محمد الموجى يعترف: صوت صباح مثل الفاكهة وليلى مراد ألماظ ونجاة موسوعة
فى حوار نادر قبل الرحيل أجرته مجلة "كلام الناس" الإماراتية عام 1992 مع الموسيقار محمد الموجى لتقييم أصوات مطربى ومطربات مصر الذين تعامل معهم لحنيا والذين كان يتمنى التلحين لهم كثيرا.
أكثر مطرب كان هناك تناغم بينى وبينه، وهذا لأنى تربيت مع عبد الحليم.. تقاسمنا الطعام والملبس وعشنا نفس المناخ.. وكان لنا نفس التطلعات، وكنت أحبه وأخاف عليه من التعب، وطالما جمعتنا مشاوير بركوب التروماى أيام كنا لا نملك الفلوس، كل هذا جعل الفن الذى قدمته له فنا طبيعيا ليس فيه الصنعة بقدر ما فيه الحب، وأعترف أنى لم أصل إلى الجماهير إلا على صوت عبد الحليم.. وهذا هو سر تركى للغناء والتفرغ للتلحين، وكانت أول أغنية ألحنها له "الجمال هوه"، من كلمات مرسى جميل عزيز عام 1949 عملناها للإذاعة، لكنها لا تذاع، ولا أعرف السبب، وجاءت بعدها أغنية "صافينى مرة"، حتى آخر أغنية "قارئة الفنجان".
الصوت المعجزة
أما أم كلثوم فبعد نجاحى مع عبد الحليم طلبت أم كلثوم من الإذاعى حسن الشجاعى مقابلتى، وبالفعل تم اللقاء فى بيتها فى وجود الشاعر أحمد رامى، وأسفر اللقاء عن "نشيد الجلاء" الذى كان أول تعاون معها، وجاء بعدها أغنية لفيلم رابعة العدوية "حانة الأقدار" و"الرضا والنور"، وعموما فصوت أم كلثوم معجزة بكل المقاييس، وأهم أغنياتى معها "الصبر حدود"، وكنت أتمنى تقديم أعمال أكثر من ذلك لها لكني كنت بالنسبة لها مجرد تجربة.
فايزة أحمد سر شهرتى
أما فايزة أحمد فقد التقيت بها بعد أن غنت من ألحان كمال الطويل فلحنت لها "أنا قلبى لك ميال"، "يامه القمر ع الباب"، ونجحت الأغنيتان نجاحا ساحقا، وأعترف بأن الأغنيتان كانا هما سبب شهرتي، وصوت فايزة حساس لايتكرر كثيرا، وهى تغني، وكأنها تتنفس لأنها شديدة الصدق فى أدائها وإحساسها مرهف جدا، لم يصب بالنشاز.
ومن الأصوات التى أحبها جدا، بل أعشقها صوت رقيق نظيف لامع ليس فى حنجرتها أية شوائب وفيها أنوثة ودلع مقبول، قدمت لشادية فى الإذاعة أولا أغنية "لما رمانى برمش العين"، لكن أعمالنا المتميزة بدأت بأغنية "شباكنا ستايره حرير"، وأنا لم أتعمد التلحين لشادية لكنها سمعت لي ألحانا أعجبتها، فطلبتني فى كل أفلامها، وكان أول لقاء لي معها فى فيلم "لحن الوفاء"، وكان مكسبى منها فنيا أكثر منه ماديا.
صوت من الألماس
وصوت ليلى مراد صوت رائق كالمياه الصافية.. إنه قطرات من الألماظ أو البرلنت، وأعتبر نفسي سيء الحظ لأني لم أتعامل معها كثيرا، وكانت أول أغنية "أكتب لك جوابات"، لكنها اعتزلت مبكرا.
أما نجاة الصغيرة فقد التقيت بها فى مختارات الإذاعة، وكان اللقاء غير مشجع، فقد سبقتنى فى الشهرة والظهور، ولم تعلق على ألحاني فى البداية لكنها هى من أنقى الأصوات التى تعاملت معها لكنها تحب عقد جلسات طويلة مع الملحن قبل الموافقة على اللحن، ويستطيع الملحن أن يضبط الكمان على صوتها.
أما الفاكهة النادرة والبونبوناية صباح ذات المذاق المبهر، والشكل المبهج فعندما تسمعها تدخل السعادة إلى قلبك.
تعرفت عليها أثناء تصوير فيلم "القلب يهواه"، ثم لحنت لها أغنية "لأه" فى فيلم "شارع الحب"، ورغم ذلك ألحانى لها قليلة.
أما محمد قنديل فإن خامة صوته مختلفة تماما عن مطربى جيله، فهو صوت مصرى صميم، لكنه كان فنانا منطويا غير اجتماعى، ومن أشهر ما قدمت له "يا حلو صبح يا حلو طل".