الرئيس الجديد والملفات الشائكة.. لعنة «الظل» تطارد «رئيسي».. إسرائيل و«الاتفاق النووي» أبرزها.. و«خامنئي» الحاكم الحقيقي لإيران
«الاتفاق النووى.. التعامل مع إسرائيل.. طبيعة العلاقات مع الغرب».. ملفات شائكة تنتظر الرئيس الإيرانى الجديد، إبراهيم رئيسى، كما تنتظر عواصم العالم التعرف على الطريقة التى سيتعامل بها «رئيسي» مع الملفات هذه وغيرها، بعد إعلان فوزه بنسبة 62% من الأصوات، ليتفوق بأكثر من 5 أضعاف على أقرب منافسيه المرشح محسن رضائى، الذى أرسل مع غيره من المرشحين التهانى لـ«رئيسي».
نجاح رئيسي
ويعزز نجاح إبراهيم رئيسى فى الانتخابات الإيرانية، حالة الاستقطاب بين السلطة والجبهات السياسية المختلفة، فى ظل تشكيك متواصل فى شرعية هذا النجاح، نتيجة لعدم وجود منافسين حقيقيين وقطع الطريق على المرشحين فى عرض برامجهم أمام المواطنين، والتعامل بصرامة مع الأشخاص الذين كان من المفترض أن يكونوا منافسين له.
وفى مقدمتهم الرئيس الإيرانى الأسبق أحمدى نجاد، ورئيس البرلمان الأسبق على لاريجانى، بعد إقصائهم من مجلس صيانة الدستور، ما أدى إلى حالة عزوف من الإيرانيين عن المشاركة فى التصويت، وسط تقديرات بوصول نسبة المشاركة إلى 20% ممن لهم حق التصويت فقط، الأمر الذى يجعل التيار الإصلاحى هناك بعيدا كل البعد عن المشهد السياسى.
بالإضافة إلى القوى المعارضة للنظام كجماعة مجاهدى خلق والقوى الملكية الشاهنشاهية وأحزاب الأقلية الذين أصبحوا يرون أن لا سبيل لحدوث أي تغيير عبر صناديق الانتخابات، وهى حالة يضاف إليها التنافس على اختيار مرشد جديد يخلف (علي خامنئى)، فى ظل مرشحين هم مجتبى خامنئى، نجل المرشد الحالى، وإبراهيم رئيسى، الرئيس الجديد، وقائد الحرس الثورى.
من ناحية أخرى، يبدو الموقف الإسرائيلى أكثر تحفزا، حيث عبر عدد من المسئولين الأمنيين الإسرائيليين، عن ضرورة إعداد مخططات هجومية جديدة ضد برنامج طهران النووى بعد فوز «رئيسي»، الذى يتوقعون أنه سيتبع آراء المرشد الأعلى على خامنئى المتشددة فى إدارة السياسات الخارجية والنووية.
الاتفاق النووي
ورغم التوقعات بتوصل إيران وأمريكا لاتفاق نووى جديد بعد قدوم «رئيسي» الذى عبر عن دعمه للعودة إلى الاتفاق، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف إسرائيلية من استمرار إيران فى تخزين اليورانيوم المخصب، وهو ما دعا المسئولين الإسرائيليين إلى التفكير فى إعداد مخططات هجومية جديدة ضد برنامج إيران النووى.
خاصة أن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن جهود مكثفة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى الجديد نفتالى بينيت، للتأثيرعلى مواقف واشنطن إزاء فى ملف إيران النووى، عبر اتصالات مكثفة أجراها مع الإدارة الأمريكية، وكذلك عبر عن الموقف الرسمى المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، والذى وصف «رئيسي» بأنه الأشد تطرفًا بين رؤساء إيران حتى الآن، محذرًا من أن يكثف القائد الإيرانى الجديد أنشطة بلاده النووية.
