المنزل الرئاسي، وقام بتحية الضيوف من العامة والدبلوماسيين والضباط المدنيين والعسكريين.

ومنذ ذلك الوقت، تطورت الاحتفالات لتشمل المسيرات والألعاب النارية والموسيقى الحية، واستمر حفل الاستقبال السنوي في البيت الأبيض بعد ذلك.

الرئيس جون آدامز الذي كان قد أنهى خدمته الرئاسية بالفعل، كتب في مذكراته، أنه حضر في الخامس من يوليو 1841 حفل عشاء خاص في البيت الأبيض مع الرئيس جون تايلر، "وكان هناك حساء من سلحفاة تزن 300 رطل"، وفي تلك الليلة أنهى الرئيس تايلر الأمسية بمشاهدة الألعاب النارية مع ضيوفه من ساحة لافاييت في واشنطن.

في عام 1845، أصبح الرئيس الـ11 للبلاد، جيمس بولك، أول مَن يقيم عرضًا كبيرًا للألعاب النارية في "عيد الاستقلال"، وأقيم هذا الاحتفال أمام البيت الأبيض وحضره آلاف الأشخاص.

وعام 1864، في أوج الحرب الأهلية، شارك الرئيس إبراهام لينكولن في رحلة خلوية للمدارس والكنائس الأمريكية الأفريقية والجماعات الدينية، وسمح للحاضرين بإقامة حفل في المنطقة الجنوبية للبيت الأبيض التي تقع بين بيت الرئيس ووزارة الحرب.

وخلال الحدث، استمع المشاركون إلى تلاوة إعلان الاستقلال، وكان ينظر لقرار الرئيس على أنه أحد الأمثلة على مدى التسامح الذي كان يتمتع به خلال فترة الحرب.

وأثناء القرن التاسع عشر، كانت فرقة المارينز العسكرية تقوم بالعزف في البيت الأبيض، خلال عطل نهاية الأسبوع، وذلك في الفترة من يونيو إلى سبتمبر.

ريجان
تواصلت الاحتفالات السنوية خلال القرن العشرين، الرئيس رونالد ريجان، الذ كان قد نجا من محاولة اغتيال، شارك خلال احتفالات عام 1981 في إطلاق الألعاب النارية في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض.

باراك أوباما
الرئيس باراك أوباما شارك أيضًا في حفل سنوي لتكريم أفراد الجيش الأمريكي وأفراد أسرهم.

وفي عام 2016، أقام أوباما في آخر "عيد استقلال" له رئيسًا حفل شواء صاحبته الموسيقى في البيت الأبيض، وقام مغني الراب كندريك لامار، والمغنية، جانيل موناي، بأداء العروض أمام أفراد الجيش وموظفي الإدارة.
 
دونالد ترامب
شارك أيضًا العام الماضي في الاحتفالات التي أُقيمت أمام منتزه "ناشونال مول" وسط العاصمة، وألقى خطابًا تحت عنوان "تحية لأمريكا" ذكّر فيه بالقيم التي توارثها الشعب الأمريكي جيلًا بعد جيل، ووعد الأمريكيين بالعمل من أجل المحافظة عليها "تمامًا كما فعل الأجداد".

وقال ترامب خلال الكلمة: "نحن الآن بصدد هزيمة اليسار الراديكالي، والماركسيين، والفوضويين، والمحرضين، واللصوص، والأشخاص الذين ليس لديهم في كثير من الحالات أدنى فكرة عما يفعلونه".

جو بايدن
وأقام الرئيس الحالي جو بايدن حفل شواء في البيت الأبيض، أمس الأحد، حضره نحو ألف شخص، وقال مساعد له: إن الرئيس أشاد خلال الحفل "بالتقدم الذي أحرزته البلاد في استجابتها للوباء".
الجريدة الرسمية