ضبط الكلام في وسائل الإعلام
إعادة النظر في الخطاب الإعلامي ضرورة يفرضها الواقع السياسي، وخطابنا الإعلامي يحتاج بعضه إلى ضبط المصطلحات ليتناغم مع إيقاع واقعنا السياسي، كتبنا في هذا الموضوع في السابق، وها نحن نكتب ثانية، فمن غير المعقول أن يطل أحد المذيعين ويؤكد أكثر من مرة أن مصر (أصبحت) قوة لها مكانتها في المنطقة، ولها دورها الذي لا تستطيع دولة أخرى القيام به، وبذلك يسلب المذيع مصر دورها التاريخي، ومكانتها الراسخة على مر العصور..
وكان على المذيع أن يقول مصر (عادت) إلى مكانتها الطبيعية لتلعب دورها التاريخي المعتاد، لم يتوقف الأمر عند مذيع.. بل امتد إلى عدد كبير من المذيعين، خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، ودور مصر الطبيعي الذي اعتادته واعتاده الأشقاء في فلسطين بتدخلها لوقف الحرب، ومبادرة الرئيس السيسي لإعادة إعمار غزة، كما برز استخدام (أصبحت) في علاقة مصر بدول إفريقيا.
مصر غابت عن بعض الأدوار (وليس من بينها القضية الفلسطينية) وغيابها كان سببه أحداث ٢٠١١ لكنها (عادت) ومصر ليست دولة وليدة لنقول (أصبحت).
أما استخدام مصطلح (سد النهضة) فهو القاسم المشترك بين أغلب المذيعين، وربط النهضة بالسد لا يخصنا، بل يخص إثيوبيا، لذلك كان استخدام (السد الاثيوبي) هو الأنسب إعلامياً، والغريب أن الحديث كله في إعلامنا عن التأثير السلبي للسد على مصر والسودان، ومع ذلك نستخدم المصطلح الذي اخترعته إثيوبيا لتستعطف به العالم.
ضبط المصطلحات
ومن المؤسف استخدامنا المفرط لبعض التعبيرات مثل (وقفة الأشقاء مع مصر في محنتها) والمحنة هنا هي ما حدث من إزاحة لجماعة الإخوان والحرب على الإرهاب، نعم.. شكراً لمن وقف معنا، لكن مصر أزاحت الإخوان نيابة عن كل العرب، لأن خطوتهم الثانية بعد التمكن من مصر هي التمدد في كل دول المنطقة، وبالتالي تكون الخطورة على كل الأنظمة، والإرهاب أيضاً حاربناه نيابة عن الأشقاء، ولو تركناه لتمدد حتى وصل إليهم.
في كل المحطات التليفزيونية الكبيرة ما يعرف ب ( style book ) حيث يتم الاتفاق على مصطلحات بعينها، يستخدمها كل الإعلاميين، بما يتناسب مع الواقع السياسي، لذلك أتمنى أن يتخذ إعلامنا نفس النهج حتى لا نترك البعض يجتهد في هذا التوقيت الأكثر حساسية، يعزز ذلك عودة قنوات الإتصال بين مصر وبعض الدول بعد توتر دام سنوات، والعودة تقتضي خطاباً إعلامياً مختلفاً.
besheerhassan7@gmail.com
وكان على المذيع أن يقول مصر (عادت) إلى مكانتها الطبيعية لتلعب دورها التاريخي المعتاد، لم يتوقف الأمر عند مذيع.. بل امتد إلى عدد كبير من المذيعين، خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، ودور مصر الطبيعي الذي اعتادته واعتاده الأشقاء في فلسطين بتدخلها لوقف الحرب، ومبادرة الرئيس السيسي لإعادة إعمار غزة، كما برز استخدام (أصبحت) في علاقة مصر بدول إفريقيا.
مصر غابت عن بعض الأدوار (وليس من بينها القضية الفلسطينية) وغيابها كان سببه أحداث ٢٠١١ لكنها (عادت) ومصر ليست دولة وليدة لنقول (أصبحت).
أما استخدام مصطلح (سد النهضة) فهو القاسم المشترك بين أغلب المذيعين، وربط النهضة بالسد لا يخصنا، بل يخص إثيوبيا، لذلك كان استخدام (السد الاثيوبي) هو الأنسب إعلامياً، والغريب أن الحديث كله في إعلامنا عن التأثير السلبي للسد على مصر والسودان، ومع ذلك نستخدم المصطلح الذي اخترعته إثيوبيا لتستعطف به العالم.
ضبط المصطلحات
ومن المؤسف استخدامنا المفرط لبعض التعبيرات مثل (وقفة الأشقاء مع مصر في محنتها) والمحنة هنا هي ما حدث من إزاحة لجماعة الإخوان والحرب على الإرهاب، نعم.. شكراً لمن وقف معنا، لكن مصر أزاحت الإخوان نيابة عن كل العرب، لأن خطوتهم الثانية بعد التمكن من مصر هي التمدد في كل دول المنطقة، وبالتالي تكون الخطورة على كل الأنظمة، والإرهاب أيضاً حاربناه نيابة عن الأشقاء، ولو تركناه لتمدد حتى وصل إليهم.
في كل المحطات التليفزيونية الكبيرة ما يعرف ب ( style book ) حيث يتم الاتفاق على مصطلحات بعينها، يستخدمها كل الإعلاميين، بما يتناسب مع الواقع السياسي، لذلك أتمنى أن يتخذ إعلامنا نفس النهج حتى لا نترك البعض يجتهد في هذا التوقيت الأكثر حساسية، يعزز ذلك عودة قنوات الإتصال بين مصر وبعض الدول بعد توتر دام سنوات، والعودة تقتضي خطاباً إعلامياً مختلفاً.
besheerhassan7@gmail.com