وبالنسبة لمصير الاتفاق النووى، فإن الولايات المتحدة أكدت أنها تود البناء على التقدم الذى تم إحرازه خلال الجولة الأخيرة من المحادثات فى فيينا، وأنها ستواصل المناقشات مع حلفائها وشركائها بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووى الإيرانى.
وفى وقت سابق، كشف محللون أن المرشد الإيرانى حريص على استعادة الاتفاق النووى مع الغرب، ويعتقد كبار مساعدى الرئيس الأمريكى جو بايدن أن الأسابيع الستة التى تسبق لحظة تنصيب الرئيس الإيرانى المنتخب إبراهيم رئيسى مهمة لمستقبل الاتفاق النووى الإيرانى.
وستقدم نافذة للتوصل إلى اتفاق نهائى مع القيادة الإيرانية الحالية بشأن قرار الاتفاقية النووية التى تم وضع صياغتها التفصيلية، لكن البعض يرى أن قرار المفاوضات الذى لم يكن بيد الرئيس السابق حسن روحانى، وأنه ظل رهن رؤية المرشد الإيرانى، وبالتالى فإن مواصلة المسار التفاوضى فى فيينا سيكون بتأييد «خامنئي».
سياسة إيران
وحول تداعيات وجود إبراهيم رئيسى فى السلطة، قال الدكتور سامح راشد، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: الرئيس الإيرانى الجديد أعلن موقفه من المفاوضات النووية، وأكده بعد ظهور النتيجة، بأنه مع المضى قدما فى المفاوضات بشكل جدى للتوصل إلى اتفاق، وهو كلام عام.
لكن تأكيده على التفاوض يشير إلى استمرار إيران فى المفاوضات وفق الأسس التى تعمل عليها، بمعنى أنه غير معترض على عملية التفاوض فى ذاتها أو القواعد التى تحكم العملية التفاوضية، ولم يضع شروطا معينة، بما يؤكد أنه سيواصل نفس طريق روحانى وظريف.
وأضاف: المجلس الأعلى للأمن القومى، ممثل فيه الرئيس والجهات الأمنية والمؤسسات السيادية والمرشد، هو الذى يضع القرارات المهمة والتوجهات الخاصة بالأمن القومى والمصالح الإيرانية العليا والتى من ضمنها الملف النووى.
وبحكم النظام الإيرانى، فإن المرشد كلمته الأعلى، لكن المؤسسات المختلفة يكون لها دور أيضا للتشاور فى الأمور الفنية والعسكرية، والتى يجب أن يؤخذ بها للتوصل إلى أي قرار، ومنذ سبعينيات القرن الماضى.
وحتى هذه اللحظة، كل القرارات المهمة والصعبة كان يأخذها المحافظون وليس الإصلاحيين، وهى مرافقة مهمة فى السياسة الإيرانية، ولم يكن هناك رئيس أو مسئول إصلاحى اتخذت فى عهده قرارات مهمة تتعلق بالسياسة الإيرانية العامة أو الأمن، والدليل على ذلك محمد خاتمى رغم حديثه عن حوار الحضارات والعلاقات مع أمريكا، لم تتخذ خطوة مهمة فى عهده، و«الخميني» شخصيا هو الذى أوقف الحرب العراقية الإيرانية، والاتفاق النووى تم فى عهد المحافظين.
ما يعنى أن وجود رئيس محافظ متشدد لا يعنى فشل أو تراجع إيران عن الاتفاق النووى أو المفاوضات.
المحافظين
«راشد» أشار إلى أن «المحافظين هم الأكثر جرأة وثقة وقدرة على اتخاذ قرارات من هذه النوعية، ولكن إيران فى الوقت الحالى تحاول تعلية سقف مكتسباتها من وراء المفاوضات؛ لأن الوضع الاقتصادى هناك سيئ للغاية والمؤسسات الإيرانية تشعر بضغوط كبيرة، ولديهم رغبة جمة فى رفع العقوبات، لكنهم أيضا لديهم صبر وقادرون على التعامل مع الشخصية الأمريكية فى أضعف حالاتهم».
