رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 100 عام.. مشروع مصرى عالمى يكشف الوجه الحقيقى لـ«ريا وسكينة».. ومريم نعوم لـ"فيتو": المسلسل يسرد تفاصيل الأختين من البداية إلى النهاية

ريا وسكينة
ريا وسكينة
بعد ثبوت تهمة قتل 17 امرأة.. حكمت المحكمة حضوريًا على كل من ريا وسكينة ابنتى "على همام"، وحسب الله سعيد ومحمد عبد العال وعرابى حسان، وعبد الرازق يوسف بعقوبة الإعدام شنقا فى 16 مايو عام 1921.. بتلك العبارات أطلقت محكمة الإسكندرية حكمها النهائى فى واحدة من أشهر القضايا الجنائية فى مصر خلال القرن الماضى، وهى قضية السيدتين الأشهر فى عالم الإجرام بمصر خلال القرن العشرين "ريا" و"سكينة".


ريا وسكينة
السيدتان وأزواجهما الذين برغم إعدامهم إلا أنهم ما زالوا بيننا حتى الآن.. وما زلنا نعيش كواليس حكايتهم المثيرة التى لم تستطع السنوات الطويلة محوها.. فعلى مدار قرابة الـ 100 عام تحولت حياة الشقيقتين مادة غنية ومثيرة لصناع الفن السابع، حيث قدمت على هيئة 3 أفلام للسينما وأكثر من 4 عروض على المسرح، حتى أنه تم إدراجها وتحويلها إلى عمل تليفزيونى شهير خلال عام 2005.

وبعض من المسلسلات الإذاعية التى تجاوز عددها 6 مسلسلات.. كما لم يتغافل الكتاب والأدباء المصريون والعرب وحتى الأجانب عنها.. فكتب الدكتور صلاح عيسى روايته الشهيرة عام 2002 «رجال ريا وسكينة»، وفى عام 2017 قدمت الدراما السورية معالجة للقصة تحت اسم «وردة شامية».. وها نحن الآن أمام مشروع مصرى عالمى يُحيى ريا وسكينة من جديد فى مؤلف معنون بـ«The Alexandria Killings»، تأليف الكاتبة والسينارست مريم نعوم والمخرج البريطانى تيرى جورج.

مشروع جديد
وتواصلت "فيتو" مع مريم نعوم لتكشف عن تفاصيل هذا المشروع.. وأسباب إعادة إحياء ريا وسكينة من جديد.. وقالت مريم فى تصريحات خاصة: مسلسل «The Alexandria Killings» أو جرائم الإسكندرية هو مشروع ضخم للغاية له أُسس تاريخية نعرفها جميعًا، يجسد الوجه الحقيقى للأختين ريا ويسكينة، حيث تدور أحدث المسلسل داخل محافظة الإسكندرية خلال عام 1920، عندما كانت مصر تحت الحكم البريطانى، وهو يروى القصة الحقيقية والخبايا وراء ارتكاب الأختين المصريتين ريا وسكينة همام جرائم القتل.

وتابعت مريم نعوم حديثها: فهو يسرد بشكل تسلسلى حياة الأختين بداية من نشأتهما داخل أسرة فقيرة وخروجهما من براثن الفقر لتديرا بيتا للدعارة، مستهدفتين مجموعة قوية ونافذة من الضباط والمخبرين ورجال الدولة المصريين والبريطانيين، فى ذروة نشاطه، حتى أصبح بيت الشقيقتين ريا وسكينة خلية من الأسرار والمعلومات الاستخباراتية المتبادلة، والمؤامرات الإجرامية المحاكة بالإسكندرية التى أسفرت عن مقتل 17 امرأة.

وأوضحت نعوم لـ«فيتو»: أنه سيجرى تصوير المسلسل باللغة العربية، مع بعض الإنجليزية لتعكس الحكم البريطانى التى كان مفروضًا على مصر حينها.. واختتمت قائلة: شرف كبير لى أن أكون جزءًا من هذا المشروع الضخم، وأشعر بأننى محظوظة للعمل مع المخرج تيرى جورج وفرونت رو.. وأعتقد أن دمج تجارب المخرجين القادمين من الشرق الأوسط والغرب أمر بالغ الأهمية لصناعة الأفلام".

وألقت "فيتو" نظرة على ردود أفعال العالم الغربى عن إنتاجهم حكاية ريا وسكينة فى عمل فنى بعد 100 عام.. فوجدنا ترحابا كبيرا من جانب الشركة المنتجة للمسلسل.. حيث قال "جيانلوكا شقرا" الرئيس التنفيذى لشركتَى "فرونت رو" و"يلا يلا": نحن فخورون ومتحمسون للعمل مع موهبتين مذهلتين مثل تيرى جورج ومريم نعوم، اللذين نرى أنهما يشكلان تحالفا قويا، مع خبرتيهما فى معالجة هذه الموضوعات المعقدة والمثيرة للاهتمام.

أن عمل تيرى المؤثر والحائز على جوائز الأوسكار فى إنتاجات ضخمة باللغة الإنجليزية كما أن لـ«مريم نعوم» رصيد قوى من الأعمال السينمائية والتليفزيونية العربية يناسبان تماما ما نرغب فى تقديمه بمسلسل (The Alexandria Killings).

الجرائم الاسطورية
فيما قال مخرج أوسكار تيرى جورج إن معالجة موضوع ينطوى على جميع العناصر الأسرة لإحدى الجرائم الأسطورية هو بالفعل عمل يستحق الإخلاص له والتفانى فى تقديمه نظرًا لكونه يشتمل على قضايا عالمية منها التمييز على أساس الجنس والغيرة والجشع والحب المفقود والإجبار والقهر.. وغيرها من الأمثلة الإنسانية الجديرة بمناقشتها وطرحها.

واختتم تيرى بـ: «بالتأكيد ستكون رحلة ثرية وشيقة ومسلية».
بجانب تيرى جورج ومريم نعوم.. يشارك بمسلسل «جرائم الإسكندرية» الإماراتية نائلة الخاجة التى تعلب به دور المنتجة التنفيذية للعمل ككل، والتى كانت بمثابة البذرة الأولى التى شجعت كلًا من مريم وتيرى للبدء فى إعادة إحياء ريا وسكينة من جديد.

فهى من قامت بزرع الفكرة مرة أخرى داخل الحقل الفنى لكى تركز تلك المرة فى المعالجة الفنية لـ قصة ريا وسكينة للإجابة عن التساؤلات التالية.. كيف وصلت الفتيات للجريمة؟ بل كيف لم يشعروا بالغضب من أنفسهم أو بالذنب؟ وماذا حدث لإجبارهم على الاستمرارية فى ارتكاب الجرائم؟ فالتركيز هنا ليس على كيف أوقعت ريا وسكينة ضحاياهما، بل لماذا؟

وتجرى الآن التحضيرات ما قبل النهائية لبدء تصوير أحداث مسلسل (The Alexandria Killings)، والاختيار النهائى لأبطاله.
وإلى الآن لم يتم التحديد بشكل مؤكد من قبل الشركات الثلاثة المنتجة، سواء المصرية أو شركة الولايات المتحدة الأمريكية أو البريطانية، وما إذا كان سيجرى التصوير داخل مصر بمدينة الإسكندرية أم بناء ديكورات تشبهها فى الخارج.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية