رئيس التحرير
عصام كامل

"فستان طنطا" و"بنات الإسكندرية".. أصل الحكاية!

الموضة العالمية انتقلت إلى مصر في الستينيات بالاحتكاك والتفاعل مع العالم وليس بوجود المحتل الذي نقل جزءا من ثقافته إلى قطاع من المصريين في النصف الأول من القرن العشرين.. انتقلت الموضة في الستينيات - ميني جيب وخلافه -  لشعب محصن نال من الوعي والتعبئة الثقافية والمعنوية والنفسية ما أوقف الأزياء وقصات الشعر عند الشكل فقط لذلك لم ينعكس ذلك علي سلوك الناس ضد بعضهم، ولا يسجل أرشيف الصحف أو محاضر الشرطة جرائم تحرش أو هتك عرض أو خدش حياء وظل الاحترام سيد الموقف في علاقات الناس ببعضها بل ظلت علاقات الجيران والزمالة في الجامعة والمدرسة لها حقوق كبيرة ظلت في مصر حتي أواخر السبعينيات ولو بالدفع الذاتي من الخمسينيات والستينيات !


في السبعينيات "توهبن" قطاع من شعبنا وفق خطة لقسم ظهر مصر وشق وحدتها وثقافتها ووعي شعبها، ولذلك حدث ما حدث في واقعة فستان طالبة جامعة طنطا وهو انزلاق مستمر لحوادث الأمر بالمعروف والنهي علي المنكر التي حدثت في الثمانينيات والتسعينيات بالمطاوي والجنازير وجرائم الاعتداء علي الطلبة المختلفين مع الجماعات التي وصفت نفسها بـ "الإسلامية"، ومع تقديم ثقافة الاستهلاك بعد الانفتاح وإطلاق الصراع الاجتماعي الكبير بين قلة تنهب وتسرق وبين أغلبية تتفرج..

تدخل في شئون الآخرين
وبات البنيان الاجتماعي هشا بما أوصلنا للأسئلة التي طالت الطالبة المحترمة من عينة "إنتي مسلمة ولا مسيحية" ولا نعرف ما الفرق في التعليم والتحصيل الدراسي ومن عينة "إنتي نسيتي ترتدي البنطلون تحت الفستان" في تدخل منحط في شئون الآخرين وغيرها من تدخلات وسخافات وبذاءات بلغت حد القول أنها "شكلها من إسكندرية.. وكلهم كدة"!

مجتمعنا يعاني من آثار السبعينيات وبناؤه من جديد واجب وضرورة وعلي كل المستويات وحتي يسترد قيمه وثقافته من احترام لغته وهويته التي سحقت بتعليم أجنبيا إلى استعادة قطاعات منه سلوكها القويم القديم! 
الجريدة الرسمية