رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 15 سنة من وفاته.. المحكمة تفصل في نزاع بين ورثة نجيب محفوظ والجامعة الأمريكية

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
قضت المحكمة الاقتصادية في القاهرة برفض الدعوى القضائية المقامة من ورثة الأديب الراحل نجيب محفوظ، ضد كل من رئيس الجامعة الأمريكية، ورئيس قسم النشر بالجامعة، والتي تطالب بالتعويض جراء نشر الجامعة مؤلفات مورثهم دون إذن كتابى، مستندة على وجود اتفاقية بين الأديب الراحل والجامعة بنشر مؤلفاته.


تفاصيل القضية
وتعود تفاصيل الدعوى المقيدة برقم 113 لسنة 11 قضائية اقتصادية القاهرة، إلي أن أحد المدعين وهى أم كلثوم نجيب محفوظ أقامت دعواها ضد المدعى عليهما بصفتهما، للمطالبة بـ "فسخ اتفاقية حقوق الأجانب المؤرخة في 12 سبتمبر 1985 وملحق تعديل اتفاقية حقوق الأجانب المؤرخ 25 يونيو 1992، وأي تعديلات خاصة بها طرأت عليها وإعادة الحال إلى ما كان عليه قبل التعاقد وما يترتب عليه من التزامات وبطلانها والزام المدعى عليهما بتقديم أصل الاتفاقية وملحق التعديل المودع لديهم.

كما طالبت بالزامهما بدفع التعويض المناسب لها عما أصابها من ضرر جسيم جراء مخالفتهم بحكم مشمول بالنفاذ المعجل بلا كفالة مع حفظ الحقوق الأخرى. 
 
وأضافت الدعوى أن المدعي عليهما بصفتهما قاما بالتعامل دون وجه حق على مؤلفات مورث المدعية باللغة العربية دون إذن كتابي منها، مما يعد اخلالاَ بالتزاماتهما التعاقدية تجاه المدعية لعدم تحديد مدة للعقد، ولعدم اطلاعها على أي تعاقدات خاصة بهذا العقد بالمخالفة لنص المادتين 157، 148 من القانون المدني، ما دفعها لإقامة الدعوى الماثلة.

وتضمنت الأوراق التي قدمتها المدعية، سنداَ عبارة عن صورة ضوئية من الاتفاقية المؤرخة 12 سبتمبر 1985، ثبت فيما بعد أنها محررة بين الأديب المرحوم نجيب محفوظ وقسم النشر بالجامعة الأمريكية عن عدة أعمال.

ونصت تلك الاتفاقية على تنازل المؤلف إلى قسم النشر عن حقوق النشر باللغة الأجنبية عن الأعمال وعن كل جزء منها في جميع أنحاء العالم، ويكون لقسم النشر والناشرين المرخص لهم من قسم النشر الحق المنفرد والحصرى في الحصول على حق الطبع والنشر للأعمال وحمايتها.

نجيب محفوظ

ونجيب محفوظ ولد في 11 ديسمبر من عام 1911، وهو الأديب العربي الوحيد الحائز على جائزة نوبل في الأدب، وكتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينيات، واستمر حتى 2004، وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم. 

ومن أشهر أعماله الثلاثية، وأولاد حارتنا، والتي منعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب، بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً، فإن مواضيعاً وجودية تظهر فيه، ويعد محفوظ أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون.

بدأ نجيب محفوظ الكتابة بكتابة المقالات الفلسفية في مجلات وصحف مختلفة في الفترة بين 1930، و1939، ثم اتجه بعد ذلك للكتابة الأدبية، حيث صُدرت روايته الأولى عبث الأقدار عام 1938، ونشرها له سلامة موسى صاحب "المجلة الجديدة"، والذي كان ينشر مقالات نجيب محفوظ منذ أيام دراسته في الثانوية.

وفي عام 1947 بدأ بكتابة سيناريوهات لأفلام السينما، واستمر حتى عام 1960، وفي فترة لاحقة كان يكتب زاوية أسبوعية في جريدة الأهرام بعنوان "وجهة نظر" حول مواضيع سياسية، واجتماعية.

واستمر في كتابة الزاوية بانتظام من عام 1980، وحتى توقف عام 1994 بسبب حادثة الطعن ومحاولة اغتياله، ثم استأنف الزاوية على شكل حوارات أسبوعية يجريها مع الكاتب محمد سلماوي، واستمرت الحوارات حتى قبيل وفاته عام 2006.

وتوفي نجيب محفوظ في 29 أغسطس 2006 عن عمر ناهز 95 عاما إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة، في حي العجوزة، لإصابته بمشكلات صحية في الرئة، والكليتين، وكان قبلها قد دخل المستشفى في يوليو من العام ذاته لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع.
الجريدة الرسمية