رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية "تمرد" فى 64 يوما.. فكرة شبابية طالبت بإسقاط مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. نادت بالسلمية وحاربها الإسلاميون برش الدم.. وبيان القوات المسلحة شهادة نجاحها

جانب من حملة تمرد
جانب من حملة تمرد - صورة أرشيفية

في يوم الجمعة 26 أبريل من العام الحالي 2013، أعلن ثلاثة من الشباب هم محمود بدر ومحمد عبدالعزيز وحسن شاهين، من ميدان التحرير تدشين حركة تمرد للدعوة إلى سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي ومطالبته بالإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة، وفي الأسبوع الأول جمعت الحملة 200 ألف توقيع وهو ما تسبب في لفت الانتباه إليها وهجوم الإسلاميين على مؤسسيها واتهامهم بالكفر والإلحاد والعمالة، وفي أقل من أسبوعين جمعت الحملة أكثر من 2 مليون و29 ألفا و592 توقيعا على استمارات سحب الثقة من الرئيس مرسي وأعلنوا هذه الأرقام في مؤتمر صحفي.


ودفع الإقبال غير المسبوق على التوقيع على الاستمارات، أنصار النظام الإخواني وقيادات بارزة بجماعة الإخوان المسلمين إلى إصدار أوامر باعتقال لأعضاء الحركة إلا أن هذه الأوامر لم تنفذ.

ولاقت الحملة تأييد قوى المعارضة لها، كما انضمت إليهم بعض قوى من تيار الإسلام السياسي وهو الأمر الذي لفت انتباه النظام الحاكم إلى هذه الحركة، ما اضطر الرئيس محمد مرسي شخصيًا أن يطلب من الأجهزة الأمنية والسيادية جمع معلومات وتحريات دقيقة عن حركة تمرد وخاصة استعداداتها لمظاهرات 30 يونيو الجاري.

أما عن التيارات السياسية التي دعمت حركة تمرد، فمنها حركة كفاية وجبهة الإنقاذ والجمعية الوطنية للتغيير وحركة 6 إبريل، كما أعلنت نقابة المحامين المصرية فتح مقارها للمواطنين على مستوى الجمهورية لتلقي الاستمارات الموقعة.

ومن أبرز الشخصيات العامة التي وقعت على استمارة حملة تمرد، حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق وأحد أبرز عناصر جبهة الإنقاذ، فضلًا عن رئيس حزب المؤتمر السيد عمرو موسي الذي أعلن تأييده لنشاط الحملة والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، كما وقع على الحملة الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر، والدكتور محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، والدكتور عمرو حمزاوي عضو مجلس الشعب السابق وعضو جبهة الإنقاذ وزوجته الفنانة بسمة، كما وقع على استمارة تمرد من الإعلاميين محمود سعد والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي والكاتبة أمل محمود ومن الأقباط المهندس مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية.

بدأت دعوات التمرد تصل إلى كل مؤسسات الدولة، من وزارات ومحافظات لتتحول من تمرد على الرئيس الهدف الرئيسي للحملة إلى تمرد على كل مسئول كفكرة مصغرة وبالفعل نجحت الفكرة وتمت إقالة أكثر من مسئول بعدد كبير من الوزارات بعد أن جمع الموظفون توقيعات أشبه بتمرد، في إشارة إلى نجاح الفكرة الأكبر "تمرد"، كان نجاح تمرد صداع يؤرق الإسلاميين ففكروا في تدشين حملة موازية تجمع توقيعات تأييد للرئيس مرسي وأسموها "تجرد" على إيقاع "تمرد" وبدأ مسئولو الحملتين في التنافس على جمع أكبر عدد من التوقيعات.

وحاولت جماعة الإخوان المسلمين تعطيل حركة تمرد بشتي الطرق، فبدأت في حرق مقرها الرئيسي بالقاهرة وعدد من المحافظات ولكن يقظة القائمين عليها واستعدادهم للموت في سبيل الحفاظ على استمارات التوقيع، كان سببا في فشل كل هذه المحاولات.

كانت "تمرد" تؤكد دائما على مبدأ "السلمية" و"اللاعنف"، لكسب تأييد الناس رغم تعارض ذلك مع رؤى عدد من القوى السياسية التي كانت تري أن مرسي لن يرحل بأي طريقة سلمية، ولكن "تمرد" كانت تصر على موقفها السلمي لاسيما في الوقت الذي كان الإسلاميون يتهمون الحملة بأنها تدعو إلى العنف والقفز على السلطة ومحاربة الإسلام والمشروع الإسلامي بمعاونة الأمريكان والأقباط وفلول النظام السابق لتشويه صورتها أمام المصريين ووقف توقيع الناس عليها إلا أن هذه المحاولات فشلت جميعها. 

كان محمود بدر، مؤسس "تمرد" يري أن الحملة التي انطلقت من أجل سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي هدفها استعادة الثورة المصرية، نافيا حصول الحملة على أي تمويلات من قبل المنظمات الأجنبية أو المحلية، مؤكدا أنها جزء من المعارضة ولا يمكن الفصل بين الشارع والقوى السياسية.

ودعت القوى الإسلامية إلى العديد من المليونيات لتأييد الرئيس مرسي والتأكيد على أن الشرعية خط أحمر، وسط تهديدات لرش معارضي مرسي بالدم، وسط فتاوي من الجماعة بأن شهداءهم في الجنة وقتلي المعارضة في النار.

وفي يوم 29 يونيو، أعلنت حملة تمرد أنها جمعت توقيع 22 مليونا و134 ألفا و456 مواطنا مصريا في جميع المحافظات على استماراتها وحملها أعضاء الحركة في سيارات نصف نقل وتوجهوا بها إلى قصر الاتحادية خلال مظاهرات 30 يونيو التي شارك فيها 33 مليون مواطن في جميع ميادين الجمهورية، للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان المسلمين وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وتعد اللحظة التي انتصرت فيها "تمرد" وظهر نجاحها هي لحظة إلقاء القوات المسلحة بيانا أكدت فيه أنها مع الإرادة الشعبية وأنها ستقف بجوار المتظاهرين وأنها أمهلت الرئيس مرسي 48 ساعة فقط للاستجابة لمطالب الشعب.

"تمرد" كانت فكرة شبابية من النخاع، آمن بها شباب في عمر الزهور وصدقوا الفكرة ودافعوا من أجلها وعملوا على تنفيذ مبادئها فهل يتحقق هدف الحملة الأساسي وتُسقط الرئيس خلال الـ48 ساعة القادمة؟! 
الجريدة الرسمية