التنمر.. جريمة إرهاب نفسي
التنمر جريمة أخلاقية تجرمها جميع الأعراف والقوانين الدولية، ومن قبلها
تنهي عنها الأديان السماوية، فالمتنمر معاق أخلاقيا، يرى في نفسه أنه صاحب سطوة على
ضحيته، والقانون المصري يجرم التنمر ويعاقب عليه بالسجن والغرامة ردعا لفاعله، وفي
القانون الفرنسي يطلق على التنمر التحرش المعنوي وأيضا يشدد العقوبة على فاعله وخاصة
إذا كان موجها في حق الأطفال وكبار السن، وأنا بدوري أسمي التنمر بالإرهاب النفسي،
فالمتنمر من وجهة نظري إرهابي يرعب ضحيته ويجعله منهزم نفسيا ويهدر من كرامته أمام
الناس..
فالإنسان موفور الكرامة بمجرد أنه إنسان دون النظر إلى سنه أو دينه أو جنسه أو فقره، فالإنسان كرمه الله عز وجل بأن أسجد له ملائكته وجعله خليفته في أرضه، وكان في الماضي التنمر ظاهرة تنتشر في القرى والريف لأسباب عدة منها الفقر والجهل والموروث القبلي، وكانت له صور عدة مثل التنمر على فقر الضحية أو وضعها الاجتماعي أو لعيوب جسدية مثل الإعاقة أو غيرها من الأمور التي لا دخل للإنسان بها، وكانت تحدث جريمة التنمر ولا عقاب لها لان القرية كان يسودها قانون الغاب وهو أن الضعيف مهان ولا ناصر له من قانون أو أخلاق..
إهانة وإذلال
ولكن للأسف اليوم انتشر التنمر في المدن والجامعات وأماكن العمل، ومما زاد الطين بله كما يقال في المثل الشعبي، انتشر التنمر أيضا وبصورة مزعجة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأن المتنمر يظن في نفسه أنه في مأمن من العقاب علاوة على أن التنمر عبر منصات التواصل الاجتماعي ليس له وقت محدد بل يحدث في جميع الأوقات ومساحة انتشاره أوسع، والتنمر يعرًف بأنه سلوك ممنهج ومتكرر ومقصود من المتنمر ضد الضحية ، يقصد به الإهانة وإذلال الضحية ، والتنمر في وقتنا هذا مع ظهور الإنترنت أصبح له صور متعددة منها التنمر اللفظي وهو أول أنواع التنمر ثم التنمر الفعلي والتنمر العاطفي وأخيرا التنمر الإلكتروني.
وعندما يتجاوز التنمر مداه، وقتها لا بد أن يكون للقانون كلمته وجزاه ، فالمتنمر مجرم ارتكب جريمة جنائية لا يقل بأي حال من الأحوال عن المجرم الذي يعتدي بسكين أو مطواه، فإن للكلمة السيئة تأثيرها الضار على نفسية الضحية ممكن أن تصل به إلى الإنتحار أو على الأقل أن يترك بيئة مجتمعه ومحيطه الذي عاش فيه عهود من الزمن، أو تجعله ناقما على من حوله لانه لم يجد من ينصره أو يكف الأذى عنه، فأذية الكلمة على نفسية الضحية لا تلتئم مع مرور الأعوام، أما جروح الأسلحة لها إلتئام، فالتنمر نوع من أنواع خطاب الكراهية الذي ربما يؤدي بالضحية إلى أن يكون إنسان بلا هدف أو يكون شخص مسلوب الإرادة ويصبح عالة على من حوله وبدلا من أن يكون مواطنا إيجابيا يعمل على خدمة وطنه يكون مواطن سلبي يريد الإنتقام ممن حوله .
إبتزاز الخصوم
والحقيقة المحققة أن التنمر أصبح ظاهرة عالمية انتشر في جميع البلدان وفي جميع طبقات المجتمع، ورأينا في مصر ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي كيف أصبح التنمر ظاهرة تفشت في المجتمع وبين جميع طبقاته بدون استثناء، لدرجة أنه كان هناك شخصية مشهورة في الوسط الرياضي، كان يتخذ من التنمر وسيلة له لابتزاز خصومه ومعارضيه، وكان الجميع يخشاه لمجرد أنه كان يهددهم بفضحهم وأنه لديه أدلة على إدانتهم، فما كان يفعله هذا الإنسان من وجهة نظري إرهاب معنوي لضحاياه.
والجدير بالذكر.. أن أكثر التنمر شيوعا في الآونة الأخيرة هو ما كان بسبب فيروس كورونا مما أضاف للمريض أذى نفسي زيادة على معاناة وباء كورونا، وظل الكثير يعاني نفسيا من التنمر حتى بعد شفاءه من كورونا، وخلال كتابة هذا المقال حدثتا واقعتين مختلفتين لجريمة التنمر كانتا محط اهتمام وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أحدهما لفتاة جامعية وسميت إعلاميا بفتاة الفستان، والأخرى لفتاة أيضا سميت في الإعلام بواقعة المايوه الشرعي أو البوركيني! والذي أخلص إليه أن التنمر جريمة كاملة الأركان، والمتنمر قاتل يقتل ضحيته معنويا سواء عن طريق الشائعات أو عن طريق التهديد اللفظي أو الجسدي أو الإيذاء النفسي.
