رئيس التحرير
عصام كامل

شراكة قوية بين القاهرة وموسكو في عهد السيسي وبوتين.. اعرف التفاصيل

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الروسي
أكدت السفارة الروسية بالقاهرة، أن عام التعاون الإنسانى بين مصر وروسيا، يتيح الفرصة للتعرف على الثقافة ونظام التعليم والفكر والحياة اليومية فى البلدين ويساهم فى استمرار تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعبين المصرى والروسى، داعية المصريين لحضور الأحداث البارزة والمفيدة فى مركزى الثقافة الروسيين بالقاهرة والإسكندرية والأماكن الأخرى. 


وذكرت السفارة فى بيان لها اليوم السبت، أن الجمهور المصرى استمتع بحفل الرقص الرائع الذى قدمته فرقة الرقصات الأكاديمية الحكومية الروسية المشهورة "بيروزكا" التى وصلت إلى القاهرة خصيصا للمشاركة فى مراسم إطلاق عام التعاون الإنسانى بين روسيا ومصر بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، والسفير محمود طلعت مساعد وزير الخارجية المصرى للشؤون الثقافية، وأولجا ياريلوفا نائب وزير الثقافة لروسيا الاتحادية، وجيورجى بوريسينكو السفير الروسى بالقاهرة. 

وأوضحت أنه من المتوقع أن يتم تنفيذ برنامج واسع النطاق لتعريف المصريين بروسيا، يتضمن عروضا للفنانين المشهورين على خشبة مسرح أوبرا القاهرة، فضلا عن أسبوع السينما الروسية والعديد من المعارض منها عروض الوثائق والأزياء التاريخية والحرف اليدوية التقليدية وأعمال الفنانين المعاصرين والموائد المستديرة حول تاريخ العلاقات الثنائية والأمسيات الأدبية وغيرها من الأحداث. 

ونوهت السفارة إلى أن عام التعاون الإنسانى كان من المقرر أن يبدأ عام 2020 ولكن تم تأجيله بسبب وباء فيروس كورونا المستجد ولكن بالرغم من ذلك نظمت العديد من الحفلات الموسيقية المباشرة عبر الإنترنت والمعارض والتماثيل المسرحية والموائد المستديرة، كما تم فى القاهرة افتتاح النصب التذكارى لراقصة الباليه الروسية العظيمة آنا بافلوفا، وتماثيل نصفية لرائد فضاء الأرض الأول يورى جاجارين والشاعر السوفيتي البارز رسول جامزاتوف. 

ومن جانبة أكد جيورجي بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسى فلاديمير بوتين على اتصال دائم لمناقشة القضايا الثنائية وبعض القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، معبرا عن تطلع موسكو إلى عقد اجتماع بين الزعيمين.

كما أكد السفير الروسي تقدير موسكو الكبير لدور مصر القيادي في التوصل إلي تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين وإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والبدء في إعادة الإعمار، وأن مصر أثبتت مرة أخرى مكانتها البارزة في الشؤون الدولية وبخاصة أهميتها الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

وعبر السفير الروسي مؤخرا عن أمله في نجاح جهود مصر في لم الشمل الفلسطيني، مؤكدا دعم بلاده للجهود المصرية في هذا الصدد، مشيرا إلى أن بلاده دعت قادة فلسطين وإسرائيل لزيارة موسكو لمناقشة جميع القضايا. 

وقال إن روسيا تولي اهتماما خاصا بالتوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط لأنها تدرك تماما أنها المفتاح الرئيس للاستقرار في المنطقة، وأنها تطالب جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الرباعية الدولية ببذل الجهود للتوصل إلي سلام طويل الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة المتعلقة بدعم حل الدولتين لتلك القضية.

وأوضح أن موسكو أجرت خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة عددا كبيرا من الاتصالات الدبلوماسية مع الأطراف المختلفة بما في ذلك المحادثات الهاتفية بين سامح شكري وزير الخارجية ونظيره الروسي سيرجي لافروف لحث الإسرائيليين والفلسطينيين على وقف إطلاق النار، منوها إلى أن موسكو أجرت أيضا اتصالات مع السلطة والفصائل الفلسطينية، والحكومة الإسرائيلية لمطالبتهم بالبدء في محادثات مباشرة .

وأفاد بأن التفاعل والتعاون المصري الروسي في مختلف المجالات شهد زخما كبيرا منذ بداية العام الجارى نتيجة التعافى الجزئي للوباء العالمي ، حيث بحث سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسى خلال زيارته للقاهرة في 12 مارس الماضي عدة قضايا من بينها الأوضاع في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي مع التركيز على الأوضاع في سوريا وليبيا وقضية السلام بالمنطقة .

وقال بوريسينكو إن موسكو ستستضيف في نهاية هذا الشهر الاجتماع الدوري للجنة المصرية – الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني برئاسة نيفين جامع وزيرة الصناعة والتجارة ونظيرها الروسي دينيس مانتوروف، متوقعا أن يسفرهذا الاجتماع عن نتائج مثمرة حول التعاون في مشروعات اقتصادية كبري مثل المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي سوف تعطي دفعة أكبر لتنفيذها فضلا عن دعم التعاون بين الشركات المصرية والروسية.

وأكد أن اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيتجي التي وقعت عليها مصر وروسيا عام 2018 والتي دخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي سوف يكون لها تأثير إيجابي علي التعاون المشترك وتبادل الوفود بين البلدين.

وقال إن الكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية الروسي للشؤون الأوروبية وسيرجي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون المنظمات الدولية تبادلا خلال زيارتهما للقاهرة وجهات النظر مع نظرائهم المصريين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن حمدي لوزا مساعد وزير الخارجية ترأس مؤخرا مع أوليج سيرومولوتوف نائب وزير الخارجية الروسي الاجتماع الدوري للجنة الروسية المصرية لمكافحة الإرهاب.

