رئيس التحرير
عصام كامل

هل تنجح مفاوضات أستانا في حل الأزمة السورية؟

مفاوضات أستانا في
مفاوضات أستانا في حل الأزمة السورية
في ظل استمرار الأزمة السورية، أعلن اللواء ياروسلاف موسكاليك، نائب رئيس مديرية العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، عن تحديد موعد الجولة المقبلة من محادثات أستانا بشأن سوريا.


حل الأزمة السورية
وقال اللواء في مؤتمر موسكو الدولي "نعمل بنشاط على حل الأزمة السورية في إطار صيغة أستانا التي سيعقد اجتماعها المقبل قريبا، في الفترة من 6 إلى 8 يوليو في مدينة نور سلطان".

وأوضح مراقبون أن "هناك تغييرات سياسية وتحولات في موازين وتوجهات القوى الدولية المؤثرة في سوريا، مؤكدين أنه من الممكن أن يكون هناك حل للأزمة الراهنة، لكن ليس على المستوى القريب".


وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، قال في وقت سابق، إن اجتماع "ثلاثية أستانا" بشأن سوريا قد يعقد بنهاية يونيو في نور سلطان.

وكان نيكولاي باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن الروسي، قد صرح خلال مؤتمر موسكو للأمن الدولي، أن بعض الدول لم تعتبر أنه من الضروري العمل مع روسيا الاتحادية لمحاربة الإرهابيين في سوريا، بل بعضها بذل جهودا لجعل هذه المحاربة صعبة.

تحولات سياسية
وبحسب وكالة "سبوتنك" الروسية ، اعتبر الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، أن ازدحام الأجواء المحيطة بالوضع السوري بمجموعة من المؤشرات السياسية والدبلوماسية التي تنتظر توضيحها وتفعيلها بصورة قد تفضي إلى كسر الجمود الذي سيطر على تقدم العملية السياسية ردحا طويلا من الزمن.

وأوضح أن تلك المتغيرات التي قد لا تكون قد وصلت مرحلة النضوج الكلي بعد قد تترجم بصورة تحرك مقروء  المعالم، قد يبدأ بطيئا ليتطور ويوازي مجموعة من التطورات الأخرى على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويرى دنورة أن ما يعيب مقاربة بيدرسون للحل جنوحها نحو زيادة عيار التسييس والجيوبوليتيك مقابل تخفيض الاهتمام بالجانب القانوني والتقني إلى حدود دنيا.
وتابع: "من دون أن نذهب إلى إنكار دور العالم والإقليم في إنهاء حرب شنتها العديد من دول العالم الغربية وبعض العربية على سوريا عبر إرهابيين بالوكالة، إلا أنه يجدر ببيدرسون أن يقرأ بصورة واضحة أن العوامل السياسية والجيوبوليتيكية غير مؤهلة لتحرك الحل اليوم إلا باتجاه تراجع القوى الإرهابية والبنى السياسية اللا شرعية نحو الإقرار بالالتزام الكامل بسيادة الدولة السورية وبشرعية سلطاتها المنتخبة.

وأشار إلى ضرورة ذلك بعد أن أظهرت الانتخابات الأخيرة الدعم الشعبي الهائل والتفويض السياسي الكامل للقيادة السورية، فتحريك الموقف السياسي أو التفاوضي نحو زعزعة سلطة منتصرة عسكريا وتحظى بهذا القدر من الشعبية يبدو بمثابة رهان غير متبصر بالنظر إلى الواقع الراهن.
ويعتقد المحلل السياسي السوري، أن كلا من ملف المفاوضات النووية الإيرانية وملف المعابر اللا شرعية، وما يتعلق بالرغبة الأمريكية في إنهاء التورط في ساحات متعددة، تلعب جميعها دورا في تهيئة الظروف لتقدم الحلول أو تعقيدها ربما إذا ما سارت تلك الملفات نحو نهايات مسدودة، وهو عكس ما يطفو على سطح المشهد العام اليوم.

حل قريب
من جانبه، قال المحلل السياسي السوري فريد سعدون، إن هناك توجهات جديدة للحكومة السورية سيعلنها الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم، وستكون جزءا من رؤية النظام للحل.

لكن المحلل السوري، اعتبر في الوقت نفسهـ أن انسحاب أمريكا من أفغانستان قد يعني شيئا جديدا، وقد يكون مدخلا لترتيبات سياسية قد تعيد التموضعات الدولية الراهنة وفق توازنات وتفاهمات مختلفة عن سابقاتها، خاصة أن الشأن الأفغاني سيؤثر على التفكير السياسي لعدة دول لها تدخلات مباشرة في سوريا.

وكان من المقرر أن تستضيف عاصمة كازاخستان الجولة الجديدة من مباحثات أستانا حول سوريا في مايو 2021.
الجريدة الرسمية