سر رعب الإسلاميين من تقدم العلاقات بين مصر واليونان
منذ الأمس وتيارات الإسلام السياسي تحاول بكل قوة تشويه الزيارة الناجحة لكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان إلى مصر، بعد أن خرجت بعدة مكاسب جميعها ترسخ لثبات المواقف المشتركة بين البلدين واتساق مصالحهما في منطقة شرق المتوسط، والحرص على التعاون التام القائم، وربما هذا ما أزعج مضاجع الإسلاميين، ودعاهم لمحاولة تشويه الزيارة دون كلل.
مكتسبات مختلفة
يقول جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي المتخصص فى الشئون الدولية أن العلاقات المصرية اليونانية استثنائية، واستطاعت تحقيق مكتسبات علي كافة أصعدة التعاون سواء داخل الإطار الثنائي او ضمن الآلية الثلاثية التي تضم قبرص أيضا.
يلفت رائف إلى أن عقد القمة المصرية اليونانية في توقيت بالغ الأهمية، في ظل متغيرات إقليمية متسارعة تستدعي التشاور وتنسيق المواقف خاصة حيال ثلاث قضايا إقليمية هامة محل اهتمام للدوليتن لما لها من تاثيرات علي أبعاد الأمن القومي للبلدين.
قضية ليبيا
أشار الباحث إلى القضية الأولى محل اهتمامات مصر واليوناان، هي ليبيا خاصة مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر برلين ٢ الذي يهدف لدعم المسار السياسي في بلاد عمر المختار، وتدعمه الرؤية المصرية اليونانية وتتفق علي ضرورة إخراج المرتزقة ووقف التدخلات الخارجية والحفاظ علي السيادة الليبية.
أوضح رائف أن أمن واستقرار منطقة شرق المتوسط ضرورة تسعي لها مصر واليونان ولهذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني أمس علي ثوابت البلدين تجاه حفظ استقرار المنطقة واتخاذ القوانين الدولة مظلة عمل تكفل للجميع الاستقرار والسلام ما يقطع الطريق علي أي قوة إقليمية تريد العمل بشكل منفرد وتحاول الإضرار بمصالح الدول الاخري.
أكد الباحث أن القضية الفلسطينية أيضا من القضايا الملحة التي تسعي مصر واليونان دوما للتشاور بشأنها، ولهذا سارع رئيس الوزراء اليوناني بالإشادة بالجهود المصرية تجاه التصعيد الاخير، الأمر الذي يعد دعما لجهود مصر الرامية للسلام، فتقارب وجهات النظر المصرية اليونانية تجاه القضية الفلسطينة أمر ايجابي ينعكس علي وجهة النظر الاوروبية بشكل عام.
تعاون اقتصادي
استكمل الباحث السياسي مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة في مجال التعاون الاقتصادي بين الدولتين في ظل إشارة الرئيس السيسي لعزم مصر واليونان تشغيل البواخر السياحية بيت البلدين، وإشارة رئيس الوزراء اليوناني للربط الكهربائي بين القاهرة وأثينا، ما يكشف عن عددًا من المشروعات الاقتصادية جار الإعداد لها لتخرج الي النور خلال الفترة المقبلة.
اختتم: بالتوازي مع ذلك، هناك تقدم ملحوظ تشهده العلاقات الثنائية بين مصر واليونان سواء علي الصعيد السياسي او الاقتصادي او الامني والعسكري بالاضافة لتنامي العلاقات الشعبية والثقافية ما يجعل مصر واليونان نموذجا فريدا في العلاقات الدولية قادر علي خلق تعايش واحترام بين الحضارات.