بث مباشر.. هنا يرقد الجبرتي.. زيارة لمقبرة أشهر مؤرخ مصري في العصر الحديث
داخل منزل متهالك في حارة صغيرة بمنطقة قايتباي بمقابر المجاورين تتواجد مقبرة المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي التي انهارت منذ عامين كما قال أحد سكان الحي السكني المتواجد بجوار المقبرة.
وعلى الرغم من تحول مقابر المجاورين المدفون بها أحد أشهر كتاب التاريخ في العصر الحديث إلى أحياء سكنية لكنها أصبحت مزيجًا بين العمارة الحديثة والطابع الحضاري لبعض المقابر التي ما زالت تحافظ على تصميمها ورونقها.
ويقال إن كلمة المجاورين كانت تطلق على الطلبة المكرسين حياتهم لتلقي العلوم الشرعية وغير الشرعية في الجامع الأزهر، فكما أنهم جاوروا الجامع الأزهر (أي أقاموا به أو حوله) في الحياة لتلقي العلم من يموت منهم يظل مجاورًا للجامع الأزهر بدفنه في قرافة المجاورين القريبة من الجامع الأزهر.
ونلقي اليوم الضوء على أحد أهم مؤرخي مصر في العصر الحديث، وهو عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي الذي وُلد في القاهرة عام 1753، وتوفي في القاهرة عام 1825 لأسرة تنحدر أصولها من جبرت فى زيلع بالحبشة "أريتريا حاليًا" قدم جده الكبير من بلاد جبرت إلى القاهرة للدراسة في الأزهر واستقر بها، وأبوه هو الشيخ حسن الجبرتى من علماء عصره كان حجة فى علوم الفلك والعلوم الشرعية والهندسة.
وكانت داره قبلة لجميع طالبي العلم من مشايخ وتلاميذ، وعن ذلك يذكر الجبرتي في كتبه ويقول: "كان والدي إذا أتاه طالب علم أكرمه ودعاه للإقامة عنده، وصار من جملة عياله، ومنهم من أقام عشرين عامًا قيامًا ونيامًا لا يتكلف من أمر معاشه حتى غسيل ثيابه من غير تعب أو ضجر".
وهو مؤرخ مصري عاصر الحملة الفرنسية على مصر، ووصف تلك الفترة بالتفصيل في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" والمعروف اختصارًا بـ"تاريخ الجبرتي" والذي يعد مرجعًا أساسيًا لتلك الفترة الهامة من الحملة الفرنسية.
ويتقدم الجبرتي الصفوف فى فن التأريخ الشعبى فهو صاحب منهج خاص فى الكتابة التاريخية.
وكتب عبد الرحمن الجبرتي تاريخًا لا يقتصر على أحوال الملوك والولاة وكبار القوم كما كان الحال في هذه الفترة من الزمان ولكنه رصد أحوال المهمشين وكل الفئات حيث يعتبر رائد التاريخ الشعبي؛ فهو يسرد ما انقطع وصله لمدة ثلاثة قرون من افتقاد مصر للمدونين الأوائل.
وامتلك مكتبة تشتمل على كل عيون التراث النادرة التى أهديت إليه من السلاطين، وكلها متاحة أمام طلاب العلم من مصر بل وطلاب الغرب بعد أن تعدت شهرته البلاد فى علم الهندسة فى هذا المناخ درس عبد الرحمن علوم الفلك والرياضة والمواقيت، وكان يلقى دروسًا فى الأزهر بعد أن أجازه الشيوخ.
وكان محمد علي يعادي الجبرتي بسبب النقد الذي يوجهه له الجبرتي في مدوناته، ففي ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 1238هـ روع عبد الرحمن الجبرتي بدخول جمع من الناس يحملون ابنه خليل بين الموت والحياة فقد هاجمه بعض الأشخاص "قيل بتحريض من محمد علي" في طريق عودته من شبرا.
وكان خليل نجل الجبرتي يعمل بوظيفة التوقيت بقصر محمد علي بشبرا فأثخنوه جراحا ثم ربطوه برجل حماره، فلما دخل على الناس علموا من من الكراريس التي يحملها أنه خليل الجبرتي.
لم يلبث نجل الجبرتي أن لفظ أنفاسه بين يدي أبيه، فكانت هذه ضربة قاصمة للمؤرخ الكبير، وكان منشغلًا بكتابة تاريخ الثورة اليونانية، فكسر أقلامه وهجر أوراقه وكراريسه، وتمادى به حزنه على ولده حتى ذهب بصره وقبع فى داره أعمى لا يقرأ ولا يكتب حتى مات على فراشه سنة 1241هـ/ 1825م، ودفن بقبره بمقابر المجاورين.