فالإنسان موفور الكرامة بمجرد أنه إنسان دون النظر إلى سنه أو دينه أو جنسه أو فقره، فالإنسان كرمه الله عز وجل بأن أسجد له ملائكته وجعله خليفته في أرضه، وكان في الماضي التنمر ظاهرة تنتشر في القرى والريف لأسباب عدة منها الفقر والجهل والموروث القبلي، وكانت له صور عدة مثل التنمر على فقر الضحية أو وضعها الاجتماعي أو لعيوب جسدية مثل الإعاقة أو غيرها من الأمور التي لا دخل للإنسان بها، وكانت تحدث جريمة التنمر ولا عقاب لها لان القرية كان يسودها قانون الغاب وهو أن الضعيف مهان ولا ناصر له من قانون أو أخلاق..
إهانة وإذلال
ولكن للأسف اليوم انتشر التنمر في المدن والجامعات وأماكن العمل، ومما زاد الطين بله كما يقال في المثل الشعبي، انتشر التنمر أيضا وبصورة مزعجة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأن المتنمر يظن في نفسه أنه في مأمن من العقاب علاوة على أن التنمر عبر منصات التواصل الاجتماعي ليس له وقت محدد بل يحدث في جميع الأوقات ومساحة انتشاره أوسع، والتنمر يعرًف بأنه سلوك ممنهج ومتكرر ومقصود من المتنمر ضد الضحية ، يقصد به الإهانة وإذلال الضحية ، والتنمر في وقتنا هذا مع ظهور الإنترنت أصبح له صور متعددة منها التنمر اللفظي وهو أول أنواع التنمر ثم التنمر الفعلي والتنمر العاطفي وأخيرا التنمر الإلكتروني.
وعندما يتجاوز التنمر مداه، وقتها لا بد أن يكون للقانون كلمته وجزاه ، فالمتنمر مجرم ارتكب جريمة جنائية لا يقل بأي حال من الأحوال عن المجرم الذي يعتدي بسكين أو مطواه، فإن للكلمة السيئة تأثيرها الضار على نفسية الضحية ممكن أن تصل به إلى الإنتحار أو على الأقل أن يترك بيئة مجتمعه ومحيطه الذي عاش فيه عهود من الزمن، أو تجعله ناقما على من حوله لانه لم يجد من ينصره أو يكف الأذى عنه، فأذية الكلمة على نفسية الضحية لا تلتئم مع مرور الأعوام، أما جروح الأسلحة لها إلتئام، فالتنمر نوع من أنواع خطاب الكراهية الذي ربما يؤدي بالضحية إلى أن يكون إنسان بلا هدف أو يكون شخص مسلوب الإرادة ويصبح عالة على من حوله وبدلا من أن يكون مواطنا إيجابيا يعمل على خدمة وطنه يكون مواطن سلبي يريد الإنتقام ممن حوله .
إبتزاز الخصوم
والحقيقة المحققة أن التنمر أصبح ظاهرة عالمية انتشر في جميع البلدان وفي جميع طبقات المجتمع، ورأينا في مصر ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي كيف أصبح التنمر ظاهرة تفشت في المجتمع وبين جميع طبقاته بدون استثناء، لدرجة أنه كان هناك شخصية مشهورة في الوسط الرياضي، كان يتخذ من التنمر وسيلة له لابتزاز خصومه ومعارضيه، وكان الجميع يخشاه لمجرد أنه كان يهددهم بفضحهم وأنه لديه أدلة على إدانتهم، فما كان يفعله هذا الإنسان من وجهة نظري إرهاب معنوي لضحاياه.
والجدير بالذكر.. أن أكثر التنمر شيوعا في الآونة الأخيرة هو ما كان بسبب فيروس كورونا مما أضاف للمريض أذى نفسي زيادة على معاناة وباء كورونا، وظل الكثير يعاني نفسيا من التنمر حتى بعد شفاءه من كورونا، وخلال كتابة هذا المقال حدثتا واقعتين مختلفتين لجريمة التنمر كانتا محط اهتمام وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أحدهما لفتاة جامعية وسميت إعلاميا بفتاة الفستان، والأخرى لفتاة أيضا سميت في الإعلام بواقعة المايوه الشرعي أو البوركيني! والذي أخلص إليه أن التنمر جريمة كاملة الأركان، والمتنمر قاتل يقتل ضحيته معنويا سواء عن طريق الشائعات أو عن طريق التهديد اللفظي أو الجسدي أو الإيذاء النفسي.