رئيس التحرير
عصام كامل

شوقى حجاب بعد فوزه بجائزة الدولة التقديرية: «بقلظ» و«شكشك» الأقرب لقلبى.. أدب الأطفال لم يأخذ حقه.. والسرطان ينهش جسدى

شوقي حجاب
شوقي حجاب
من نجوع محافظة الدقهلية إلى شوارع وضواحى القاهرة.. مشوار طويل تخطى عمره الـ75 عامًا.. حيث شكل القدير ‏شوقى حجاب الفائز بجائزة الدولة التقديرية لعام 2021 مزيجًا فريدًا بين الشاعر والكاتب والمخرج، إذ إنه إلى جانب كونه ‏واحدًا من أهم رواد كتابة الشعر بالعامية المصرية ورائدًا من رواد الكتابة للطفل، خاض تجربة طويلة فى الإخراج إلى ‏جانب مشاركاته الفنية المتعددة.‏


فمن منا يستطيع أن ينسى إبداعاته مثل «كوكى كاك»، و«بقلظ»، و«بابا حبيبى»، وغيرها الكثير من الأعمال الفنية ‏الراسخة فى عقولنا إلى اليوم.‏.«فيتو» تحدثت مع “حجاب”  عن كواليس ترشحه  لجوائز الدولة وفوزه مؤخرًا.. ورأيه فى الحركة الأدبية المصرية ‏والعربية.. وسر نجاح عائلة «حجاب»، وإلى نص الحوار:‏

‏بعد فوزك بـ«التقديرية للآداب» ماذ تمثل لك جوائز الدولة، وما الجهة التى رشحتك؟

حقيقة كنت أنتظر منذ زمن طويل جائزة الدولة، حيث سبق أن تم تكريمى على مدى السنوات السابقة من مستويات عدة، ‏ولكن هذه هى المرة الأولى التى يتم خلالها التكريم بشكل رسمى، وأريد من خلالكم أن أشكر كل من منحنى الثقة ودعم ‏الفوز، وعلى رأسهم الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وعن الجهة التى تولت ترشيحى للجائزة فهى نقابة ‏اتحاد كتاب مصر برئاسة صديقى الشاعر الكبير الدكتور علاء عبد الهادى، والذى أتوجه إليه بالكثير من الشكر.‏

‏رجوعًا للبدايات، ما تفاصيل دخولك إلى عالم التليفزيون والكتابة للأطفال؟

بدايتى الحقيقية كانت فى عمر الـ19 عامًا، ويحيى الطاهر عبد الله هو أول من اصطحبنى إلى طريق برامج الأطفال ‏بالتليفزيون، فعملت سريعًا فى برنامج «عصافير الجنة» مع سلوى حجازى، كنت أحب أن أخترع فى هذا البرنامج لعبة ‏جديدة أسبوعيًا، من ضمن هذه الألعاب لعبة «أبريق الشاى»، التى أعجبت صلاح جاهين وقتها، وقال لى: هل من الممكن ‏أن أكتبها أغنية؟ فقلت له: «يا ريت»، وفوجئت به فى اللحظة نفسها يخرج من جيبه الأغنية، وكان كتبها بالفعل، وغناها ‏سيد الملاح.‏

وأحببت اللعبة، فعلى مدى 55 عامًا اقتحمت عالم الطفل فى مصر والوطن العربى، وقدمت الكثير من الأعمال الدرامية ‏والغنائية والبرامج بصفتى شاعرًا، فضلًا عن عدد من الشخصيات التى عملت لاقت استحسانًا عند الكبار والصغار «دقدق، ‏وأرنوب، ودبدوب، وكوكى كاك، وبقلظ، وكوكو، وغيرها من الشخصيات»، هذا غير نحو 1000 أغنية 80% منها ‏للأطفال.‏

‏ شاعر ومهندس معمارى ورائد أدب طفل، ما سر نجاح عائلة حجاب؟

سر نجاح عائلة حجاب يعود بلا أى مزايدة إلى أبى وأمى، حيث حرصوا على تعليمنا وتربيتنا بنحو مختلف وعلى أكمل ‏وجه، ومحاولتهم المستمرة للوصول بنا إلى مناصب عالية.

‏كمبدع ورائد فى الكتابة للأطفال، هل ترى أن أدب الطفل لم يأخذ حقه إلا مؤخرًا؟

بالطبع، فعلى سبيل المثال لم تمنح جائزة الدولة التقديرية على مدار أكثر من 60 عامًا لرواد أدب الطفل إلا العام الماضى ‏بتكريم العبقرى “يعقوب الشاروني”، غير ذلك لم نرَ تكريمًا بشكل كبير، ولم نرَ الاهتمام الذى من المفترض أن يحظى به ‏أديب الطفل، فهو المسئول الأول عن النشء والأجيال القادمة.‏

‏«بقلظ وعم شكشك» وغيرهما كثير.. أى العرائس والشخصيات التى كتبتها للأطفال أقرب إليك؟

‏أقع فى غرامهم جميعًا، ولكن أقربها «بقلظ» و«عم شكشك» الذى شارك فى حلقات المسلسل التليفزيونى العظيم «بوجى ‏وطمطم».

هل هناك مشروع للتليفزيون قريبا؟

أتمنى العودة السريعة، وأتمنى أن تهيأ الظروف للعودة القوية، وأستعد لتقديم كتب الأطفال سواء قصص ومؤلفات أو ‏تحويلها إلى أفلام مجهزة لهذه الفئة العمرية.

تداولت أخبار كثيرة مؤخرًا بشأن حالتك الصحية، ما آخر تطورات؟

للأسف ما زال السرطان عالقًا بجسدى، وعندما علمت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد عن طريق صديقتى الفنانة إسعاد يونس والكاتبة ‏فاطمة ناعوت، فوجئت بها تتصل بى وتبلغنى إذا كنت أريد السفر إلى الخارج للعلاج، ودائمًا ما تطمئن عليَّ، فأنا ما زلت ‏أذهب للمستشفى بشكل يومى من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع.‏

‏كيف يرى «شوقى حجاب» مستقبل أدب الطفل اليوم فى مصر والوطن العربى؟

‏بصراحة أرى فيه قصورًا، فأين نحن من إنتاج الأفكار الجديدة، وأين نحن من الإبداعات البراقة، ‏حيث إن التكريم منفصل عن الواقع، فنحن لم نعد نرى برنامجًا واحدًا ولا فيلمًا ولا غنوة ولا عرضا مسرحيًّا ذا قيمة رفيعة ‏ويقدم محتوى مؤثرًا على شاشات التليفزيون أو الإذاعة سواء بمصر أو الوطن العربى، فأين صناع هذا المجال الآن؟!.‏

الحوار منقول بتصرف عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية