ليبيا تدخل حقل ألغام برلين 2.. المؤتمر الدولي تجاهل تصنيف ميليشيات أردوغان.. واتفاق السراج يمنح الفرصة لشرعنة وجود الجماعات الإرهابية
«خروج المرتزقة أول خطوة فى طريق الحل».. إستراتيجية استطاعت فرض نفسها بقوة على طاولة مفاوضات «إنهاء الأزمة الليبية» لا سيما أن «المرتزقة» بمرور الأيام تحولوا إلى ما يستحق أن يوصف بـ«القنبلة الموقوتة» التى يمكن لها أن تفجر أي محاولة لـ«تسطيح مؤشر العنف».
المرتزقة
ورغم أن الأزمة الليبية اندلعت من أكثر من عشر سنوات، إلا أن ملف المرتزقة لا يزال الشغل الشاغل لكل مَن يسعى جاهدًا للمساعدة فى إنهاء الأزمة الليبية وخاصة بعد أن ظهر على السطح بشكل واضح جراء الاتفاق الأمني الذى أبرمه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الليبية السابقة فايز السراج عام 2019، وهو اتفاق وفَّر الغطاء الشرعى لتوغل المرتزقة فى مناطق غرب البلاد التى أصبحت تحت سيطرة الميليشيات والتنظيمات المتطرفة.
«برلين 2».. مؤتمر دولى يعتبر بمثابة المحاولة الثانية لإنهاء الأزمة المسيطرة على الداخل الليبى منذ سنوات عدة، وإنهاء تواجد المرتزقة بكافة فصائلهم، لكن تلك الأمنية جاءت تحت مطلب «ضرورة الانسحاب الكامل للمرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا دون تحديد جنسية هؤلاء الأشخاص أو إطار زمنى لخروجهم»، الأمر الذى انتقده العديد من المحللين.
وبشأن خريطة المرتزقة فى ليبيا وتأثير مؤتمر «برلين 2» على سير الأحداث فيما يتعلق بالقضية الليبية وخاصة المرتزقة، أكد الدكتور أيمن سمير الخبير فى العلاقات الدولية، أن الأهم من مطالب المؤتمر بخروج جميع المرتزقة والميليشيات من ليبيا.. وضع تعريف واضح لكل من «المرتزق»، «الميليشاوي» و«الإرهابي»، وهذا التعريف هو حل للمشكلة نظرًا لأننا أمام معضلة فكرتها أن تركيا تعتقد أن عناصرها الموجودة داخل قاعدتى «مصراتة» و«الوطية»، إضافة لنحو 17 ألف سوري جاءوا من شمال سوريا، جميعهم غير مرتزقة؛ لأنهم جاءوا باتفاق ما بين الحكومة التركية وحكومة السراج نهاية 2019، وبالتالى فإن الطلب بخروج هؤلاء الجماعات الإرهابية لا ينطبق عليهم.
أنواع الإرهابيين
وتابع: نحن أمام نسف للفكرة، ولذلك فإن الخطوة المهمة هى تحديد المفهوم؟ ولهذا أعيب على بنود مؤتمر برلين بشأن عدم تصنيف خروج جميع المرتزقة، ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة هناك أنواع عديدة من الميليشيات فى ليبيا.
النوع الأول: الليبيين الذين ينتمون إلى أفكار متطرفة وهؤلاء معروف عنهم أنهم متواجدون فى درنة وبنغازي قبل أن يقوم الجيش الوطنى بطردهم منذ أن بدأت «عملية الكرامة» وحتى الآن انتقلوا من الشرق والجنوب وبعض المناطق من الجنوب الغربى واتجهوا إلى الغرب وتحديدًا طرابلس ومصراته وترهونة.
وأضاف: أما النوع الثانى فهو من استعانت به حكومة «السراج» من قبل تركيا والذين تتراوح إعدادهم وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة ما بين 13 ألف إلى 18 ألف مرتزق قادمين من شمال سوريا.
وهناك نوعان آخران من المرتزقة الأول يتبع لشركة «فاجنر»، وهى شركة روسية لديها بعض العناصر التى تعمل تحديدًا فى مطار سرت، كما أنها تدعم الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، وهناك مرتزقة أفارقة تحديدا من السودان وتشاد يعملون لدى الطرفين سواء المجموعات العسكرية فى طرابلس أو الجيش الوطنى الليبى.
وتكشف التقديرات إلى أن تعداد تلك الميليشيات فى جميع أنحاء ليبيا يتراوحون ما بين 22 ألفا إلى 27 ألف مرتزق سواء من أفريقيا أو شمال سوريا والصومال واليمن.
الحلول المقترحة
«د. أيمن» شدد على أنه بشأن الحلول المقترحة لتلك الأزمة التى تعد الشغل الشاغل لكافة الأطراف التى تسعى للتهدئة فى ليبيا، فإن الحل الأول بالنسبة لليبيين يتمثل فى تفكيك المجموعات المسلحة خارج نطاق الدولة سواء بالدمج فى الجيش والمنشآت العسكرية أو إعادة التأهيل فى العمل المدنى.
أما بالنسبة للأجانب وهم غير الليبيين فالحل يمكن أن يكون عن طريق الخروج بالتزامن، وذلك من خلال تعيين لجنة من الأمم المتحدة، لكن يعطل كل هذا ما يسمى بالمفهوم التركى لمعنى الميليشاوى، ففى حال تم اعتماد المفهوم التركى، فهذا يعنى أن أي عناصر تدعم الجيش الوطنى الليبى سواء من أفريقيا أو «الفاجنر» الروسية فإن هؤلاء سوف يخرجون ويظل الأتراك والسوريون الذين ينتمون لفصائل معينة كـ«فرقة السلطان مراد» و«فرقة الحمزات»، و«لواء المعتصم بالله».
وهى فرق تركمانية تشرف على تدريب عناصرها وتسليحهم شركة «سادات» التركية العسكرية الخاصة، وهم أخطر بكثير لأنهم لديهم فكرة الأيديولوجية القومية التركية والأيديولوجية الدينية المتمثلة فى عقيدة الحزب الحاكم فى تركيا.
كما أشار «د. أيمن» إلى أن «برلين 2» صدرت عنه وثائق جيدة للغاية، لكنه أخطأ عندما تجاهل ذكر أنه من المفترض ألا يوجد على الأرض الليبية إلا الليبيين فقط، وأن الجميع سواء جاءوا باتفاق أم لا عليهم الخروج، فهذه الجملة إذا ذكرت لربما كانت بمثابة حل إيجابى نظرا، لأن تركيا تدعى أن جنودها ليسوا مرتزقة أو إرهابيين بل جاءوا وقف اتفاق مع حكومة السراج السابقة.
نتيجة برلين 2
وتابع: الأخطر من ذلك البند 53 من البيان الختامى لـ«برلين 2» والذى ينص على أن المهاجرين، ومعظمهم غير شرعيين يجب على السلطات الليبية المؤقتة تسهيل الدعم الإنسانى ورحلات الإجلاء الإنسانى والمغادرة على أساس طوعى دون انقطاع لديهم.
وهو ما يعنى السماح ببقاء المهاجرين إذا رفضوا المغادرة طوعيًا، رغم تأكيد ذات البيان على إغلاق مراكز الاحتجاز للمهاجرين، مما يتيح بقاءهم فى ليبيا وتوقف انتقالهم لأوروبا، ويحقق مصالح تركيا فى توطين المرتزقة والمسلحين التابعين لها وتجنيسهم طمعا فى دور مستقبلى لهم فى هذا البلد المهم ومشاركتهم فى العمليات الانتخابية.
فى السياق ذاته قال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوى فى الجيش الوطنى الليبى: إن المجموعات المسلحة التى تنشط فى ليبيا هى من السوريين بالدرجة الأولى والتركمان وأيضا مجموعة من الذين كانوا يقاتلون فى الشام والعراق والذين تتراوح أعدادهم ما بين 2000 إلى 2500، إلى جانب مجموعة متفرقة من الجنسيات الأخرى كتشاد والسودانيين.
حماية الحدود
وكشف أن القوات المسلحة الليبية تعمل جاهدة على حماية حدودها من دخول أي مرتزقة آخرين وإيقاف العبث الذى يحدث فى الحدود ومسيرات هذه التنظيمات الإرهابية.
مضيفًا: «نتائج مؤتمر برلين جيدة، وهناك إرادة محلية وإقليمية ودولية أجمعت على إخراج الجماعات الإخوانية من ليبيا، ما تمر به البلاد حاليًا لا يتعدى كونه مرحلة مؤقتة ستنتهى عاجلًا وليس آجلًا».
«المحجوب» أكد أن ليبيا تشهد جهودًا عسكرية وسياسية مكثفة، على مسارات عدة برعاية الأمم المتحدة، لاستئصال المرتزقة والتوصل إلى تسوية ناجعة تنهى الانقسام السياسى المستمر منذ عام 2011.
نقلًا عن العدد الورقي...
المرتزقة
ورغم أن الأزمة الليبية اندلعت من أكثر من عشر سنوات، إلا أن ملف المرتزقة لا يزال الشغل الشاغل لكل مَن يسعى جاهدًا للمساعدة فى إنهاء الأزمة الليبية وخاصة بعد أن ظهر على السطح بشكل واضح جراء الاتفاق الأمني الذى أبرمه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الليبية السابقة فايز السراج عام 2019، وهو اتفاق وفَّر الغطاء الشرعى لتوغل المرتزقة فى مناطق غرب البلاد التى أصبحت تحت سيطرة الميليشيات والتنظيمات المتطرفة.
«برلين 2».. مؤتمر دولى يعتبر بمثابة المحاولة الثانية لإنهاء الأزمة المسيطرة على الداخل الليبى منذ سنوات عدة، وإنهاء تواجد المرتزقة بكافة فصائلهم، لكن تلك الأمنية جاءت تحت مطلب «ضرورة الانسحاب الكامل للمرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا دون تحديد جنسية هؤلاء الأشخاص أو إطار زمنى لخروجهم»، الأمر الذى انتقده العديد من المحللين.
وبشأن خريطة المرتزقة فى ليبيا وتأثير مؤتمر «برلين 2» على سير الأحداث فيما يتعلق بالقضية الليبية وخاصة المرتزقة، أكد الدكتور أيمن سمير الخبير فى العلاقات الدولية، أن الأهم من مطالب المؤتمر بخروج جميع المرتزقة والميليشيات من ليبيا.. وضع تعريف واضح لكل من «المرتزق»، «الميليشاوي» و«الإرهابي»، وهذا التعريف هو حل للمشكلة نظرًا لأننا أمام معضلة فكرتها أن تركيا تعتقد أن عناصرها الموجودة داخل قاعدتى «مصراتة» و«الوطية»، إضافة لنحو 17 ألف سوري جاءوا من شمال سوريا، جميعهم غير مرتزقة؛ لأنهم جاءوا باتفاق ما بين الحكومة التركية وحكومة السراج نهاية 2019، وبالتالى فإن الطلب بخروج هؤلاء الجماعات الإرهابية لا ينطبق عليهم.
أنواع الإرهابيين
وتابع: نحن أمام نسف للفكرة، ولذلك فإن الخطوة المهمة هى تحديد المفهوم؟ ولهذا أعيب على بنود مؤتمر برلين بشأن عدم تصنيف خروج جميع المرتزقة، ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة هناك أنواع عديدة من الميليشيات فى ليبيا.
النوع الأول: الليبيين الذين ينتمون إلى أفكار متطرفة وهؤلاء معروف عنهم أنهم متواجدون فى درنة وبنغازي قبل أن يقوم الجيش الوطنى بطردهم منذ أن بدأت «عملية الكرامة» وحتى الآن انتقلوا من الشرق والجنوب وبعض المناطق من الجنوب الغربى واتجهوا إلى الغرب وتحديدًا طرابلس ومصراته وترهونة.
وأضاف: أما النوع الثانى فهو من استعانت به حكومة «السراج» من قبل تركيا والذين تتراوح إعدادهم وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة ما بين 13 ألف إلى 18 ألف مرتزق قادمين من شمال سوريا.
وهناك نوعان آخران من المرتزقة الأول يتبع لشركة «فاجنر»، وهى شركة روسية لديها بعض العناصر التى تعمل تحديدًا فى مطار سرت، كما أنها تدعم الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، وهناك مرتزقة أفارقة تحديدا من السودان وتشاد يعملون لدى الطرفين سواء المجموعات العسكرية فى طرابلس أو الجيش الوطنى الليبى.
وتكشف التقديرات إلى أن تعداد تلك الميليشيات فى جميع أنحاء ليبيا يتراوحون ما بين 22 ألفا إلى 27 ألف مرتزق سواء من أفريقيا أو شمال سوريا والصومال واليمن.
الحلول المقترحة
«د. أيمن» شدد على أنه بشأن الحلول المقترحة لتلك الأزمة التى تعد الشغل الشاغل لكافة الأطراف التى تسعى للتهدئة فى ليبيا، فإن الحل الأول بالنسبة لليبيين يتمثل فى تفكيك المجموعات المسلحة خارج نطاق الدولة سواء بالدمج فى الجيش والمنشآت العسكرية أو إعادة التأهيل فى العمل المدنى.
أما بالنسبة للأجانب وهم غير الليبيين فالحل يمكن أن يكون عن طريق الخروج بالتزامن، وذلك من خلال تعيين لجنة من الأمم المتحدة، لكن يعطل كل هذا ما يسمى بالمفهوم التركى لمعنى الميليشاوى، ففى حال تم اعتماد المفهوم التركى، فهذا يعنى أن أي عناصر تدعم الجيش الوطنى الليبى سواء من أفريقيا أو «الفاجنر» الروسية فإن هؤلاء سوف يخرجون ويظل الأتراك والسوريون الذين ينتمون لفصائل معينة كـ«فرقة السلطان مراد» و«فرقة الحمزات»، و«لواء المعتصم بالله».
وهى فرق تركمانية تشرف على تدريب عناصرها وتسليحهم شركة «سادات» التركية العسكرية الخاصة، وهم أخطر بكثير لأنهم لديهم فكرة الأيديولوجية القومية التركية والأيديولوجية الدينية المتمثلة فى عقيدة الحزب الحاكم فى تركيا.
كما أشار «د. أيمن» إلى أن «برلين 2» صدرت عنه وثائق جيدة للغاية، لكنه أخطأ عندما تجاهل ذكر أنه من المفترض ألا يوجد على الأرض الليبية إلا الليبيين فقط، وأن الجميع سواء جاءوا باتفاق أم لا عليهم الخروج، فهذه الجملة إذا ذكرت لربما كانت بمثابة حل إيجابى نظرا، لأن تركيا تدعى أن جنودها ليسوا مرتزقة أو إرهابيين بل جاءوا وقف اتفاق مع حكومة السراج السابقة.
نتيجة برلين 2
وتابع: الأخطر من ذلك البند 53 من البيان الختامى لـ«برلين 2» والذى ينص على أن المهاجرين، ومعظمهم غير شرعيين يجب على السلطات الليبية المؤقتة تسهيل الدعم الإنسانى ورحلات الإجلاء الإنسانى والمغادرة على أساس طوعى دون انقطاع لديهم.
وهو ما يعنى السماح ببقاء المهاجرين إذا رفضوا المغادرة طوعيًا، رغم تأكيد ذات البيان على إغلاق مراكز الاحتجاز للمهاجرين، مما يتيح بقاءهم فى ليبيا وتوقف انتقالهم لأوروبا، ويحقق مصالح تركيا فى توطين المرتزقة والمسلحين التابعين لها وتجنيسهم طمعا فى دور مستقبلى لهم فى هذا البلد المهم ومشاركتهم فى العمليات الانتخابية.
فى السياق ذاته قال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوى فى الجيش الوطنى الليبى: إن المجموعات المسلحة التى تنشط فى ليبيا هى من السوريين بالدرجة الأولى والتركمان وأيضا مجموعة من الذين كانوا يقاتلون فى الشام والعراق والذين تتراوح أعدادهم ما بين 2000 إلى 2500، إلى جانب مجموعة متفرقة من الجنسيات الأخرى كتشاد والسودانيين.
حماية الحدود
وكشف أن القوات المسلحة الليبية تعمل جاهدة على حماية حدودها من دخول أي مرتزقة آخرين وإيقاف العبث الذى يحدث فى الحدود ومسيرات هذه التنظيمات الإرهابية.
مضيفًا: «نتائج مؤتمر برلين جيدة، وهناك إرادة محلية وإقليمية ودولية أجمعت على إخراج الجماعات الإخوانية من ليبيا، ما تمر به البلاد حاليًا لا يتعدى كونه مرحلة مؤقتة ستنتهى عاجلًا وليس آجلًا».
«المحجوب» أكد أن ليبيا تشهد جهودًا عسكرية وسياسية مكثفة، على مسارات عدة برعاية الأمم المتحدة، لاستئصال المرتزقة والتوصل إلى تسوية ناجعة تنهى الانقسام السياسى المستمر منذ عام 2011.
نقلًا عن العدد الورقي...