وعلى الرغم من تحول مقابر المجاورين المدفون بها أحد أشهر كتاب التاريخ في العصر الحديث إلى أحياء سكنية لكنها أصبحت مزيجًا بين العمارة الحديثة والطابع الحضاري لبعض المقابر التي ما زالت تحافظ على تصميمها ورونقها.
ويقال إن كلمة المجاورين كانت تطلق على الطلبة المكرسين حياتهم لتلقي العلوم الشرعية وغير الشرعية في الجامع الأزهر، فكما أنهم جاوروا الجامع الأزهر (أي أقاموا به أو حوله) في الحياة لتلقي العلم من يموت منهم يظل مجاورًا للجامع الأزهر بدفنه في قرافة المجاورين القريبة من الجامع الأزهر.
ونلقي اليوم الضوء على أحد أهم مؤرخي مصر في العصر الحديث، وهو عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي الذي وُلد في القاهرة عام 1753، وتوفي في القاهرة عام 1825 لأسرة تنحدر أصولها من جبرت فى زيلع بالحبشة "أريتريا حاليًا" قدم جده الكبير من بلاد جبرت إلى القاهرة للدراسة في الأزهر واستقر بها، وأبوه هو الشيخ حسن الجبرتى من علماء عصره كان حجة فى علوم الفلك والعلوم الشرعية والهندسة.
وكانت داره قبلة لجميع طالبي العلم من مشايخ وتلاميذ، وعن ذلك يذكر الجبرتي في كتبه ويقول: "كان والدي إذا أتاه طالب علم أكرمه ودعاه للإقامة عنده، وصار من جملة عياله، ومنهم من أقام عشرين عامًا قيامًا ونيامًا لا يتكلف من أمر معاشه حتى غسيل ثيابه من غير تعب أو ضجر".
وهو مؤرخ مصري عاصر الحملة الفرنسية على مصر، ووصف تلك الفترة بالتفصيل في كتابه "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" والمعروف اختصارًا بـ"تاريخ الجبرتي" والذي يعد مرجعًا أساسيًا لتلك الفترة الهامة من الحملة الفرنسية.
ويتقدم الجبرتي الصفوف فى فن التأريخ الشعبى فهو صاحب منهج خاص فى الكتابة التاريخية.
وكتب عبد الرحمن الجبرتي تاريخًا لا يقتصر على أحوال الملوك والولاة وكبار القوم كما كان الحال في هذه الفترة من الزمان ولكنه رصد أحوال المهمشين وكل الفئات حيث يعتبر رائد التاريخ الشعبي؛ فهو يسرد ما انقطع وصله لمدة ثلاثة قرون من افتقاد مصر للمدونين الأوائل.
وامتلك مكتبة تشتمل على كل عيون التراث النادرة التى أهديت إليه من السلاطين، وكلها متاحة أمام طلاب العلم من مصر بل وطلاب الغرب بعد أن تعدت شهرته البلاد فى علم الهندسة فى هذا المناخ درس عبد الرحمن علوم الفلك والرياضة والمواقيت، وكان يلقى دروسًا فى الأزهر بعد أن أجازه الشيوخ.
وكان محمد علي يعادي الجبرتي بسبب النقد الذي يوجهه له الجبرتي في مدوناته، ففي ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 1238هـ روع عبد الرحمن الجبرتي بدخول جمع من الناس يحملون ابنه خليل بين الموت والحياة فقد هاجمه بعض الأشخاص "قيل بتحريض من محمد علي" في طريق عودته من شبرا.
وكان خليل نجل الجبرتي يعمل بوظيفة التوقيت بقصر محمد علي بشبرا فأثخنوه جراحا ثم ربطوه برجل حماره، فلما دخل على الناس علموا من من الكراريس التي يحملها أنه خليل الجبرتي.
لم يلبث نجل الجبرتي أن لفظ أنفاسه بين يدي أبيه، فكانت هذه ضربة قاصمة للمؤرخ الكبير، وكان منشغلًا بكتابة تاريخ الثورة اليونانية، فكسر أقلامه وهجر أوراقه وكراريسه، وتمادى به حزنه على ولده حتى ذهب بصره وقبع فى داره أعمى لا يقرأ ولا يكتب حتى مات على فراشه سنة 1241هـ/ 1825م، ودفن بقبره بمقابر المجاورين.