رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاد روجيه جارودي.. معارك الفيلسوف الفرنسي مع الصهاينة.. واجه السجن وفضحهم في كتاب "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل"

روجيه جارودي
روجيه جارودي
في مثل هذا اليوم، ولد روجيه جارودي فيلسوف فرنسي، لأم كاثوليكية وأب ملحد، اعتنق البروتستانتية وهو فى سن الرابعة عشرة اعتنق الإسلام ودافع عنه، وأدار معارك ضد الصهاينة.


اعتناق الإسلام
كان عضواً في الحوار المسيحى-الشيوعى في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذباً للدين وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات، وبدأ يميل إلى الإسلام فى هذه الفترة، وفى 2 يوليو 1982م أشهر جارودى إسلامه، فى المركز الإسلامي في جنيف.

معركة مع الصهاينة
بعد مجازر صبرا وشاتيلا فى لبنان أصدر جارودى بيانا عام 1982 في جريدة لوموند الفرنسية بعنوان معنى العدوان الإسرائيلى بعد مجازر لبنان وقد وقع البيان مع جارودي كل من الأب ميشيل لولون والقس ايتان ماتيو.

وكان هذا البيان بداية صدام جارودي مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده فى فرنسا والعالم. 

 وفى عام 1998م أدانت محكمة فرنسية جارودى بتهمة التشكيك فى محرقة اليهود فى كتابه "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل"، حيث شكك فى الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين وصدر بسبب ذلك ضده حكم بالسجن لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ.

في كتابه «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية»، يكشف روجيه جارودي، النقاب عن زيف الأساطير التي تأسست عليها السياسة الإسرائيلية، مستشهدا بعتاة الصهاينة، وكذلك الوثائق التاريخية، وهو ما دفع اليهود لشن حرب شعواء على جارودي، واتهامه بمعادة السامية، ونفيه لما يتم الترويج له بأن ضحايا الهلوكوست بلغ 6 ملايين يهودي.
وحسب ناشر الكتاب في مقدمة الطبعة الأولى الصادرة في 1996: يحتوى الكتاب على ثلاثة أجزاء، فضلا عن مقدمة وخاتمة.
فالجزء الأول يتناول الأساطير اللاهوتية، أو الدينية: أسطورة الوعد: الأرض الموعودة أو الأرض المحتلة، في التفسير المسيحي المعاصر، في اللاهوت اليهودي، أسطورة شعب الله المختار، أسطورة يهودا: التصفية العرقية، ويعالج الجزء الثانی موضوع أساطير القرن العشرين: أسطورة معاداة السامية، أسطورة عدالة نورنبيرغ، أسطورة الستة ملايين الهولوكوست، أسطورة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».

أما الجزء الثالث من الكتاب فقد کرسه الباحث للحديث عن الاستخدام السياسي للأسطورة، ويتضمن الاستعمال السياسي للأسطورة، اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، اللوبي الإسرائيلي في فرنسا، أسطورة «المعجزة الإسرائيلية»: التمويل الخارجي (يقصد الكاتب المعجزة الاقتصادية على غرار المعجزة اليابانية).
وفي تمهيده لهذا الكتاب يتساءل جارودی: «لماذا هذا الكتاب؟» ويرد على ذلك بأنه جزء من ثلاثية خصصها لمحاربة التطرف لدى جميع الأديان السماوية، واستطرد قائلا: «إن هذا الجزء ينصب على الأساطير التي قامت عليها السياسية الإسرائيلية»، متابعا: «وقد حاولت شجب ما فيها من هرطقة سياسية صهيونية ترمي إلى استبدال رب إسرائيل بدولة إسرائيل، وإن دولة إسرائيل ما هي إلا (رد الرب على الهولوكوست)» .

وقال: «إن هذا الكتاب يحافظ بأمانة على النقد السياسي والأيديولوجي دون إسراف أو تعسف، ونعتقد أنه مساهمة منا في معركة التوصل إلى سلام حقیقی يقوم على احترام الحقيقة التاريخية والقانون الدولي، وتفعيل التاريخ النقدي للعالم المعاصر.

الجريدة الرسمية