رئيس التحرير
عصام كامل

بعد حقن أول مريض بـ "أدوهالم".. تعرف على أول علاج لـ "ألزهايمر".. يزيل الآثار الضارة على الدماغ.. ويعيد الأمل لـ 30 مليون مريض حول العالم

مرض ألزهايمر
مرض ألزهايمر
"أدوهالم" هو اسم أول دواء من صنع مختبر "بيوغن" ضد "مرض القرن" "ألزهايمر" يحصل على رخصة التسويق من قبل الولايات المتحدة منذ 2003 كأول دواء يمنع الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا الداء.



لكن بعض العلماء والمختصين في مجال الطب، يرون أن نجاح هذا الدواء لم تثبت بعد، بينما أعاد إعطاء السلطات الصحية الأمريكية الضوء الأخضر لترويجه اليوم الأمل لدى أكثر من 30 مليون مصاب بالمرض، يعلقون آمالهم على الاكتشافات الطبية للتغلب عليه.


أول مريض
أصبح مارك أركامبولت سمسار عقارات من ولاية رود آيلاند الأمريكية يبلغ من العمر 70 عامًا، أول مريض فى العالم يحصل على حقنة من دواء ألزهايمر الجديد Aducanumab، بعد اعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA فى 7 يونيو.


وتلقى أركامبولت حقنة العقار فى مستشفى بتلر، دواء ألزهايمر الجديد الذى يعمل عن طريق إزالة الرواسب اللاصقة لبروتين يسمى أميلويد بيتا من أدمغة المرضى فى مراحل مبكرة من مرض الدماغ المرتبط بالعمر، وفقا لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.


وأكد أركامبولت بعد تلقيه العقار أنه قد يكون فرصته الأخيرة فى منع مرض ألزهايمر من التقدم إلى مرحلة متأخرة، حيث يفقد القدرة على إجراء محادثة أو حتى التحكم فى الحركة، قائلا فى بيان له: "أنا رجل سعيد لكنى سمعت أن إدارة الغذاء والدواء وافقت على عقار جديد، وأنني مؤهل للعلاج.. لذلك أشعر أننى أعيش أكثر سعادة بالطبع".


حقبة جديدة
فيما قال الدكتور ستيفن سالواى، الذى يشرف على برنامج الذاكرة والشيخوخة فى مستشفى بتلر: إن نحو 100 مريض سيحصلون على الدواء مرة واحدة فى الشهر، قائلا فى مؤتمر صحفي: "اليوم نصنع التاريخ.. نحن نفتتح حقبة جديدة فى علاج مرض ألزهايمر".

وأثبتت المادة الفعالة في هذا الدواء قدرتها على إزالة ببتيد بيتا النشواني (المسمى اختصاراً إيه بيتا) الضار في الدماغ، لكن المجتمع العلمي ما يزال يناقش إن كان ذلك وحده كافياً لوقف فقدان الذاكرة المرتبط بالمرض.

المعضلة في هذا الصدد هي أن على المرضى تناول الدواء قبل ظهور أعراض الخرف عليهم بفترة طويلة.

نظرة للأصحاء
تم اكتشاف المادة الفعالة لهذا الدواء في جامعة زيورخ السويسرية، على يد روجر نيتش وكريستوف هوك، اللذين لم ينظرا في البداية إلى مرضى الزهايمر، بل إلى الأصحاء في عمر متقدم، وقاما بفحص خلايا الجهاز المناعي المختصة بتكوين الأجسام المضادة لببتيد بيتا النشواني لديهم.
تمكن الباحثان، من خلال عمل دقيق وشاق، من فك شفرة الأجسام المضادة، واستنباط المادة الفعالة للدواء الجديد بالتعاون مع الشركة الأمريكية "بيوجين"، وتجربتها في دراسة إكلينيكية.

مرض التنكس العصبي
وقالت تارا سبيرس جونس، نائبة مديرة معهد استكشاف العلوم الدماغية بجامعة إيدانبورغ ومديرة مجموعة البحوث في معهد ديمانسيا للأبحاث: "إنه شيء مهم بالنسبة للأسرة العلمية كونه المحلول العلاجي الأول الذي يمنع ظهور الأسباب المؤدية إلى ظهور مرض "التنكس العصبي".

وجدير بالذكر أن جميع الأدوية المتوفرة حاليا في هذا المجال تساعد فقط على مكافحة الأعراض الناتجة عن الزهايمر، مثل الفقدان التدريجي للذاكرة وصعوبة التكلم أو التفكير، فظهور دواء جديد يشفي المرض بشكل جذري ويقلل من سرعة "التنكس العصبي" يمثل آمالا كبيرة بالنسبة لأكثر من 30 مليونا من المصابين بالزهايمر عبر العالم.

من ناحيته، أشار فانسون بلانش، متخصص في مرض الزهايمر بجامعة بوردو، إلى أن "النتائج التي تحصلنا عليها بفضل استخدام دواء "أدوهالم" مذهلة من الناحية البيولوجية، فهذا المضاد الحيوي يقوم بتدمير لويحات الأميلويد التي تهاجم الدماغ".


وأوضحت تارا سبيرس جونس: "من الناحية النظرية، تؤثر لويحات الأميلويد على مادة تقع في الدماغ تسمى بـ"البروتينات تو" والتي بدورها تقوم بتدمير الخلايا العصبية.
الجريدة الرسمية