رئيس التحرير
عصام كامل

فى ذكرى رحيله.. لماذا وصف السعدنى أمين الهنيدى بالمهرج الأوحد

الفنان أمين الهنيدى
الفنان أمين الهنيدى

في كتابه المضحكون سرد الكاتب الساخر محمود السعدنى حكايات بعض الفنانين الكوميديين في عصره مثل عبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس ومحمد عوض ومحمود رضا وعبد المنعم ابراهيم وثلاثي أوضاء المسرح سمير وجورج والضيف ومقارنة بينهم وبين نجيب الريحاني أو علي الكسار، وكان من بين هؤلاء الفنان أمين الهنيدي.


وقد اعطى الكاتب لكل ممثل كوميدى لقبا  فبينما لقب المهندس بالذكى ، ولقب مدبولى بالبلياتشو فقد  ووصف أمين الهنيدي بالاوحد  ، وكتب يقول عنه : كان صوته أخفت الأصوات في فرقة ساعة لقلبك، يظهر على استحياء بين نجوم البرنامج الشهير خجول ينقصه بعض الثقة بنفسه .. إلا أنه انفجر مثل القنبله فجأة، عندما منح دور في مسرحية " شفيقة القبطية  " التى كتبها جليل البنداري، فاستطاع أن يبرز ضمن نجوم الصف الأول بدور الشيخ حسن وفي مسرحية "حلمك يا شيخ علام " ايضا .


وأضاف السعدنى انه مع  شهرة الهنيدى جاء النحس والغرور معاً، فبعد هذان العملان لم يشارك أمين الهنيدي في نص واحد محترم واستطاع بموهبته إخفاء عورة النصوص، ولكن خيبته تمثلت في ظنه أن موهبته ستستره إلى نهاية العمر ولم يدرك أن لكل شيء طاقة ولكل طاقة حدود 

وزاد السعدنى فى وصفه لأمين الهنيدى بأنه ضيق النظر ، لا ينظر فى النص الا لدوره فقط ، ويقيس أهمية الشخصية بمساحتها على المسرح حتى انه كان يفيض فى القاء النكات والقفشسات لمحاولة السيطرة على المسرح .على الرغم من ان مايقدمه لايتعدى مهنة مهرج او بلياتشو فى سيرك او اراجوز يقدم عروضه فى الشوارع .
امين الهنيدى يدافع عن نفسه
وقد بررالهنيدى خروجه على النص باطلاق النكات بقوله فى أحد البرامج الاذاعية انه لم يفعل ذلك لاثبات وجوده جماهيريا ولكن لأن النصوص التى كان يقدمها لم تكن مكتملة وكان يضطر الى التعامل مع النص على الهواء امام الجمهور كما انه حرم بعد ذلك الخروج على النص .


 والفنان أمين الهنيدى ـ رحل فى مثل هذا اليوم 3 يوليو عام 1986 عشق الفن منذ صغره وكان مغرما بتقليد الفنان اسماعيل يس فى القاء المونولوجات ، درس بمعهد التربية الرياضية وعين مدسا بمدرسة النقراشى الثانوية  ، واستمر بها الى ان اصبح مسئولا عن النشاط الرياضى فى وزارة التربية والتعليم .، 


وجذبه حب الفن والتمثيل ،وكانت أول فرقة مسرحية يعمل فيها هي فرقة الفنان الكبير نجيب الريحاني وهو لا يزال طالب، وعمل في أكثر من فرقة مسرحية مثل الفنانين المتحدين وفرقته الخاصة وتحية كاريوكا وساعة لقلبك.
سافر الى السودان عام 1954 وهناك التقى برفيقه فى وزارة التعليم الفنان محمد أحمد المصرى الشهير فيما بعد باسم ابو لمعة ، وكونا فرقة بالخطوم باسم "النادى المصرى " .

الا ان البداية الحقيقية لهنيدى والمصرى معا كانت عندما عادا والتقيا بالفنان عبد المنعم مدبولى والمؤلف الساخر يوسف عوف ليقدموا سويا برنامج ساعة لقلبك ومنها التحقوا بمسرح التليفزيون .
اتجه الى السينما وقدم ما يزيد على 60 فيلما منها :غرام فى الكرنك ، أجازة نصف السنة ، حماتى ملاك ، شهر عسل بدون ازعاج ، اشجع رجل فى العالم ، وكان آخر افلامه عام رحيله باسم "الحدق يفهم " .

الجريدة الرسمية