القارئ أحمد نعينع يكشف ذكرياته مع الشيخ المنشاوي
كشف الدكتور أحمد نعينع، قارئ الرؤساء، عن ذكرياته مع قراء الجيل الذهبي ومنهم دا محمد صديق المنشاوي.
وقال نعينع في تصريحات خاصة لـ فيتو: "كنت من عشاق الشيخ مصطفى إسماعيل وفي أحد الأيام من عام 1968 انتظرت مجيئه للتلاوة في مسجد المرسي أبو العباس.. فإذا بي اتفاجأ بالشيخ المنشاوي هو الذي سيقرأ قرآن السهرة فقدمني الحضور لأتلو ما تيسر من كتاب الله قبل الشيخ، فقال لي بعدما انتهيت: خُد يا واد تعالى هنا انت بتقرأ بالقراءات وسنك لسه صغير كده؟ فقلت له: أنا بتعلم على يد الشيخة أم السعد" .
وأردف: "سألني الشيخ أكثر من سؤال وأجبت عليها فاعتبر قراءاتي جيدة، وأصبح هناك ود قلبي كبير منذ تلك اللحظة، وطلبت منه أن يرسل لي صورة شخصية بعد سفره، وبالفعل أرسلها لي ومازلت احتفظ بها".
ويضيف "نعينع": "رأيت الشيخ المنشاوي مرتين وهو يقرأ في قرية بجوارنا، وأصبحنا نتبادل للاطمئنان إلى أن فوجئت بخبر وفاته في شهر يونيو عام 1969 وأذاعت محطة القرآن الكريم تلاوات للشيخ رحمة الله عليه في ذلك اليوم.. ودائما ما أدعو للشيخ، وأخصص وردا قرآنيا جزء يوميا أهبه لروحه مع أحبابي والدي ووالدتي".
وتميزت مدرسة المنشاوى عن غيرها بعذوبة الأداء وخشوعه في القراءة، وانفعاله بجلال القرآن ورهبته، وإجادة المقامات، لا سيما مقام «النهاوند» الذي أبهر المستمعين حتى لُقِّبَ بصاحب «الصوت الباكي».
ولد الشيخ المنشاوى بمدينة المنشأة بمحافظة سوهاج عام 1920 وأصبح من أشهر أعلام المدرسة "المنشاوية" بلْ زعيم تلك المدرسة الموصوفةُ بـ “بيتِ القرآن” وأتم حفظ القرآن الكريم في سن الثامنة من عمره، وتعلم أحكام التلاوة وعلوم القراءات على يد الشيخين: محمد السعودى ومحمد أبوالعلا اللذين لم يجدا عناء في تعليمه، حيث كان موهوبا، ولديه مواصفات القارئ النابغ، كما كان شديد التواضع، وعلى الرغم من أنه لمْ يعش طويلا إلا أن صوته سيظل مشرقا بنور القرآن الكريم يصل الأرض بالسماء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها حيث توفى في 20 يونيو 1969 عن عمر ناهز 49 عاما، وكرمته مصر في احتفال ليلة القدر عام 1992 ومُنح لروحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.