كيف تطور البحث الجنائي وساهم في كشف آلاعيب الإرهاب والتطرف؟
يساهم التطور في علم البحث الجنائي خلال السنوات الماضية في التضييق على الإرهاب والتطرف، إذ تنوعت الأساليب التي تكشف خيوط الجرائم وتتبعها وصولاً للجاني بطرق مبتكرة ومناهج بحثية مختلفة كثيراً عن التي كانت متبعة سابقا وتغلب عليها التكفيريون، واستطاعوا اختراقها.
تقدم البحث الجنائي
يقول محمد مفتي، الكاتب والباحث، إن البحث الجنائي وصلت إلى مراتب متقدمة للغاية، لدرجة أن المحقق الجنائي أصبح على دراية بتحليل أنماط تفكير الإرهابي، وتحديد السياق الذي يرتكب من خلاله جريمته، مروراً بالأدوات التي يقوم من خلالها بارتكاب جرائمه، وصولاً لدوافعه التي تقف وراء ارتكابه لها.
أضاف: الوقائع الإرهابية غالباً لا تتحدد طبقاً للجهات التي تعلن مسؤوليتها عن ارتكابها، فأي منظمة إرهابية برتبة مرتزقة يمكنها الادعاء بارتكاب أي عمل إرهابي لإبعاد الشبهات عن الفاعل الحقيقي، ولا سيما لو كان وضع الجاني الأصلي معقداً وتصعب معاقبته دون الوقوع في شبكة لا متناهية من التعقيدات.
غير أن تحديد الجناة الحقيقيين يتم من خلال عدة طرق ووسائل، أهمها على الإطلاق البحث عن القاسم المشترك بين كل هذه الجرائم، الدوافع والنتائج المتوقعة وأدوات ارتكاب الجريمة والأسباب الكامنة وراء ارتكابها والفوائد التي ستعود على الجهة الإرهابية الفاعلة عقب الانتهاء منها.
يختتم الباحث مؤكد أن الجرائم التي عصفت بمنطقتنا العربية خلال العقد الأخير من الزمن، سواء في مصر أو العراق أو اليمن أو لبنان أو سوريا، تصل بنا إلى خيط ويؤدي بنا إلى فاعل واحد لكل هذه الجرائم، هدفه التحكم في كامل المنطقة الإقليمية.
وظائف البحث الجنائي
يذكر أن البحث الجنائي هو المسئول عن جمع البيانات اللازمة للتعرف على المجرم حتى وإن لم يترك أثر واضح له، حيث يتوجب على فريق البحث الجنائي التدقيق في جمع الأدوات التي تم استخدامها حتى تساعدهم على التوصل لهوية المجرم مثل الاداة المستخدمة في الاقتحام، نوع الحبل المستخدم لربط الضحية، قائمة الممتلكات المسروقة.
كما يعد استجواب المشتبه بهم من أهم وظائف التحقيق الجنائي، وفي معظم البلدان يكون هذا الإجراء دقيقًا للغاية لأن الاعتراف الذي تم الحصول عليه في انتهاك لحقوق المشتبه فيه يمكن رفضه في المحكمة وربما يتم الاستعانة بجهاز كشف الكذب للتأكد من المجرم.
وهناك معمل خاص بفريق البحث الجنائي وفيه يتم عمل جمع الادلة وعمل تحليل كيميائي للمساعدة في التوصل لهوية المجرمين بإستخدام معدات خاصة مثل جهاز الكشف عن بصمات الأصابع وجهاز كشف البصمات الصوتية وبصمات الحمض النووي وكاميرات التصوير الفوتوغرافي والتصوير الضوئي وفحص الوثائق وتحليل الدم والبول وتحديد آثار المواد الكيميائية في أجساد الضحايا.
