رئيس التحرير
عصام كامل

بمناسبة ذكرى استشهاده.. حقيقة الوقف والحساب البنكي لـ عثمان بن عفان في السعودية | صور

بئر عثمان بن عفان
بئر عثمان بن عفان

تحل اليوم ذكرى استشهاد الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وما بين الحين والآخر تثار أحاديث كثيرة بشأن ما يعرف بوقف عمره أكثر من 1430 سنة باسم ثالث الخلفاء الراشدين داخل المملكة العربية السعودية حتى نمى هذا الوقف وأصبح يمثل مبلغا كبيرا داخل أحد البنوك السعودية.



بداية القصة 
بدأت القصة عندما تناولت عدد من المواقع العربية والسعودية وأثارت العديد من الجدل بشأن وقف «ذي النورين» عثمان بن عفان زوج بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمرار ريع هذا الوقف حتى الآن.

ويقول البعض إنه هناك بالفعل حساب في أحد البنوك السعودية، باسم سيدنا عثمان بن عفان الصحابي الجليل، ويتداول البعض قصة هذا الحساب.

وبعد أن هاجر المسلمون وازداد عددهم كان البئر الرئيسي الذي يرتوي منه المسلمون هو بئر رومة والذي كان مملوكاً ليهودي مستغل بكل ما للكلمة من معنى، فهو لا يعطي أي قطرة ماء لأحد دون مقابل، وكان يبيع الماء بأسعار باهظة، وعندما علم سيدنا عثمان بهذا الأمر ذهب إلى اليهودي، وعرض عليه أن يشتري منه البئر فرفض اليهودي، فما كان من سيدنا عثمان الا ان يقترح عليه المشاركة بأن يدفع له مبلغاً من المال فيكون البئر لليهودي يوم ولسيدنا عثمان يوم فوافق اليهودي على أمل أن سيدنا عثمان سيرفع السعر لأنه تاجر ماهر، ولكن ما حدث كان العكس تماماً فلقد لاحظ اليهودي أن الطلب علي الماء قل وكاد أن ينعدم فلما بحث وجد أن سيدنا عثمان جعل يومه مجاناً لوجه الله فيأخذ الناس الماء دون مقابل مما جعل الناس تأخذ كل احتياجاتهم من الماء في يوم عثمان ولا يأخذون في يوم اليهودي شيئا.

شراء البئر 
وشعر اليهودي بالخسارة فعرض على عثمان أن يشتري منه باقي البئر فوافق سيدنا عثمان علي الفور وجعل البئر وقفاً لله تعالى، وفي يوم من الأيام جاء سيدنا عثمان تاجر من الصحابة عرض عليه أن يشتري البئر بثلاثة أضعاف ثمنه فرفض سيدنا عثمان وقال له عُرض علي أكثر فزاده التاجر السعر حتى وصل إلى تسعة أضعاف ما دفعه عثمان ثمناُ للبئر فرفض أيضا وقال له عُرض على أكثر، فقال له التاجر من هذا الذي أعطاك أكثر مني لا يوجد مشتري غيري؟ فقال له سيدنا عثمان الله أعطاني الحسنة بعشرة أمثالها.


تجارة مع الله 
وبعد فترة من الزمن أصبح النخيل ينمو حول هذا البئر واعتنت به الدولة العثمانية حتي كثر وكبر، ثم اعتنت به الدولة السعودية حتى وصل عدد النخيل به إلى 1550 نخلة فكانت الدولة تبيع التمر بمبالغ كبيرة تعطي نصف المبلغ للأيتام والمساكين والنصف الآخر يوضع في حساب في أحد البنوك باسم عثمان بن عفان حتي أصبح مبلغا كبيرا فشرعت الدولة في شراء قطعة أرض في المنطقة المركزية في الحرم النبوي وبناء فندق فخم تديره إحدى الشركات والتي يتوقع أن تأتي بأرباح تصل إلى خمسين مليون ريال سنوياً توزع نصفها علي الفقراء والمساكين واليتامى والنصف الآخر يوضع في حساب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه في البنك.

ويقال إن قطعة الأرض مسجلة رسمياً باسم عثمان بن عفان، فبذلك تكون التجارة مع الله بدأت منذ 14 قرناً من الزمان وما زالت مستمرة فكم يكون ثوابها؟

القصة المشككة
ويتداول قصة أخرى بشأن البئر الذى إشتراه ثالث الخلفاء الراشدين بطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تعود قصة "بئر رومة" التي كانت ملكاً لأحد الصحابة واسمه "رومة الغفاري"، وكان يبيع منها الماء بمقابل مد مليء بشعير أو البر فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم "تبيعها بعين في الجنة"، فقال ليس لي يا رسول الله عين غيرها لا أستطيع.

فبلغ ذلك عثمان بن عفان فاشتراها بـ35 ألف درهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتجعل لي مثل الذي جعلت له عيناً في الجنة إن اشتريتها فقال الرسول الكريم: "نعم، فقال عثمان قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين".

أوقاف عثمان بن عفان
وتشير أحاديث عدة إلى وجود أوقاف كثيرة من أشخاص تم تسجيلها باسم عثمان بن عفان في المدينة المنورة، منها فندق وحساب بنكي.

وحول هذا الموضوع، أوضح عبدالله كابر، الباحث في تاريخ السيرة النبوية وآثار المدينة المنورة، أن هناك خلطا علميا في نسبة الوقف للصحابي عثمان بن عفان.

وقال كابر إن عثمان بن عفان جعل "بئر رومة" وقفاً لسائر المسلمين حتى يوم القيامة.

وحول الحساب في البنك باسم عثمان بن عفان، نوه بوجود دار لعثمان بن عفان في الجهة الشرقية للمسجد النبوي الشريف.
 

تيمنا وتبركا
هذه الدار كان جوارها رباط يعرف بـ"رباط العجم"، فأحب أصحاب هذا الوقف أن يسموه لمجاورته دار عثمان بن عفان بوقف سيدنا عثمان بن عفان، تيمنا وتبركا بأنه يقع بجواره.

وتابع كابر: "لما حصلت التوسعة السعودية الثانية، وأزيلت هذه المباني في الجهة الشرقية للحرم النبوي سجل التعويض في البنك باسم وقف عثمان بن عفان، وحصل خلط لدى موظفي البنك أن الأرقام والملايين التي أودعت بحساب وقف عثمان بن عفان تعويضاً عن الرباط".

وبين كابر أن البئر لا تزال موجودة، وهي معروفة في مكانها، كما لا تزال تنضح بالماء العذب، وعليها نخيل محيطة بها، ومزرعة متكاملة في هذا الموقع.

الجريدة الرسمية