لماذا يجب تفكيك مصطلحات الإسلاميين والتوعية بها ؟
خلال السنوات الماضية، عرف المصريون والعرب عدد من الكلمات التي يستخدمها الإسلاميين ويوصمون الآخر بها، وأصبح البعض يردد مصطلحات لايعرف أصولها وبأي قصد، ما يسبب مشكلة ليست هينة، خاصة أن البعض يستخدمها لوصم غيره مثل كلم زنديق التي يشار بها إلى غير المؤمنين حاليا، مع أن الكلمة لها أصل مختلف.
الزنادقة
يرى أسامة يماني، الكاتب والباحث، أن هناك أهمية لإلمام الشباب بثقافتنا العربية وتطورها، حتى يكون هنا معرفة بالكلمة وتطورها، بما يجعلهم أكثر إلماماً بدلالاتها ومضامينها ومعانيها لافتا إلى أن كلمة مثل الزندقة ـ من الكلمات التي استخدمها الإسلاميون بكثرة خلال العقود الماضية ـ جردت من معناها الحقيقي، فالزناديق وشعر الزندقة إرث كبير.
أضاف: كما تذكر الكتب التاريخية ما تعرض له الزنادقة من تعنيف وقتل وحرق لمؤلفاتهم في زمن الدولة العباسية، مثل الفهرست لابن النديم، ومروج الذهب للمسعودي والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.
إذ جاء في الروايات أن زرادشت، مؤسس عقيدة الفرس قد بشر بظهور مجدد، وقد استغلت هذه الرواية من قبل الدعوة المزدكية التي استغلتها وسخّرتها لمصالح سياسية واقتصادية، بعدما ظهر رجل اسمه مزدك بن نامذان ودعا إلى ديانة جديدة لها كتاب مقدس أسماه الزند والمؤمن به يدعى الزنديق.
العقائد الفارسية
أضاف: دعا لبعض الأمور المستقاة من بعض العقائد الفارسية القديمة، لكن ما كان جديداً بعقيدته تلك، هو دعوته إلى إلغاء الملكية الفردية، لأن استئثار الإنسان بمال أو أرض أو بيت أو أي ممتلكات هو السبب - على حد قوله - في شيوع الحسد والحقد واعتداء الإنسان على أخيه الإنسان، وأكد أن الوضع المثالي ألا يمتلك الفرد سوى قوت يومه، بينها تبقى بقية الأشياء على المشاع بين الناس».
أوضح يماني أن كسرى الفرس اتبع تعاليم مزدك واتبعه لا عن اقتناع، وإنما عن رغبة في تقليم أظفار كبار رجال الدين الزرادشتي الذين تعاظمت سلطتهم، وتدخلوا في أدق شؤون الحكم.
ولكن بعد ذلك وجد قباذ أن تحالفه مع المزدكيين لم يساعده على إضعاف سلطة الكهنة بل بالعكس، أمدهم بالدعم الشعبي وتسبب في تحالفهم مع طبقة الأثرياء التي كانت تتكون من أبنائها أقوى أجنحة الجيش، وأعاد كسرى حساباته وقرر أن الوقت قد حان للتخلي عن تأييد مزدك.
أضاف: تم الخلاص من مزدك وقتله وأتباعه، وأصبحت بعد ذلك، كلمة زنديق أي المؤمن بكتاب الزند، تعني كل مَن يُحدث بدعة خارجة عن العقيدة العامة.
اختتم: مثل هذه الكلمات لايجب أن تطلق على أي شخص دون أن يكون هناك إلمام وفهم بمعناها الحقيقي.