عمرو فاروق: السلفية تتلاعب بالدين وتتناقض مع مفاهيم الدولة الوطنية
قال عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن السلفية جعلت من الدين حطباً أوقدت به نيران الفتنة والانقسام في المجتمعات العربية والإسلامية، وعملت على تجريف كل قيمة وسطية معتدلة، تتناقض مع مفاهيم الدولة الوطنية.
العنف الفكري
أشار الباحث إلى أن السلفية شكلت أتباعها على مفردات العنف الفكري والإقصائي، ما جعلهم جسراً صلباً مهد الطريق أمام السلفية الجهادية المسلحة.
أوضح فاروق أن السلفية هدّمت كل منطقيات الدين والشريعة ومقاصدها الداعية إلى التفكير والمعرفة والاجتهاد الفقهي والعلمي، وصولاً للتقدم والرقي المجتمعي بما يحقق المصالح العامة، وقصرها في التبعية المطلقة للسابقين في ظل جمود منهجي لا يستخدم سوى فنون التلاعب بالنصوص وبتر الكثير من الأدلة والشواهد، التي تناهض المذهبية السلفية وشرعيتها في الهيمنة على عقول العوام والبسطاء.
التقية السلفية
لفت الباحث إلى تحول المدارس السلفية إلى تيارات مستأنسة يرجع لأسباب تتعلق بفكرة "التقية"، التي تدفعها للتعاطي مع الحاكم ومع النظام السياسي القائم والمخالف لمعتقداتهم الدينية.
تابع: تعتمد استراتيجية "التغيير المتدرج"، من خلال خلق بيئات اجتماعية تمثل حاضنة فكرية للأدبيات السلفية وصناعة تيارات جماهيرية داعمة للمنهجية الوهابية فقهياً وشرعياً وسياسياً.
استكمل: يتماهى التيار السلفي مع العملية السياسية من منطلق مفهوم العقيدة والإيمان، وليس الخضوع لضوابط اللعبة السياسية وقواعدها، فلم يكن توافقه شكلياً مع الآليات الديموقراطية والإجرائية، مثل القبول بشرعية صناديق الاقتراع، نتيجة لمراجعات فكرية جادة وواقعية، بمقدار ما كان ترجمة لحالة من الانتهازية السياسية.
حسابات يعقوب
كان الشيخ محمد حسين يعقوب الداعية السلفي، أغلق حسابه الرسمي على موقع يوتيوب وفيسبوك بعد أيام من شهادته في قضية «داعش إمبابة» والهجوم الإعلامي عليه.
وأثار يعقوب الجدل بشدة على مواقع التواصل في مصر بعد الإدلاء بشهادته أمام محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ خلال محاكمة 12 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ «خلية داعش إمبابة».
كانت محكمة أمن الدولة المنعقدة بمجمع محاكم طرة بقضية داعش إمبابة قد أصدرت أمرا بضبط وإحضار الشيخ محمد حسين يعقوب وذلك بعد عدم حضوره للمحكمة.
وتغيب كل من الشيخ محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، عن المثول أمام هيئة المحكمة التي وافقت على طلب دفاع المتهمين للاستماع لشهادتهما.
وقررت المحكمة تغريم الشيخ محمد حسان ومحمد حسين يعقوب مبلغ ألف جنيه لتخلفهما عن حضور الجلسة وكلفت النيابة إعلانهما بالحضور، وحضر يعقوب، بينما قدم حسان ما يفيد بتدهور حالته الصحية.