حركة الطفل الزائدة خطر يهدد الذكور في مرحلة الطفولة.. عدم الانتباه والاندفاعية أبرز مشاكله.. وأستاذ علم نفس توضح أسبابه وكيفية التغلب عليه

يعتبر قصور الانتباه المصحوب بفرط الحركة والنشاط الزائد واحدا من أكثر الاضطرابات انتشارا بين الأطفال، حيث يظهر الأطفال ذوو اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد مشكلات متعددة في الانتباه، أو مشكلات النشاط الزائد، والاندفاعية أو الاثنان معًا، أكثر من أقرانهم المكافئين لهم فى العمر الزمنى.

كما يخبر هؤلاء الأطفال مشكلات فى الانتباه طويل الأمد (الاحتفاظ بانتباههم لمدة طويلة أثناء أداء المهام) أو الانتباه التلقائى (تمييز العناصر الجوهرية التى ترتبط بالمهام عن العناصر غير الجوهرية)، كما يظهر هؤلاء الأطفال حركة زائدة وسلوكيات غير ملائمة لا تتناسب مع متطلبات الموقف الموجودين به.

وتقول الدكتورة ريهام محي الدين أستاذ علم النفس المساعد بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، بالرغم من أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يظهر فى مرحلة الطفولة فإنه قد يستمر مع بعض الأطفال حتى مرحلة البلوغ، وقد أثبتت العديد من الدراسات تشابهها فى أعراض الاضطراب ما بين مرحلتى الطفولة والبلوغ، حيث يعتقد أن اضطراب نقص االنتباه وفرط الحركة يظهر فى مرحلة الطفولة فقط، وقد اتضح أنه يستمر حتى مرحلة البلوغ.

مفهوم اضطراب قصور الانتباه 

وعرفت الجمعية الأمريكية للطب النفسى (APA( Association Psychology American اضطراب قصور الانتباه المصحوب بفرط الحركة والنشاط الزائد بأنه أحد الاضطرابات النمائية التى تظهر فى مرحلة الطفولة، ويعبر عن نفسه من خلال مستويات غير ملائمة من النمو فى جوانب معينة وهي: الانتباه والنشاط الحركى الزائد والاندفاعية، وتؤثر هذه السلوكيات تأثيرا سلبيا فى واحدة أو أكثر من نشاطات الحياة اليومية، مثل: العلاقات الاجتماعية والجوانب الاكاديمية والتوظيف المعرفى.

وعلى الرغم من تضارب الإحصائيات حول عدد الأطفال المصابين، فإن الخبراء يعتقدون أن اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط يؤثر فى حوالى 11٪ من الأطفال فى سن الدراسة، كما أنه يصيب الذكور بمعدل أكبر بضعفين إلى تسعة أضعاف الإناث.

وكشفت "محيي الدين" عن كيفية تشخيص اضطراب قصور الانتباه المصحوب بفرط الحركة، حيث يشير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الطبعة الجامسة المعدلة (DSM.IV) إلي أن أهم محكات تشخيص اضطراب قصور الانتباه المصحوب بفرط الحركة والنشاط الزائد تتماثل في نمط مستمر من نقص الانتباه مع / أو فرط الحركة – الاندفاعية التي تعوق الارتقاء أو الأداء.

وتابعت استاذة علم النفس أنها تتسم بعاملين، أولا "عدم الانتباه" بمعني أن تستمر ستة أو أكثر من الأعراض التالية لمدة ستة أشهر علي الأقل بدرجة لا تنسق مع مستوي الارتقاء، وتؤثر سلبا بشكل مباشر علي الأنشطة الاجتماعية والأكاديمية المهنية، ويظهر عدم الانتباه في عدم القدرة علي إعارة الانتباه لكافة التفاصيل أو ارتكاب أخطاء إهمال في الأداء الدراسي أو العمل أثناء القيام بأنشطة آخري، كما أن لديه غالبا صعوبة في أن يبقي منتبها أثناء أداء المهام أو أنشطة اللعب، وغالبا لا يبدي إنصاتا عندما تتحدث إليه مباشرة ( يبدو شارد العقل)، وغالبا لا يتبع التعليمات ويفشل في إنهاء واجباته المدرسية والأعمال المنزلية وواجباته في مكان العمل، وغالبا لديه صعوبة فى ترتيب المهام والأنشطة (حيث يصعب عليه إدارة المهام المتسلسلة ويصعب عليه الحفاظ على الممتلكات مرتبة، يتسم عمله بعدم التنظيم والعشوائية، ولديه قدرة ضعيفة على إدارة الوقت، ويفشل فى الالتزام بوقت انتهاء مهام محددة سابقًا.

كما يتماثل عدم الانتباه في أنه يتجنب أو يكره أو يقاوم الارتباط بالمهام التى تتطلب مجهودا عقليا ممتدًا مثال ذلك: الأداء المدرسى أو الواجب، وأيضا يفقد أشياء مهمة لازمة للقيام بالأنشطة أو المهام مثل: المواد الدراسية – الكتب – الأقلام- محفظة النقود- المفاتيح وغيرهم، كما أنه من السهل تشتيتهم بواسطة التنبيهات الخارجية، وغالبا يكون كثير النسيان في أنشطته اليومية.