رئيس التحرير
عصام كامل

كيف حققت مصر نجاحا ساحقا في تخطي أزمة فيروس كورونا؟ ‏

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

خلقت الإصلاحات الاقتصادية الكلية والهيكلية الأخيرة في مصر حالة من الاستقرار الاقتصادي، الأمر الذي رسخ لنجاح الدولة ‏بشكل ساحق في مواجهة أزمة ‏COVID-19‎‏ العالمية في وقت يعاني العالم وخاصة حكومات المنطقة من التداعيات السلبية للوباء بداية من تباطؤ نشاط القطاع الخاص وخلق فرص العمل في القطاع الرسمي.



مرورا بتراجع الصادرات النفطية والاستثمار الأجنبي ‏المباشر نهاية بارتفاع نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي.‏

لكن كيف نجحت مصر في الخروج من الأزمة دون تعريض الاقتصاد للخطر ؟ ‏

ابتكارات مصرية ‏

في بداية أزمة فيروس كورونا المستجد ، ابتكرت الحكومة حزمة استجابة طارئة بقيمة 100 مليار جنيه (1.7٪ من إجمالي الناتج ‏المحلي للسنة المالية 2019/2020). وتشمل التدابير الرئيسية منح نقدية استثنائية للعمال غير النظاميين وتوسيع برامج التحويلات ‏النقدية الحالية. ‏

تم تقديم إجراءات التحمل في شكل الإقرارات الضريبية المؤجلة وسداد القروض، بالإضافة إلى الائتمان المدعوم للقطاعات ‏المستهدفة، كما خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بمقدار 400 نقطة أساس لتسهيل السيولة وتمكين الأفراد من الحصول ‏على الائتمان بشروط ميسرة. ‏

احتياطات وفيرة ‏

جاء هذا التوسع النقدي على خلفية تراجع التضخم، الذي سجل عند 5.7٪ في السنة المالية 2019/2020، والذي انخفض أكثر إلى ‏‏4.5٪ خلال النصف الأول من العام المالي 2020/2021.

ولهذا لا تزال الاحتياطيات الدولية وفيرة نسبيًا  عند 40.1 مليار دولار ‏أمريكي في نهاية يناير 2021  على الرغم من أنها لا تزال أقل من ذروة ما قبل الأزمة البالغة 45.5 مليار دولار أمريكي. ‏

كانت الحسابات الخارجية المصرية تنتعش بالتحويلات وتدفقات المحافظ الأجنبية، والتمويل الخارجي، ولا سيما من صندوق النقد ‏الدولي وإصدارات السندات الدولية، والسندات الخضراء المبتكرة.

وبالتأكيد الفيروس والإغلاقات الخارجية أثرت على كل هذه ‏الموارد، لكن مصر لم تتوقف أمام المصاعب، وتصدت للفيروس حتى تستكمل طريقها في تعزيز الاقتصاد بطرح سيناريو خلق ‏المناعة الجماعية عن طريق توفير أمصال  لقاح ‏COVID-19‎‏ وتدبير حملات إعلامية ضخمة لتحفيز المصريين على التطعيم .

زخم النمو 

ستستعيد مصر زخم النمو بعد تطعيم معظم السكان، خاصة أنها أثبتت قدررتها على التعامل مع أي سيناريو سلبي لمتغيرات المرض ‏الذي سبب الكثير من الاضطراب لدول العالم أجمع وفرض عمليات الإغلاق بشكل متكرر، تعاملت مصر بشكل رشيد مع الأزمة ‏الصحية والاقتصادية متعددة الأبعاد الناجمة عن الوباء.

ووضعت النهوض بأجندة رأس المال البشري والتحول الرقمي السريع ‏وتعزيز الحماية الاجتماعية على رأس أولوياتها في المواجهة. ‏

تعمل مصر في وقت واحد مع مواجهة الفيروس على إطلاق العنان لنشاط القطاع الخاص والتصدي للتحديات الهيكلية طويلة الأمد ‏في مصر وخلق المزيد من فرص عمل أفضل وتحسين سبل العيش.

صنعت القاهرة تجربة أشاد بها العالم، والمؤسسات الاقتصادية ‏المعنية بالحالة المصرية التي تريد تصديرها للدول النامية الساعية إلى التغلب على مشاكلها المستعصية. ‏

الجريدة الرسمية