وأشار الى أوليج ماتيتسين وزير الرياضة الروسي أجرى خلال زيارته للقاهرة التي كانت المحطة الأولى له فى جولته في الشرق الأوسط، مباحثات مثمرة للغاية مع أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة تناولت سبل تعزيز التعاون في إعطاء التطعيم للرياضيين ومكافحة تعاطي المنشطات والتدريب الرياضي، وشهدت الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لدعم التعاون في مجال الرياضة بين البلدين، معربا عن أمله أن يقوم صبحي بزيارة روسيا عندما يسمح جدول أعماله بذلك.

وعن التعاون الاقتصادي، قال إن جائحة كوفيد -19 كان لها تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، وأدت إلى انخفاض كبير في التجارة الثنائية بنسبة 27 في المئة، لتبلغ 5ر4 مليار دولار عام 2020، لافتا إلى أن موسكو تعد أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لمصر .

وأكد أن بلاده تتطلع إلى التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي (روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان) ، والتى ستعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وأوضح أن هناك عدة شركات روسية تعمل في السوق المصري مثل روسنفت ولوك أويل و زاروبيجنفت وشركة تصنيع السيارات "لادا" مشيرا إلى أن المشروعات المشتركة تشكل حافزًا قويًا لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، منوها إلى أن شركة "ترانسماش هولدينج" الروسية قامت حتى الآن بشحن 381 عربة من إجمالي 1300 عربة سكة حديد لتطوير قطاع السكك الحديدية في مصر.

وأضاف أن المؤسسة الحكومية الروسية للطاقة الذرية "روس أتوم" تنفذ أول محطة نووية في الضبعة، لافتا إلى أن الشركات الروسية تسعى إلى تعزيز تعاون متبادل المنفعة مع رجال الأعمال المصريين للاستفادة من الميزات التنافسية بالسوق المصرى، مشيرا إلى أن الاستثمارات الروسية المباشرة فى مصر زادت بشكل سريع في السنوات القليلة الماضية حيث قدرت بنحو ثمانية مليارات دولار بنهاية عام 2020 .

وتابع: هناك آفاق واعدة لزيادة الاستثمارات الروسية في مصر وخاصة فى مجالات التنقيب عن النفط والغاز والزراعة والصناعات الغذائية والهندسة الميكانيكية، ومن المتوقع أن يؤدي إنشاء المنطقة الصناعية الروسية إلي ضخ استثمارات روسية كبيرة في السوق المصري.


وعن السياحة ، قال إن العمل الجاد للسلطات المصرية بالتعاون مع الجانب الروسي سمح بتطوير الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لاستعادة الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو والقاهرة في عام 2018 مضيفا أن السيسي وبوتين اتفقا في 23 أبريل الماضي على خطوة جديدة وهي بدء الرحلات الجوية بين المدن الروسية إلى أفضل المقاصد السياحية المصرية: الغردقة وشرم الشيخ .

وأوضح أن كلا الجانبين يعملان الآن على التنفيذ العملي لهذا القرار..معربا عن أمله أن يتم الانتهاء من جميع الإجراءات في وقت قريب جدا مما يسمح للسلطات المصرية والروسية بوضع جدول مواعيد الرحلات الجوية الأولى.

وعن التعاون الثقافى المصري الروسي، قال إنه تم الإطلاق الرسمي للعام الإنساني بين البلدين في 8 يونيو الجاري.


وأوضح أن عدة فعاليات نظمت العام الماضي من بينها افتتاح النصب التذكارية لبعض الشخصيات الروسية الشهيرة مثل راقصة الباليه آنا بافلوفا ، ورائد الفضاء الروسي يوري جاجارين والشاعر راسول جامزاتوف وفضلا عن عقد لقاءات مع رائد الفضاء الروسي الشهير ميخائيل كورنينكو خلال زيارته للقاهرة.

كما تم تنظيم الحفل الافتراضي للراقصين والمغنيين الشعبيين الروس في المركز الثقافي الروسي بالقاهرة فضلا عن العرض المسرحي " أوبرا ريجوليتو" لأوبرا سانت بطرسبرج" في دار الأوبرا المصرية يومي 10 و11 يونيو.

ونوه إلى أنه من المخطط إقامة حفلات موسيقية ومعارض وموائد مستديرة وفعاليات رياضية وثقافية وتعليمية أخرى في كل من روسيا ومصر في إطار العام الإنساني الذي سوف يستمر حتى أبريل 2022 .

وعن سد النهضة، أكد بوريسينكو أن الوضع حول سد النهضة الآن يتصدر جدول الأعمال الأفريقي ويراقبه العالم بأسره عن كثب، مؤكدا أن موسكو كررت دعواتها مرارا إلى جميع الأطراف لمواصلة المفاوضات وإيجاد حل مقبول لجميع الأطراف تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وقفا لشعار"الحلول الأفريقية لمشاكل القارة السمراء".

وأوضح أن موسكو أكدت على حاجة الأطراف الثلاثة إلى إيجاد طريقة لاستغلال الموارد المائية بدون الإضرار بمصالح أي طرف، مشيرا إلى" اقتراح روسيا بتقديم المساعدة الفنية لمصر وإثيوبيا والسودان لتنسيق عملية ملء وتشغيل سد النهضة ،على سبيل المثال، من خلال استخدام تقنيات الأقمار الصناعية المتطورة والاستفادة من خبرتها في بناء السدود في جميع أنحاء العالم.

الجريدة الرسمية