رئيس التحرير
عصام كامل

هل تعقد التيارات الدينية مسارات الحل في القضية الفلسطينية؟ ‏

فلسطين
فلسطين

كل يوم يمر، تتعقد مسارات الحل في القضية الفلسطينية، بسبب التشدد وغياب الرؤية الوطنية ومحاولة استغلال معركة القدس من التيارات الدينية الفلسطينية في تحقيق مكاسب قد تضيع القضية في مهب الريح، خاصة أن العالم لا يعترف إلا بمنظمة التحرير، ويدعم شرعيتها وحركة فتح والرئيس أبو مازن، ولايرضى بغيرهم ممثلا للشعب الفلسطيني. 



منظمة التحرير 

يقول صلاح الدين علي موسى، الكاتب والباحث، أن حركة حماس تعرف جيدًا أن الرئيس محمود عباس أبو مازن لن يسمح ‏بدخولها والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية ـ الكيان الرسمي الشرعي الفلسطيني المعترف به من الأمم المتحدة ـ بسبب ‏رفضها لالتزامات المنظمة السياسية. ‏

أشار الباحث إلى أن حماس والجهاد الاسلامي تحت مظلة الصدام العسكري الاخير مع إسرائيل، نجحتا في حشد شعبية لدى ‏الفلسطينيين وخاصة بعد معركة القدس الأخيرة، ما يدفع حماس لمحاولة إنشاء كيان سياسي بديل لمنظمة التحرير على حساب ‏القضية الفلسطينية.  ‏

أوضح الباحث أن حماس تعلم جيدًا الخلافات داخل فتح، فضلاً عن أمريكا لجأت لفتح حوار مع طالبان بسبب إطالة أمد الصراع ‏المسلح، ووقعت معها اتفاقية سلام مؤخرًا رغم أفكارها الحركة الأصولية التي تعادي الغرب تمامًا، وسبق لها ونفذت أخطر عملية ‏إرهابية في القرن العشرين هجمات 11 سبتمبر عام 2001 . ‏

معركة القدس 

لفت الباحث إلى أن حماس استثمرت ما حدث في القدس أفضل استثمار، بعد أن أدت المواجهة لتعزيز دورها محليا وإقليميا ‏ودوليا، لهذا تصر على مطلبها بإجراء انتخابات أولا والانضمام لمنظمة التحرير.

أوضح أن حماس تتواصل مع  عدد كبير من ‏المثقفين والأكاديميين والنشطاء الفلسطينيين في أنحاء العالم ومنهم من لا يتفق مع حماس والجهاد الإسلامي لا بالفكر أو المنهج في ‏محاولة للتفاهم معهم وبناء تحالف بعيدا عن منظمة التحرير. ‏

لفت موسى أن حماس تعيد نفس الخطوة التي اتخذها الراحل الرئيس ياسر عرفات، عندما تحالف مع المثقفين الفلسطينين ومنهم ‏إبراهيم أبو لغد وإدوارد سعيد ليكونوا جسور لمنظمة التحرير مع الجهات الأوروبية والدولية.

أكد أن حماس والجهاد الإسلامي ‏يذهبان إلى هذا الخيار، مردفا: تدرك حماس أن ذهابها إلى خيار استبدال المنظمة قد يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية.‏

شدد الباحث على أن حماس قد تستغل المواجهة الأخيرة مع إسرائيل في فصل غزة عن الضفة، موضحا أهمية المرونة في ‏التعامل مع القضية الفلسطينية حماية لفلسطين شعبا وقضية، وحتى لا يندلع صراعات تؤدي إلى ضياع البوصلة، على حد قوله. ‏

الجريدة الرسمية