رئيس التحرير
عصام كامل

هل التخفيف فى الصلاة يتنافى مع تمامها وخشوعها ؟

الدكتور عطية عبد
الدكتور عطية عبد الموجود
يقوم بعض الأئمة بإطالة القراءة للقرآن الكريم فى الصلاة مع أن الاصل فى الصلاة التخفيف ، فهل التخفيف يتنافى مع تمام الصلاة وخشوعها ؟


وأجاب الدكتور عطية عبد الموجود أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فقال:

إن الأصل فيمن يصلى بالناس ان يخفف ، فإن فيهم المريض والمُسن وذا الحاجة ، أما من يصلى منفردا فله ان يطيل لنفسه ما شاء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا صلى احدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم ، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليصل ما شاء).

القدوة الحسنة 

وروى عن أبى قتادة قول النبى (إنى لأقوم فى الصلاة اريد ان أطيل فيها فأسمع بكاء الصبى فأتجوز فى صلاتى كراهية أن أشق على أمه) وعندما شكا الى النبى رجل يتأخر عن صلاة الفجر من أجل تطويل الامام فيها بالقراءة ، غضب رسول الله غضبا شديدا وقال : (يا أيها الناس إن منكم منفرين، فمن أم بالناس فليتجوز فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة ).

طاقة الناس وقدرتهم 
والتخفف فى الصلاة أمر نسبى يستهدى فيه بطاقات الناس وقدرتهم ، ويجب ان يستهدى فيه قبل ذلك بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وواظب عليه ، فإن هذا هو معيار التخفيف .

أمر بالتخفيف فى الجماعة 

وروى النسائى وغيره عن ابن عمر قوله : كان النبى يأمرنا بالتخفيف، ويؤمنا بالصافات، فعلم أن قراءة الصافات من التخفيف الذى أمر به.

وكان رسول الله يطيل قراءة الظهر أحيانا حتى قال ابو سعيد " كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب الى البقيع فيقضى حاجته ثم يأتى أهله فيقضوا ويدرك رسول الله وهو فى الركعة الاولى مما يطيلها " رواه الامام مسلم فى صحيحه.

حكمة الدعوة 

ولا منازعة فى ضرورة التدرج بالناس وسوقهم الى الله تعالى برفق ، لان الرجل قد يفعل المفضول ، بل قد يترك السنة احيانا رعاية لمصلحة التأليف واجتماع الكلمة ، وهذه حكمة الدعوة .

ونود ان ننبه الى المفهوم من الاحاديث الواردة فى التخفيف ونؤكد انه لا يرجع فيه فقط الى ما يشتهيه المأموم ، بل لابد فيه من مراجعة هدية رسول الله صلى الله عليه وسلم لنتعرف على حقيقة التخفيف المقصود فى هذه الاحاديث .

تمام الصلاة 

فالتخفيف المندوب اليه من شروطه الا يؤثر على الخشوع المطلوب فى الصلاة، وأن تكون الصلاة تامة الاركان لما روى عن أنس رضى الله عنه قال: ما رأيت صلاة أتم ولا أخف من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله اعلم.
الجريدة الرسمية