وأوضح أن أمريكا تريد التوصل إلى اتفاق قبل تولى «رئيسي» الرئاسة فى شهر أغسطس، لكن الإيرانيين لا يرغبون فى ذلك، وربما ينتظرون إلى ما بعد أغسطس أو قبل توليه مباشرة، ولكن فى النهاية المعيار للإيرانيين الحصول على مكاسب مرضية.
نقلًا عن العدد الورقي..
نجاح رئيسي
ويعزز نجاح إبراهيم رئيسى فى الانتخابات الإيرانية، حالة الاستقطاب بين السلطة والجبهات السياسية المختلفة، فى ظل تشكيك متواصل فى شرعية هذا النجاح، نتيجة لعدم وجود منافسين حقيقيين وقطع الطريق على المرشحين فى عرض برامجهم أمام المواطنين، والتعامل بصرامة مع الأشخاص الذين كان من المفترض أن يكونوا منافسين له.
وفى مقدمتهم الرئيس الإيرانى الأسبق أحمدى نجاد، ورئيس البرلمان الأسبق على لاريجانى، بعد إقصائهم من مجلس صيانة الدستور، ما أدى إلى حالة عزوف من الإيرانيين عن المشاركة فى التصويت، وسط تقديرات بوصول نسبة المشاركة إلى 20% ممن لهم حق التصويت فقط، الأمر الذى يجعل التيار الإصلاحى هناك بعيدا كل البعد عن المشهد السياسى.
بالإضافة إلى القوى المعارضة للنظام كجماعة مجاهدى خلق والقوى الملكية الشاهنشاهية وأحزاب الأقلية الذين أصبحوا يرون أن لا سبيل لحدوث أي تغيير عبر صناديق الانتخابات، وهى حالة يضاف إليها التنافس على اختيار مرشد جديد يخلف (علي خامنئى)، فى ظل مرشحين هم مجتبى خامنئى، نجل المرشد الحالى، وإبراهيم رئيسى، الرئيس الجديد، وقائد الحرس الثورى.
من ناحية أخرى، يبدو الموقف الإسرائيلى أكثر تحفزا، حيث عبر عدد من المسئولين الأمنيين الإسرائيليين، عن ضرورة إعداد مخططات هجومية جديدة ضد برنامج طهران النووى بعد فوز «رئيسي»، الذى يتوقعون أنه سيتبع آراء المرشد الأعلى على خامنئى المتشددة فى إدارة السياسات الخارجية والنووية.
الاتفاق النووي
ورغم التوقعات بتوصل إيران وأمريكا لاتفاق نووى جديد بعد قدوم «رئيسي» الذى عبر عن دعمه للعودة إلى الاتفاق، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف إسرائيلية من استمرار إيران فى تخزين اليورانيوم المخصب، وهو ما دعا المسئولين الإسرائيليين إلى التفكير فى إعداد مخططات هجومية جديدة ضد برنامج إيران النووى.
خاصة أن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن جهود مكثفة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى الجديد نفتالى بينيت، للتأثيرعلى مواقف واشنطن إزاء فى ملف إيران النووى، عبر اتصالات مكثفة أجراها مع الإدارة الأمريكية، وكذلك عبر عن الموقف الرسمى المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، والذى وصف «رئيسي» بأنه الأشد تطرفًا بين رؤساء إيران حتى الآن، محذرًا من أن يكثف القائد الإيرانى الجديد أنشطة بلاده النووية.
وبالنسبة لمصير الاتفاق النووى، فإن الولايات المتحدة أكدت أنها تود البناء على التقدم الذى تم إحرازه خلال الجولة الأخيرة من المحادثات فى فيينا، وأنها ستواصل المناقشات مع حلفائها وشركائها بشأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الاتفاق النووى الإيرانى.
وفى وقت سابق، كشف محللون أن المرشد الإيرانى حريص على استعادة الاتفاق النووى مع الغرب، ويعتقد كبار مساعدى الرئيس الأمريكى جو بايدن أن الأسابيع الستة التى تسبق لحظة تنصيب الرئيس الإيرانى المنتخب إبراهيم رئيسى مهمة لمستقبل الاتفاق النووى الإيرانى.
