«هانا سيندا».. رواية عن حروب الإنسان القديم مع مخلوقات ما قبل التاريخ بمعرض الكتاب
صدرت عن دار روافد للنشر والتوزيع رواية "هانا سيندا.. سيرة الملك غيرزان" للروائي والصحفي محمد ندا.
و تقوم الرواية على عالم خيالي، يسبق عالم البشر أو يوازيه، عالم قائم على منطق داخلي مستقل، وشروط لا تتطابق مع أحكام الواقع وإنما تعمد المؤلف اجتراح هذا المنطق الداخلي وخلق أنظمة تشغيل للحياة تختلف تمامًا عن تلك التي نعرفها.
وتدور أحداث الرواية في عالم فانتازي، وتنمو الأحداث وتتطور عبر صراعات عدة بين البشر والأقوام والمخلوقات والعرقيات التي تسود ذلك العالم المتخيل.
من أجواء الرواية نقرأ: "أخذنا نتراجع إلى الخلف شيئا فشيئا حتى وصلنا إلى البوابة الشرقية التي خرج منها هاميدان والناجون منذ ليال، واجتمع من تبقى من الجنود خلف أكوام ولم يكونوا كثيرين كما بدأنا، نظرت إليهم أكوام وهي باسمة ثم سارت بينهم بينما هم كانوا متعبين ومرهقين من أثر القتال، حتى أنا لم أكن أستطيع الوقوف على قدمي فقد كنت مصابا منذ أيام في القتال.
سمعتها تقول للجنود إنه شرف كبير أن أقاتل بينكم أيها السادة والسيدات، لم أكن أتخيل أنه سيأتي يوم أقاتل فيه تلك الوحوش وأنا بين بني جنسي، لقد هرب أبناؤنا من هذا الجحيم منذ أيام، ليحاولوا بناء حياة أخرى بعيدة عن هنا ولأجلهم سأطلب منكم أن نهجم مرة أخرى على هذه الوحوش فقط، إن شجاعتكم هذه ستروى إلى الأبد، وسأخجل كثيرا إن لم أمت اليوم وأنا أقاتل بينكم أيها الشجعان، هذا فخر كبير سأحمله معي إلى قبري إن سمحتم لى.
كان الجنود يستمعون إلى ملكتهم وهم يبكون، كانت كلما اقتربت من واحد فيهم ربتت على كتفه أو مسحت دمعة على خده.
صرخ الجنود صرخة قوية أرعبتني أنا شخصيا بينما كانت أكوام تعود إلى جواري وهي تنظر إلى وقالت لي: أتعلم أني أحبك جدا، ثم عانقتني عناقا قويا وقبلتني يا غيرزان، ثم قالت لي: وأعلم أنك تحبني أيضا أيها الشجاع، هيا ربما نكمل حكايتنا في حياة أخرى يا عزيزي.
صرخت يا غيرزان تلك المرأة الجميلة وهي مبتسمة وقالت "إلى الحياة"، فهرول خلفها جنودها وهم يبكون، وخاضوا معركة أشرس من تلك التي كانت تجرى منذ ساعات، وهرولت أنا خلفها ولا أعرف إن كان لا بد أن أكون سعيدا أم حزينا أم غاضبا، ولكني كنت أضرب بسيفي كل جاراني أوباراني أقابله، شعرت أني أطول من تلك المخلوقات، بل وأقوى منها، شعرت أني وحش كاسر يخوض البرية، تناسيت ألمى وإصابتي، فقط تبعت تلك السيدة الرائعة، وأشعر أني مازلت أتبعها.
وصلنا إلى البوابة الغربية الكبيرة مرة أخرى، وقد فقدنا نصف جنودنا ولم يتبق منهم سوى العشرات، وقفت أكوام على الصخرة مجددا وكنت أنا بالأسفل، أنظر إليها مشدوها، أراها تضرب وجنودها كل من يقترب من الصخرة.
تخيل يا رفيقي، امرأة بهذا الجمال تخضب وجهها البراق بالدماء والطين والغضب، ممسكة بسيف وحيد قد تكسرت أطرافه يحيط بها عشرون أو ثلاثون من جنود جيشها هم المتبقون، وأعداؤها يحاولون الفتك بها وهي تناضل ورغم ذلك نظرت إلى وابتسمت وهي تدمع، وقالت كلمة قرأتها على شفاهها وكأنها تودعني "أحبك".
انهار جامار في بكاء ونحيب كبير غطى على صوت العاصفة خارج الكهف، فقام غيرزان بضمه إلى صدره وكان هاميدان وتاليا قريبان منهما، فسمعا حديثه كله فاقتربا منهما، وقاما بضمهما أيضا، وقال هاميدان: هون عليك يا رفيقي هون عليك".
