رئيس التحرير
عصام كامل

"الميادين" تغني "الجيش والشعب إيد واحدة".. محلل نفسي: بيان السيسي "مبهم" وله أكثر من معنى.. فرويز: أعاد الثقة لقيادات القوات المسلحة.. طعم عسكري للقوى السياسية.. كل خطوة محسوبة

استمرار التظاهرات
استمرار التظاهرات المطالبة بإسقاط مرسي

"الجيش والشعب إيد واحدة".. كلمات عزيزة على قلوب المصريين، فكلما تزايدت أزماتهم وأحسوا بالخطر يسرعون بترديدها وكأنهم يبثون الطمأنينة إلى أنفسهم بها، وهى الحالة التي عاشتها ميادين مصر بالأمس عقب إذاعة بيان القوات المسلحة.


فقبل مجيء أول رئيس مدني "الإخواني" محمد مرسي، كان المجلس العسكري ينهى أوراق اعتماده حاكمًا للبلاد بعد عام ونصف العام، لم يدرك خلالها المواطن مفهوم الثورة جيدًا، وخرج الثوار حينها مطالبين بإسقاط حكم العسكر، ولكن لم يدم الحال طويلا ولم يستطع المصريون تحمل حكم الإخوان لمدة عام واحد، خسرت مصر خلالها الكثير والكثير وضاق الشعب من حكم الجماعة، فقرر الخروج على حكم هذه الجماعة وسعى لإسقاطهم بالملايين ولعب العسكر على هذا الوتر، فخرج ببيان أمهل فيه الجميع 48 ساعة، مؤكدًا مطالب الشعب، وهو ما جعل الشعب يعود مرة أخرى لأحضان العسكر.

وفي هذا الإطار ومن خلال رؤيته لموقف العسكر في المشهد السياسي والعودة إلى الساحة السياسية وبقوة، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن بيان القوات المسلحة "عباراته مبهمة فالخطاب جاء للجميع وأراد أن يوصل من خلاله رسالة أن قيادات الجيش لا يريدون التدخل في السلطة، ولكن في نفس التوقيت أعلنوا أن القيادة العسكرية ستتخذ قرارًا خلال 48 ساعة".

وتساءل "فرويز": "كيف ينفي عودة الجيش للسياسة وفي نفس التوقيت يعلن عن اتخاذ قرار خلال 48 ساعة؟"، موضحًا: "البيان جاء يحمل معنيين في كل فقراته، فمن صفات القيادة العسكرية أنها تعتمد على إلقاء (الطعم) ليأخذوا رد الفعل الذي بناءً عليه يتم أخذ موقف فهذه عقلية القيادة العسكرية".

وأكد "فرويز" أن "مضمون البيان يؤول لأكثر من تفسير وهم حاسبون كل خطوة"، مضيفًا أن الجيش في الوقت الحالي يبحث عن فرصة تجعله بطلا قوميا في هذا التوقيت، كما أن القيادات العسكرية في هذا التوقيت تبحث عن مخرج يحسن صورتها أمام الجميع".

وتطرق إلى أن المجلس العسكري بقيادة المشير حسين طنطاوي والفريق سامى عنان وعقب ثورة 25 من يناير، كان محسوبًا على نظام مبارك وكان يمارس السياسة بطريقة الأيدي المرتعشة، لكن السيسي حاول في الوقت السابق أن يزيد من ثقة الجيش في نفسه وثقة الشعب في ذلك ونظرا لأنه شخصية سياسية ذكية استطاع أن يكسب تعاطف الشعب معه.

وأشار "فرويز" إلى أن قيادات الجيش في الوقت الحالي أعادت لهم الثقة مرة أخرى في أنفسهم، لذا سيسعون بكل الطرق إلى الحفاظ على هذه الثقة حتي لو تطلب ذلك الوقوف في وجه السلطة الحاكمة من أجل الحفاظ على ثقة الشعب الغالية.
الجريدة الرسمية