وستقدم نافذة للتوصل إلى اتفاق نهائى مع القيادة الإيرانية الحالية بشأن قرار الاتفاقية النووية التى تم وضع صياغتها التفصيلية، لكن البعض يرى أن قرار المفاوضات الذى لم يكن بيد الرئيس السابق حسن روحانى، وأنه ظل رهن رؤية المرشد الإيرانى، وبالتالى فإن مواصلة المسار التفاوضى فى فيينا سيكون بتأييد «خامنئي».
سياسة إيران
وحول تداعيات وجود إبراهيم رئيسى فى السلطة، قال الدكتور سامح راشد، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: الرئيس الإيرانى الجديد أعلن موقفه من المفاوضات النووية، وأكده بعد ظهور النتيجة، بأنه مع المضى قدما فى المفاوضات بشكل جدى للتوصل إلى اتفاق، وهو كلام عام.
لكن تأكيده على التفاوض يشير إلى استمرار إيران فى المفاوضات وفق الأسس التى تعمل عليها، بمعنى أنه غير معترض على عملية التفاوض فى ذاتها أو القواعد التى تحكم العملية التفاوضية، ولم يضع شروطا معينة، بما يؤكد أنه سيواصل نفس طريق روحانى وظريف.
وأضاف: المجلس الأعلى للأمن القومى، ممثل فيه الرئيس والجهات الأمنية والمؤسسات السيادية والمرشد، هو الذى يضع القرارات المهمة والتوجهات الخاصة بالأمن القومى والمصالح الإيرانية العليا والتى من ضمنها الملف النووى.
وبحكم النظام الإيرانى، فإن المرشد كلمته الأعلى، لكن المؤسسات المختلفة يكون لها دور أيضا للتشاور فى الأمور الفنية والعسكرية، والتى يجب أن يؤخذ بها للتوصل إلى أي قرار، ومنذ سبعينيات القرن الماضى.
وحتى هذه اللحظة، كل القرارات المهمة والصعبة كان يأخذها المحافظون وليس الإصلاحيين، وهى مرافقة مهمة فى السياسة الإيرانية، ولم يكن هناك رئيس أو مسئول إصلاحى اتخذت فى عهده قرارات مهمة تتعلق بالسياسة الإيرانية العامة أو الأمن، والدليل على ذلك محمد خاتمى رغم حديثه عن حوار الحضارات والعلاقات مع أمريكا، لم تتخذ خطوة مهمة فى عهده، و«الخميني» شخصيا هو الذى أوقف الحرب العراقية الإيرانية، والاتفاق النووى تم فى عهد المحافظين.
ما يعنى أن وجود رئيس محافظ متشدد لا يعنى فشل أو تراجع إيران عن الاتفاق النووى أو المفاوضات.
المحافظين
«راشد» أشار إلى أن «المحافظين هم الأكثر جرأة وثقة وقدرة على اتخاذ قرارات من هذه النوعية، ولكن إيران فى الوقت الحالى تحاول تعلية سقف مكتسباتها من وراء المفاوضات؛ لأن الوضع الاقتصادى هناك سيئ للغاية والمؤسسات الإيرانية تشعر بضغوط كبيرة، ولديهم رغبة جمة فى رفع العقوبات، لكنهم أيضا لديهم صبر وقادرون على التعامل مع الشخصية الأمريكية فى أضعف حالاتهم».
وأوضح أن أمريكا تريد التوصل إلى اتفاق قبل تولى «رئيسي» الرئاسة فى شهر أغسطس، لكن الإيرانيين لا يرغبون فى ذلك، وربما ينتظرون إلى ما بعد أغسطس أو قبل توليه مباشرة، ولكن فى النهاية المعيار للإيرانيين الحصول على مكاسب مرضية.
نقلًا عن العدد الورقي..