محمد الجبالي يكتب : جمع المساهمات المادية للزمالك بين البدعة ودخول النار؟
أتابع ردود الأفعال الخاصة بقرار اللجنة التي تدير نادي الزمالك خلال هذه الفترة، بقرار من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة برئاسة حسين لبيب، بفتح حساب في أحد البنوك لتلقى المساهمات من محبي وجماهير النادي خلال هذه الفترة، من أجل عبور الأزمة المالية التي يمر بها .. فهناك من يؤيد وهناك من يعارض.
وأتفهم موقف المؤيدين والمعارضين معا والمبررات الخاصة بوجهة نظر كل منهما، كما أعلم تفاصيل المخططات السرية الخاصة بجزء محدد ومنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يعارض الفكرة بدون أي منطق، لأن الأهداف ليس لها علاقة بالفكرة في الأساس.
وفي جميع الأحوال يجب أن نتقبل وجهات النظر المختلفة، طالما هدفها هو المصلحة العامة دون الدخول في النوايا الإيجابية أو السلبية غير المعلنة.. ولكن أن يصل الأمر الى أن يخرج الكابتن رضا عبد العال نجم الزمالك والأهلي السابق بتصريح بالصوت والصورة يقول فيه إن التبرع للزمالك يدخل صاحبه النار بسبب مجموعة اللاعبين الذين يراهم من وجهة نظره لا يستحقون، فهذا من وجهة نظري لا يليق باسم قائل هذا الكلام أو حتى بمن قيل عليهم.
التصريح الكارثي
وبغض النظر عن هذا التصريح الكارثي أو عن تأكيد رضا عبد العال بأنه ليس من أبناء الزمالك، بحكم أنه انتقل للأبيض وكان عمره 23 سنة فإن حصر موضوع التبرعات من جانب رضا عبد العال في موضوع اللاعبين بفريق الكرة خطأ كبير، خاصة وأن رئيس اللجنة كان قد أعلن بكل وضوح أن أموال هذا الحساب سيتم صرفها على النادي بكافة إداراته وليس فريق الكرة فقط.
ما السبب؟
أما عن رأيي الشخصي في هذا الموضوع فمن المؤكد أنه يجب أن يكون مدعوما بمنطق -حتى لو كان على غير هوى البعض- فأولا وقبل كل شيء يجب أن يسأل الزملكاوية أنفسهم سؤالا مهما وهو.. ما السبب في الوصول إلى هذه المرحلة من المعاناة المالية؟
ثم بعد ذلك يجب الحديث عن: هل الأموال التي سيتم جمعها من جماهير ومحبي النادي ستكون في أياد أمينة وسيتم صرفها بالشكل النموذجي وفقا لاحتياجات النادي؟
هنا أؤكد وبكل ثقة بأنها فعلا ستكون في أياد أمينة دون الدخول في تفاصيل هذه الأمانة، حتى لا يقال بأنني أجامل أعضاء اللجنة.
أفكار أخرى
بعد الإجابة على هذين السؤالين نصل إلى النقطة الأهم وهي.. هل كانت هناك أفكار أخرى غير فتح حساب لدعم النادي ماليا خلال هذه الفترة؟ بالطبع وبكل تأكيد كانت هناك أفكار كثيرة أخرى منها بيع التيشرتات الخاصة بنجوم الفرق الرياضية، والتي تضمن طرح القمصان على الموقع الرسمي للنادي في مزاد خاص أمام الجماهير، أو بيع تذاكر وهمية للجماهير ، وهي الفكرة التي انتشرت بشكل كبير خلال فترة انتشار فيروس المستجد، نظرا لإقامة المباريات بدون حضور جماهيري، أو أي فكرة أخرى تم تطبيقها في العديد من الأندية الأوروبية وبشكل احترافي، ولكن لو وضعنا أنفسنا بدلا من الطرف صاحب القرار سنجد أن الوقت لن يسعف لترتيب وتنفيذ مثل هذه الأفكار، خاصة وأن عمر اللجنة 5 شهور فقط وبالتالي فهي اختارت الطريق الأسرع والذي لا يحتاج إلى وقت طويل.
رجال الأعمال
إذن موضوع جمع المساهمات لأي ناد في العالم من جماهيره ومحبيه ليس بدعة ولا حتى يدخل النار مثلما قال الكابتن رضا عبد العال، وهي اختيارية وليست مفروضة على أحد (مع العلم بأن إقبال جماهير الزمالك على دعم النادي ماديا يتزايد يوما بعد يوم)..
وأعتقد من وجهة نظري أنها أفضل بكثير من تبرعات ومساهمات رجال الأعمال التي قد تكون في بعض الأوقات أهدافها ليست حسنة، والأمثلة على ذلك كثيرة.
وأخيرا.. سواء نجحت الفكرة أو لم تنجح فإنه من الواجب على كل من ينتمي لنادي الزمالك عدم استغلالها بالشكل الذي يسئ للكيان خاصة وأننا مقبلون على فترة صعبة للغاية بسبب قرب موعد الانتخابات.. وما أدراك ما الانتخابات ..!!