أكل القطط والكلاب والبشر.. حكاية مجاعة أصابت مصر بسبب غياب مياه النيل
منذ فجر التاريخ يمثل نهر النيل الحياة
لمصر والمصريين، جريانه يشبه سريان الدم فى عروق الجسد بما يساعد القلب على النبض،
وغيابه يعنى إصابة هذا الجسد بالجطات الوريدية التى تحوله لجثة هامدة فى أقل من
ثانية واحدة.
ولعل الحديث الدائر عن أزمة سد النهضة، يستدعى استرجاع أهم اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر المحروسة المتعلقة بأهمية مياه النهر الخالد، وتأثيرها على حياة المصريين بالإيجاب فى الجريان والسلب فى الجفاف.
الشدة المستنصرية
صحيح أن التاريخ المصري حافل بالأحداث المتعلقة بنهر النيل، لكن تعد الشدة المستنصرية أو كما يطلق عليها المؤرخون "الشدة العظمى" أهم هذه الأحداث لما تحمله من وقائع مروعة.
الشدة المستنصرية مسمى لحكاية تاريخية عن مجاعة شهدتها مصر نتيجة غياب مياه النيل، لمدة 7 أعوام متواصلة عرفت بالعجاف نهاية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله في مستهل النصف الثاني من القرن الـ 5 الهجري من تاريخ الدولة الفاطمية التى حكمت مصر خلال الفترة من 1036 إلى 1094 .
هلك الحرث والنسل
تصحرت حينها الأرض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز، وأكل الناس القطط والكلاب حتى أن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة أكلوها وجاع الخليفة نفسه حتى إنه باع ما على مقابر أجداده من رخام وتصدقت عليه ابنة أحد علماء زمانه وخرجت النساء جياع صوب بغداد، حسب رواية المؤرخين.
وذكر ابن إلياس، أن الناس أكلت الميتة وصنعت الخطاطيف والكلاليب فوق أسطح المنازل؛ لاصطياد البشر بالشوارع وأكل أجسادهم من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها
حكم مصر
وقال الحسن بن الهيثم، إنه زار مصر في عصر الدولة الفاطمية وأشار عليهم ببناء سد عالٍ على النيل وقتها إلا أن مشروعه رفض من الخلافة فكانت النتيجة ماحدث، ويذكر التاريخ أيضا أن محمد علي باشا بعد خروج الحملة الفرنسية كانت مصر أمامه ليحكمها منذ 1803م لكنه رفض الولاية ومنسوب الفيضان منخفض ولم يقبل إلا بعد انتهاء الأزمة التي حسبت على خورشيد باشا الوالي العثماني .
حارة الطبق
نعود للشدة المستنصرية وما جاء بكتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء، ظهر الغلاء بمصر واشتد جوع الناس لقلة الأقوات في الأعمال وكثرة الفساد وأكل الناس الجيفة والميتات ووقفوا في الطرقات فقتلوا من ظفروا به وبيعت البيضة من بيض الدجاج بعشرة قراريط وبلغت رواية الماء دينارا وبيع دار ثمنها تسعمائة دينار بتسعين دينارا اشترى بها دون تليس دقيق وعم مع الغلاء وباء شديد وشمل الخوف من العسكرية وفساد العبيد فانقطعت الطرقات براً وبحراً إلا بالخفارة الكبيرة مع ركوب الغرر وبيع رغيف من الخبز وزنه رطل في زقاق القناديل كما تباع التحف والطرق في النداء: خراج ! خراج ! فبلغ 14 درهما وبيع أردب قمح بثمانين ديناراً. ثم عدم ذلك كله، وأكلت الكلاب والقطط، فبيع كلب ليؤكل بخمسة دنانير.
وكان فى مصر حارة تعرف بحارة الطبق، وهي معروفة بالفسطاط، كان فيها عشرون دارًا، كل دار تساوي ألف دينار، فبيعت كلها بطبق خبز، كل دار برغيف، فسميت من يومئذ بحارة الطبق.
ولعل الحديث الدائر عن أزمة سد النهضة، يستدعى استرجاع أهم اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر المحروسة المتعلقة بأهمية مياه النهر الخالد، وتأثيرها على حياة المصريين بالإيجاب فى الجريان والسلب فى الجفاف.
الشدة المستنصرية
صحيح أن التاريخ المصري حافل بالأحداث المتعلقة بنهر النيل، لكن تعد الشدة المستنصرية أو كما يطلق عليها المؤرخون "الشدة العظمى" أهم هذه الأحداث لما تحمله من وقائع مروعة.
الشدة المستنصرية مسمى لحكاية تاريخية عن مجاعة شهدتها مصر نتيجة غياب مياه النيل، لمدة 7 أعوام متواصلة عرفت بالعجاف نهاية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله في مستهل النصف الثاني من القرن الـ 5 الهجري من تاريخ الدولة الفاطمية التى حكمت مصر خلال الفترة من 1036 إلى 1094 .
هلك الحرث والنسل
تصحرت حينها الأرض وهلك الحرث والنسل وخطف الخبز، وأكل الناس القطط والكلاب حتى أن بغلة وزير الخليفة الذي ذهب للتحقيق في حادثة أكلوها وجاع الخليفة نفسه حتى إنه باع ما على مقابر أجداده من رخام وتصدقت عليه ابنة أحد علماء زمانه وخرجت النساء جياع صوب بغداد، حسب رواية المؤرخين.
وذكر ابن إلياس، أن الناس أكلت الميتة وصنعت الخطاطيف والكلاليب فوق أسطح المنازل؛ لاصطياد البشر بالشوارع وأكل أجسادهم من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها
حكم مصر
وقال الحسن بن الهيثم، إنه زار مصر في عصر الدولة الفاطمية وأشار عليهم ببناء سد عالٍ على النيل وقتها إلا أن مشروعه رفض من الخلافة فكانت النتيجة ماحدث، ويذكر التاريخ أيضا أن محمد علي باشا بعد خروج الحملة الفرنسية كانت مصر أمامه ليحكمها منذ 1803م لكنه رفض الولاية ومنسوب الفيضان منخفض ولم يقبل إلا بعد انتهاء الأزمة التي حسبت على خورشيد باشا الوالي العثماني .
حارة الطبق
نعود للشدة المستنصرية وما جاء بكتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء، ظهر الغلاء بمصر واشتد جوع الناس لقلة الأقوات في الأعمال وكثرة الفساد وأكل الناس الجيفة والميتات ووقفوا في الطرقات فقتلوا من ظفروا به وبيعت البيضة من بيض الدجاج بعشرة قراريط وبلغت رواية الماء دينارا وبيع دار ثمنها تسعمائة دينار بتسعين دينارا اشترى بها دون تليس دقيق وعم مع الغلاء وباء شديد وشمل الخوف من العسكرية وفساد العبيد فانقطعت الطرقات براً وبحراً إلا بالخفارة الكبيرة مع ركوب الغرر وبيع رغيف من الخبز وزنه رطل في زقاق القناديل كما تباع التحف والطرق في النداء: خراج ! خراج ! فبلغ 14 درهما وبيع أردب قمح بثمانين ديناراً. ثم عدم ذلك كله، وأكلت الكلاب والقطط، فبيع كلب ليؤكل بخمسة دنانير.
وكان فى مصر حارة تعرف بحارة الطبق، وهي معروفة بالفسطاط، كان فيها عشرون دارًا، كل دار تساوي ألف دينار، فبيعت كلها بطبق خبز، كل دار برغيف، فسميت من يومئذ بحارة الطبق.