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب محمد ندا قد شارك في كتابة فيلم "الغسالة"، ورواية "هانا سيندا" هي عمله الروائي الأول.
و تقوم الرواية على عالم خيالي، يسبق عالم البشر أو يوازيه، عالم قائم على منطق داخلي مستقل، وشروط لا تتطابق مع أحكام الواقع وإنما تعمد المؤلف اجتراح هذا المنطق الداخلي وخلق أنظمة تشغيل للحياة تختلف تمامًا عن تلك التي نعرفها.
وتدور أحداث الرواية في عالم فانتازي، وتنمو الأحداث وتتطور عبر صراعات عدة بين البشر والأقوام والمخلوقات والعرقيات التي تسود ذلك العالم المتخيل.
من أجواء الرواية نقرأ: "أخذنا نتراجع إلى الخلف شيئا فشيئا حتى وصلنا إلى البوابة الشرقية التي خرج منها هاميدان والناجون منذ ليال، واجتمع من تبقى من الجنود خلف أكوام ولم يكونوا كثيرين كما بدأنا، نظرت إليهم أكوام وهي باسمة ثم سارت بينهم بينما هم كانوا متعبين ومرهقين من أثر القتال، حتى أنا لم أكن أستطيع الوقوف على قدمي فقد كنت مصابا منذ أيام في القتال.
سمعتها تقول للجنود إنه شرف كبير أن أقاتل بينكم أيها السادة والسيدات، لم أكن أتخيل أنه سيأتي يوم أقاتل فيه تلك الوحوش وأنا بين بني جنسي، لقد هرب أبناؤنا من هذا الجحيم منذ أيام، ليحاولوا بناء حياة أخرى بعيدة عن هنا ولأجلهم سأطلب منكم أن نهجم مرة أخرى على هذه الوحوش فقط، إن شجاعتكم هذه ستروى إلى الأبد، وسأخجل كثيرا إن لم أمت اليوم وأنا أقاتل بينكم أيها الشجعان، هذا فخر كبير سأحمله معي إلى قبري إن سمحتم لى.
كان الجنود يستمعون إلى ملكتهم وهم يبكون، كانت كلما اقتربت من واحد فيهم ربتت على كتفه أو مسحت دمعة على خده.
صرخ الجنود صرخة قوية أرعبتني أنا شخصيا بينما كانت أكوام تعود إلى جواري وهي تنظر إلى وقالت لي: أتعلم أني أحبك جدا، ثم عانقتني عناقا قويا وقبلتني يا غيرزان، ثم قالت لي: وأعلم أنك تحبني أيضا أيها الشجاع، هيا ربما نكمل حكايتنا في حياة أخرى يا عزيزي.
صرخت يا غيرزان تلك المرأة الجميلة وهي مبتسمة وقالت "إلى الحياة"، فهرول خلفها جنودها وهم يبكون، وخاضوا معركة أشرس من تلك التي كانت تجرى منذ ساعات، وهرولت أنا خلفها ولا أعرف إن كان لا بد أن أكون سعيدا أم حزينا أم غاضبا، ولكني كنت أضرب بسيفي كل جاراني أوباراني أقابله، شعرت أني أطول من تلك المخلوقات، بل وأقوى منها، شعرت أني وحش كاسر يخوض البرية، تناسيت ألمى وإصابتي، فقط تبعت تلك السيدة الرائعة، وأشعر أني مازلت أتبعها.
وصلنا إلى البوابة الغربية الكبيرة مرة أخرى، وقد فقدنا نصف جنودنا ولم يتبق منهم سوى العشرات، وقفت أكوام على الصخرة مجددا وكنت أنا بالأسفل، أنظر إليها مشدوها، أراها تضرب وجنودها كل من يقترب من الصخرة.
تخيل يا رفيقي، امرأة بهذا الجمال تخضب وجهها البراق بالدماء والطين والغضب، ممسكة بسيف وحيد قد تكسرت أطرافه يحيط بها عشرون أو ثلاثون من جنود جيشها هم المتبقون، وأعداؤها يحاولون الفتك بها وهي تناضل ورغم ذلك نظرت إلى وابتسمت وهي تدمع، وقالت كلمة قرأتها على شفاهها وكأنها تودعني "أحبك".
انهار جامار في بكاء ونحيب كبير غطى على صوت العاصفة خارج الكهف، فقام غيرزان بضمه إلى صدره وكان هاميدان وتاليا قريبان منهما، فسمعا حديثه كله فاقتربا منهما، وقاما بضمهما أيضا، وقال هاميدان: هون عليك يا رفيقي هون عليك".
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب محمد ندا قد شارك في كتابة فيلم "الغسالة"، ورواية "هانا سيندا" هي عمله الروائي الأول.