127عاما .. ذكرى ميلاد شيخ القصة العربية محمود تيمور
كان يقصد الريف ليقضي فيه إجازاته الصيفية، فعاشر الفلاحين وألف حياتهم وجلساتهم. مما أكسبه حساً بالروح الشعبية والوطنية ،التحق بمدرسة الزراعة العليا حبا فى الريف ورغبة فى الإقامة فيه.
ولد الكاتب الأديب محمود تيمورفى مثل هذا اليوم 16 يونيوعام 1894 بقرية درب السعادة في القاهرة حيث قضى طفولته المبكرة
ثم انتقل مع أسرته إلى ضاحية عين شمس ثم حي الحلمية في القاهرة، وهو حي عرف عن ساكنيه أنهم من العلماء، ولكن سرعان ما اضطر إلى ترك الدراسة بسبب مرض التيفويد الذي فاجأه في بداية دراسته في مدرسة الزراعة العليا، وكان سبباً لانقطاعه عن الدراسة.
البداية الأدبية
وفي فترة مرضه وجد محمود تيمور في القراءة والمطالعة ما يشغل به وقت فراغه ويقلل من آلامه فتفرغ لدراسة الأدب العربي والآداب العالمية، وكان ذلك بتشجيع من والده وشقيقه محمد تيمور.
كما وجهه شقيقه وشجعه لقراءة كتاب (حديث عيسى بن هشام) للمويلحي، وقصة (زينب) للكاتب هيكل، إلى جانب الكتب والروايات التي قرأها محمود تيمور للكثير من الكتاب والأدباء الأجانب، وتأثر محمود تيمور بالأديب الفرنسي موباسان والأديبين الروسيين تشيكوف وتورجنيف.
حرص محمود تيمور على حضور الندوات الأدبية والتي كانت تقام في منزل والده، وكانت هذه الندوات تضم العديد من الأدباء، والعلماء، والشعراء، منهم الشيخ محمد عبده، والشيخ الشنقيطي، والشاعر محمود سامي البارودي، وغيرهم من رجالات الأدب، والعلماء، والشعراء.
أما عن بداية محمود تيمور الأدبية فكانت عام 1925م وذلك عندما نشر مجموعته القصصية الأولى والتي كانت بعنوان (الشيخ جمعة) والتي كان قد كتبها باللهجة العامية ثم بعد ذلك قام بتعديلها إلى اللغة الفصحى لأنها كانت الأكثر انتشاراً فى ذلك الوقت ،حتى انه قام بتعديل بعض عناوين القصص فيها مثل قصة (أبو علي عامل الأرتيست) والتي عدّل عنوانها إلى (أبو علي الفنان).
حواء الخالدة
أما مجموعته القصصية الثاني فكانت عام 1926م وكانت بعنوان (عم متولي)، ثم تلتها (سيد عبيط)، ثم (حواء الخالدة)، الى جانب العديد من مؤلفات محمود تيمور والتي بلغت الستين كتاباً، منها القصة، والرواية، والقصص المسرحية، والدراسات اللغوية وغيرها .
من اشهر مؤلفاته موسوعة الامثال الشعبية التى جمع فيها الامثال منذ اواخر القرن الثامن عشر حتى اوائل القرن العشرين .
مكانة ادبية رفيعة
بلغ الاديب محمود تيمور مكانة أدبية عظيمة وعرف بشيخ القصة العربية ،حتى ان الأديب طه حسين وصفه بالعالمية فقال عنه (فإذا قيل إنك أديب مصري ففي ذلك غض منك، وإذا قيل إنك أديب عربي، ففي ذلك تقصير في ذاتك.
وإنك لتوفى حقك إذا قيل أنك أديب عالمي، بأدق معاني الكلمة، وأوسعها، وأعمقها، ولا أكاد أصدق أن كاتباً مصرياً- لم يكن شأنه- قد وصل إلى الجماهير المثقفة، وغير المثقفة، كما وصلت أنت إليها؛ فلا تكاد تكتب، ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما تكتب- حتى يصل إلى قلوبهم، كما يصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كله).